لأوطان مرجعيات شعوبها , ولا يوجد عندها ما يعلو على الوطن , فالوطن هو الأعلى وما فيه من محتوياته التي عليها أن تديم قوته وإقتداره , وتغار على سيادته وعزته وكرامته وتصون ثرواته وسمائه ومياهه.
الوطن مرجعية الدول والشعوب , ولا توجد دولة معاصرة ذات قيمة ودور إيجابي في المسيرة الإنسانية ذات مرجعية فوق الوطن.
فهل للصين والهند ودول أوربا وأمريكا مرجعيات دينية؟
وهل توجد دولة مدنية ذات مرجعية دينية؟
إن ما يجري في بعض البلدان الخارجة عن العصر في رؤيتها وتصورها يتسبب بتداعيات جسيمة ذات خسائر عظيمة , فهي لا تدري هل أنها دولة مدنية أم دينية؟!!
قد يتوهم البعض ويرى أن الدولة الفلانية دينية , بينما هي في حقيقتها مدنية وطنية بحتة , الوطن مرجعيتها , والدين أو المذهب فيها وسيلة لخدمة المصالح الوطنية , وإن تظاهرت بأنها تلبس العمامة والجبة وتطلق اللحى.
فالمظهر لا يعبر عن الجوهر وإنما أسلوب سياسي لخداع الآخرين وتضليلهم وإستعبادهم , وتحويلهم إلى أدوات لتحقيق المصالح الوطنية للدولة.
إن الإنقياد لمرجعيات تسمى دينية في دولة مدنية يتقاطع تماما مع معطيات العصر والنظام المعمول به عالميا وحضاريا , فلتبتعد المرجعيات بأنواعها عن الساحة , وتترك البلاد والعباد للوطنيين الكفوئين من أبنائها الخيرين الغيورين على مصالحها.
ولن تتقدم البلاد إذا بقيت رهينة لمرجعيات لا تفقه حتى في الدين , وتتوهم بأنها من العارفين , وتستعبد الملايين من المغرر بهم والجاهلين.
فأين الدين في سلوك التابعين لمرجعيات ترفع رايات دين؟!!
فالدين العمل!!