أطلِقْ سِهامَكَ ، سَهْمًا تِلْوَهُ الثاني
يا داعِجَ العَيْنِ ، كُحْلُ الرِّمْشِ أعيانِي
ما أجْمَلَ النَّصْلَ في عَيْنَيكَ ، يذْبَحُني
كأنَّهُ البَرْدُ في نيرانِ وِجْدانِــــي
يا نَاعِسَ اللَّحْظِ ، فَتَّانٌ به غَنَجٌ
للهِ ، كيفَ بريءُ الطَّرْفِ أضْنانِي
عَيْناكَ ، تَسْكُبُ في روحي مفاتِنَها
و فَوْقَها ، استلَّ صُبْحُ الوَجْهِ سيفانِ
---
يُناوِشُ القلْبَ في خَدَّيكَ وَرْدُهُما
بِحُمْرَةٍ مِنْ أزاهِيْرٍ و رُمَّــــانِ
على بَيَاضِ حرِيْرٍ ناعِمٍ ، نُقِشَتْ
في صَحْنِهِ آيةٌ ، و الحُسْنُ رَبَّانيْ
تَنَفَّسَ الوَجْهُ عِطْرًا ، عِنْدَما بزَغَتْ
شَمْسي بِطَلْعَتِهِ ، حتى تغَشَّاني
فانْهالَ شِعْرِيَ يجْنِيْ مِنْ محَاسِنِهِ
كأنَّنِي واقِفٌ في أرضِ بُسْتَانِي
---
ما أعذَبَ الحَرْفَ إذْ ينْسَابُ في وَلَهٍ
مِنْ شِفَّةٍ ، تَعِبَتْ مِنْ جَمْرِها القَانِي
تَفْتَرُّ عَنْ لؤلؤٍ ، غَطَّتْهُ خَمْرَتُهَا
فَرَاحَ يَسْبَحُ في ثَلْجٍ و نِيرانٍ
تَأجَّجَ الحُسْنُ فيها، فِتْنَةُ اللَّهَبِ
يَصُبُّهُ السِّحْرُ في عاجٍ وَ مُرْجانٍ
عَانَيْتُ في حُسْنِها وَصْفًا و تَزْكِيَةً
حتَّى تَمَلَّكَني عِشْقٌ ، فأَشْقَانِي
---
ماذا تغَيَّرَ في شِعْري ، و قَدْ طَفِقَتْ
فِيْهِ الحُرُوفُ تُبَارِيني بأوْزَاني !!
كأنَّمَا لُغَتِي مِنْ حُسْنِها انْفَعَلَتْ
لِأنْتَشِي طَرَبًا في شَدْوِ ألْحاني
و أمْلَأ الكَوْنَ أشْعَارًا ، فَتَحْسَبُنِي
أطَرِّزُ الدَّهْرَ - مُخْتَالًا - بِنَيْسانٍ
و أرسِلُ البَيْتَ تِلْوَ البَيْتِ ، أكتُبُها
لِيُصْبِحَ المَوْتُ في عَيْنَيْكِ عُنْوَاني
محمود الترجمان