حديقة للوحدة، قمران للسلوان
بوجهٍ من ورقِ الأوريغامي
،في طَيِّ النسيان
بلا زهرةِ كرزٍ واحدةٍ في راحةِ اليد
،ولو لزيارةِ قبرٍ قديمٍ من اليراع
بحقيبةِ ظهرٍ تتدلّى منها تعويذةُ حبّةِ طحينٍ
تشبهُ الغيمة
ومعطفٍ واسعٍ
،واقٍ من الوحدةِ تحت المطر
.ينزلقُ وجودي نحوَ حفرةٍ مجهولةٍ من الوجود
في فيءِ لافتةٍ مائلةٍ
.يضيئُها نَمِرُ إعلانٍ عتيق
.على امتدادِ سلالم لانهائيّة نحوَ قبوِ الخيال
تحتَ سماءٍ كثيرةِ الكلامِ
.يقتسمُها قمرانِ متقابلان
بخفّةِ رسالةٍ من صفحةٍ وحيدة
بسرعةِ الوقوعِ في هُوَّةِ الحبِّ الخاطئ
،أو في فخِّ أليس في بلاد العجائب
أجدُ نفسي أعلى مزلاقٍ ملوّن
.ووشاحي مع الريح، وردةٌ سوداء
:الحديقةُ حكايةٌ أخرى
تمثالُ امرأةٍ آسرةِ الحنانِ
.بين يديْها يمامةٌ من حجر
ساعةٌ على ساقٍ وحيدةٍ
كما تَشْقَى بأقدارِها الأشجارٌ
.وفزّاعاتُ العصافير
رجلٌ نحيلٌ، في قبضتِهِ مظلَّةٌ بيضاء
.ونظرتُهُ فراشةٌ تشفُّ في الرذاذ
من الذي يعتني الآنَ
بفراشاتِ الدفيئةِ المهجورة
وصبّارةِ العاشقةِ التي غادرتِ الشرفةَ والانتظار؟
ما الذي يحدثُ للأشياء
حينَ يختفي فجأةً حرّاسُ ظلالِها؟
هل تموتُ الغرفُ من الصمتِ
والصحونُ الناصعةُ
وقلوبُ القمصان؟
لماذا لا ينتصرُ الصدقُ في قصصِنا الصغيرةِ
كما تنجو خاتمةُ كتاب؟
."هنا مقهى بِاسْمِ ”قصيدة
على بُعْدِ مصباحيْنِ
وآلةٍ لبيعِ المشروباتِ السريعةِ
.تنتظرُني محطّةُ القطار
أتوقّفُ لوهلةٍ
لأتأمَّلَ كيفَ يضيقُ الحزنُ بالأرصفةِ والشوارع
.وخَزَرِ العيون
المطرُ يتساقطُ بهدوءِ قاتلٍ
والعالمُ معه
.في خريفِ البطولاتِ المتطايرةِ بينَ السطور