حياة وحيدة
،بفراغِ فزّاعِ طيورٍ من زهرةِ عبّادِ شمس
،في معطفٍ زيتيٍّ خفيفٍ لكسرِ الرياح
"أقفُ على حافّةِ حديقةِ السيِّدِ "نون
نسبةً إلى الرسّامِ الذي يسكنُ وحيدًا في الغابة
."وإلى الحرفِ الساكنِ في نهايةِ ”الحزنْ
،مطرٌ ساهمٌ يهبطُ على العشبِ بسلام
على قبّعةِ عزلتي المسنونة
.وعلى كواكبِ أكتافِنا
.كلُّ قطرةٍ أيقونةُ نفسِها
،الرذاذُ رسائلُ أشباحٍ طائرةٍ في السديم
والأزهارُ الموشّاةُ بفضَّةِ عاصفةٍ لا تهابُ سياجًا
أصداءُ ضحكاتِ أطفالٍ مرُّوا بأحلامهم من هنا
حاملينَ لوحاتِهِم الأولى كالمصابيح على ألعابِهِم
.راكضينَ نحوَ النضجِ بجهلِ البياض
متى كبرَ الفتى العابرُ بدرّاجتِهِ الصفراء بينَ سروتيْن؟
وكيف غدتِ الأميرةُ ذاتَ الضفيرةِ الطويلةِ والغمَّازتيْنِ
أغنيةً تتساقطُ بأنغامِها زينةُ الأعياد؟
أمامَ الأخضر الخاسرِ بأسمالِ خريفٍ
متأخّرٍ قليلًا عن إفلاتِ دفاترِهِ القديمة
المليئةِ بالأخطاء
بالأسماءِ الزائدةِ عن حاجةِ عاشقٍ إلى ندم
أدركُ كم هي حياةٌ وحيدة
هذه التي بينَ يديَّ
،على هيئةِ علبةِ ثقابٍ بعودٍ أخير
رغمَ رفوفِ الدُّمَى الباسمة
والكتبِ ذات الكنوز الغزيرة
والصداقاتِ الفريدةِ كصداقةِ وردةٍ
وصداقةِ ثعلب
.على امتدادِ متحفِ النسيان
لفرطِ النقاءِ في كلِّ نسمةٍ تلمسُ وجهي
.أكادُ ألتمسُ العذرَ لكلِّ ما أبكاني
،ليستِ المغفرة بابًا لنغلقَهُ
.المغفرةُ غيمةُ الغريق
بعيدًا عن مساواةِ المرايا والمجاز، عن ألعابِ الضوءِ في حفيفِ الظلالِ حولَ مغزاها، أتماثلُ بكوخٍ أحمر سعيد، بقرميدٍ رماديٍّ مائلٍ، لزحلقةِ عصفورٍ نحوَ صورتِهِ في حفرةِ ماء.
.بدربٍ قصيرةٍ من ألواحِ الخشبِ المتباعدةِ بتنهيدةٍ من تراب
.بأغصانِ وردٍ بأوراقٍ قانية، كما قصائد الحبّ المعتّقة في زجاجة جرح
.بتمثالٍ زاهدٍ عن حياةِ شجرة، عن وجهِ شمعة، عن رحلةِ صاروخٍ ناصعٍ نحوَ ملعبٍ فسيحٍ من النجوم
أيُّ أملٍ يختبئُ داخلَ دمعة؟
ومن الذي سيكنسُ ندفَ الثلجِ عن عتبةِ وأهدابِ البنتِ التي تصنعُ الآيس كريم، بملامح حيواناتٍ أليفةٍ ومُهرّجين، في كافيتيريا الموسمِ الكفيف؟
ثمّةَ من يتلصّصُ على دهشتِنا في زجاجِ التشابه، على وحشتِنا حولَ النوافذِ الواطئة، على رعشةِ أعضائنا التي لم تبرأ تمامًا تحتَ أضمدةِ الماضي.
.نظرتُهُ نجمةٌ في إكليلِ الكاميراتِ المعلّقةِ بألفةِ فوانيس ورقيّةٍ في الزوايا، وملء ثقوبِ عيونِنا
يوشيتومو نارا نفسُهُ على الأرجح. الفنّانُ الكسير. الطفلُ الذي يرفضُ بعنفٍ أن يخسر. الرجلُ الذي يشيخُ مثلَنا في الصور، في رجفةِ ظلٍّ وحيدٍ ومديدٍ، وسطَ حقولِ القمحِ والقشِّ والقلوبِ التي تفتَّتَتْ أشجارُها تحتَ فؤوسٍ غامضة، لتغدو أقلامًا من الخشبِ ملوّنة، بينَ أصابعِ صغار، يصرُّون على رسمِنا في كراريسهم مبتسمِين.