دمعتان في أكواريوم
.أفكّرُ فيك في مثلِ هذه الليالي الماطرةِ بعنفِ دموعِنا
.يتلألأُ ندمُك أمامي، بأضواءِ شجرةِ ميلاد
،ألمسُهُ ببصمةِ وجهي وقلبي، كما نحضنُ طفلًا أو طائرًا في نافذة
.ويملؤني كمثلِ ماءٍ في أكواريوم
وحدُكَ الأعلى من دمعةٍ
وحدُكَ الأدنى من دمعةٍ
،وحدُكَ الدمعة
.لا الآخر ولا نفسي
أكادُ أكتبُ لكَ كلَّ هذا الجنونِ في رسالةٍ
.لولا مخافة الأمل
لو ترى كيفَ تُبكيني زجاجةُ العطر المهجورة
صحونُ الوحدةِ في آخرِ الليل
حركةُ كلِّ يدٍ
.بظلالِها تشعلُ الشموع
أموتُ على كافّةِ الضفافِ وفي كلِّ نهرٍ
.بغربةِ غرفةٍ شفيفةٍ في عاصفة
أسيلُ بذاكرةِ ضحكتِنا
بنصفِ نسيان
.كما ينسكبُ النبيذُ الأحمرُ وحيدًا
.كأنّني قد أنسى
كأنّ النسيانَ قد يقعُ بيننا
كالقطيعةِ والكرهِ
.وندفِ العداءِ العميق
تُراها الأسماكُ ما زالت تملأُ بيتَك؟
كم شاخت ملامحُك من الوحدةِ في المرايا؟
أما زالت الأغاني تحفظُ مربطَ ظلالي؟
أفكّرُ فيك، وفي السلالمِ الخشبيّةِ المستديرةِ التي ترعبُني وكأنّها مشنقةُ سماء
في الحارسِ ذي اللحيةِ المسدلةِ على السهرِ والأحلام
في تلك المدفأةِ السوداء
.وذلكَ المرسمِ المهجور
.في انحناءتِك على تعبي بلحافٍ من رذاذِ الملائكة
في الأدوارِ الملتبسةِ
والأقدارِ الطائشةِ كرصاصٍ بلا رحمةٍ
.وبلا ريشةِ عدل
أفكّرُ في الطريق
في صمتِ الطريق
.في مصابيحِ الطريق
.كلانا العمرُ الذي ما عاد يتّسعُ لنقطةِ ندم
أحدُنا العاشقُ الذي قطعَ الطريقَ بطاعةِ قطارٍ
حاملًا في قلبِهِ
رسالةَ حبٍّ
.بِاسْمٍ خاطئ