ملاك طوكيو الضليل
تكادُ الغيومُ التي بحلاوةِ غَزْلِ بناتٍ
أن تلمسَ كتفي
،لترفُّعِ التلِّ عن ترابِهِ
.والدربُ وارفةٌ بالمفارق
.بيوتٌ بيضاءُ باسمة
حدائقُ منمنمةٌ، وكأنّها نُقِلَتْ من ألوانِ ماكيت
.إلى نورِ الناسِ والشوارع
أشجارٌ كثيفةُ الأمل
.وأسيجةٌ من حفيفِ العصافير
درّاجاتٌ مُسْرِعَةٌ نحوَ المجهول
بأمّهاتٍ أجمل من زهرِ الفساتينِ المتطايرة
.وأطفالٍ بطاعةِ القططِ الأليفة
كم تبدو الحيواتُ سعيدةً عن مسافةٍ
.خلفَ الوجوهِ والنوافذ
كم من أجنحتي أهدرتُ
لأقولَ جملةً مبهمة؟
هل تستحقُّ تلكَ العلاقاتِ العابرةَ كالليالي
هذا العداءَ العميق؟
ومن تُراهُ الصغيرُ الذي يصرخُ وينوحُ
بروحِ عاصفةٍ
على حافّةِ حديقة؟
وماذا عن الرجلِ الأنيقِ
الجالسِ على صمتِ مصطبةٍ
بحقيبةٍ سوداء بين القدميْن؟
ألا يهتزُّ سورُ العزلةِ
لخوفِ وردة؟
.طفلٌ ضالٌّ بينَ شوارعِ طوكيو المتشابهة
طيفٌ ببنطالٍ أزرق قصير
.وقميصٍ من قطنِ الأفلام
،وجهٌ يشبهُ تيهَ الغرباءِ عن أحضانِ لغاتِهِم
.وبكاءٌ يفيضُ برغبةِ الأوتارِ في الغناء
يدٌ قابضةٌ على نجمةٍ خفيّةٍ في يدي
ودموعٌ تجفُّ الخطوةَ تلوَ الأخرى
.بنجاةِ أكثر من غريق