ذهول ...
مصعوق أنا ، في عالم
من جمال صرف
أرتشفُ الذهول
بين يدي جميلة
تَجْمعُ جمال الحسان ، كله
جمال الكون يحتشد لديها وفيها
مصغرٌ صرفٌ ، هي ، له
منغمسة به ترشفه
تنهل منه تداعبه
تراقصه وتنثره
كلية القدرة ، كأنها ، كاملة الحضور
فيما تتجسد به وتُجسده
" من ماديات "
وفيما بين ثنايا الروح من جمال روح
فيما تصيغ من أدب
وما تقول وما لا تقول
وفيما تبوح ولا تبوح
تُنبِتُني عاشقا
من وراء الغيم والسحب والصحاري
يكتسح الجبال ويمخر البحور
تكبلني بإعاصير مشاعرها
ولظى نيرانها ، و كل حرف من فيها
يجرفني جرف شلالات و سيول
حينا وحينا تحتلني وتسكنني
تحيل جسدي عشا لها
ولما يتبعها من نوارس وأسراب طيور
بل بلاطا لها ولحشمها وخدمها
من البشر والجان ومن يحيطها
من ملائكة الرحمن
وكل ما تتمناه وتأمر به
من خدور و قصور
تُراه ماهي نهاية المطاف
كيف نحفظ العقل قبل أن نتلاشى
في مهب ريح
و نتسرب ونتبخر ونغور
إنها تودعني ثورة روح
ليس للروح أن تسكن بعدها
بل أن تنتعش وتهتاج وتثور
وتحلق مع الطيور
ليس هناك أجمل
من أن يثور روح
ويلحق بجماليات إمرأة
روحها تشق التراث و الأشعار
تسطر ملاحما قلما يفيض بها الشعور
يا سُعد من يحس بها
يا سعدنا بحساسية الانسان
للجمال القادم من أبعاد النفس
على مر العصور
وجدانها مفعم بالاحساس والحياة
بأجمل الصور تعكس ما ليس لنا عهد به
من قوة إنسان مقدام
زارع للفرح والمسرات والحبور
ليس لحبها أو لجمالها حد أو طرف منظور
أو مثال ، جمعت في مهجتها كل الأسفار
والطيوب والسرور
متعة الأحلام ومستقر الشعور
حنينا وحبا ورقة ورفعة وصورة
وجمال تصوير وأوزان وبحور
عبد العزيز دغيش .