أحياناً تحتاج لأوقات من العزلة عندما تقع تحت الكثير من ضربات الحياة المؤلمة المتوالية
والتي لم يكن بين الضربة والآخري أي وقت لإلتقاط الأنفاس أو أخذ فرصة ولكنها قد جاءت جميعها متوالية وسريعة
لم ترحم ضعفك ولم تراعي أنك من لحم ودم وأعصاب
ومما يزيد الطين بلة أنه في نفس الوقت ينفض عنك الكثير من الناس الذين من حولك الذين كنت تعتقد بأنهم يحبونك ولن يتخلوا عنك
وستدرك بأنه لن يبقى لك في هذا الوجود إلا الله ثم دعاء والديك لك ثم نفسك وثم من يحبك إذا وجد ولم يتخلى عنك
فهذه الأمور تحدث أحيانا لكي تختبر قوة تحملك و صلابة أيمانك
ولكي تتعلم منها القوة والصبر وهل تستطيع أن تطيق صبراً لشدة الضغوط وكيف ستدير أزمتك أو أزماتك
وينطبق عليك المثل الذي يقول” الضربة التي لاتميتك تقويك
“،نعم نعم ستدرك ذلك وستتعلم من مواقف الشدة تجارب وتستفيد منها كخبرات
حينما تقاوم و تنهض من سقوطك وحزنك وخذلان الأخرين لك لكي تكون أقوى من السابق
نعم ستأخذ وقتاً حتى تتجاوز ذلك وحتى يشفى جرحك من الذين قد خذلوك أو شمتوا بك
وستشعر بأن عذاباتك في عزلتك حواجز كل حاجز كالصرح العظيم
قد بدأت تتحطم بقوة الإيمان والإرادة والأمل والتفاؤل
ثم بدء سريان دماء جديدة في شريان حياتك والتعافي من جديد نعم أذكر ذلك كحلم
حينما عشت في وقت حبي لك كوردة نبتت في عالي الجبل خرجت من تحت الصخرة برغم قساوة الطبيعة
ولم تعرف اليأس و برغم أن الفراشات لم ترقى لها ولم تزفها في حفلة شرب نبيذ الرحيق
وبعد رحيلك أصبح جرح قلبي غائراً ينزف مابين وقت وآخروأشعر بالآلام
ورأيت أنني لن أنساك لا في الليل ولا حتى بالنهار حتى بأحلامي أراك
أو عند جلوسي في الأماكن الجميلة أو عندما أشرب القهوة
فقررت العزلة في كهف حتى تموت هذه المشاعر فلا يكفي النسيان
فأشعلت جذوة من النار وقررت كوي مكان قلبي بميسم لكي ينساك وإن عاد عدت لكيه
فقربت الميسم نحو المكان وكويته ثم صرخت صرخة قوية قد خرجت من أعماقي
وسمعت صداها في الكهف ورأيت حبك يخرج كشبح من قلبي ثم أغمي علي ولم أشعر بنفسي
إلا وأنا في الصباح بعدها إنقطعت لفترة في كهفي وصرت اشغل نفسي بطلب العون من الله
و العمل والقراءة حتى شفي جرحي
وشعرت بأن قلبي لم يعد ينبض لكِ أو لغيركِ
حتى لا أوجع قلبيولا أضيع وقتي.