طاف الفؤاد بكل زهر الوادي
متنقلاً في باديات بلادي
متعجبا من حال دنيانا التي
تهدي لئام القوم عقد سُعادِ
تسقيهم العسل المصفى صافياً
وتزيدهم أشهى طِباق الزادِ
تهدي الورود لكل وغدٍ فاسدٍ
والشوك تهديه إلى الزهادِ
تسقيهمُ قدحاً رحاحاً آسناً
والظل شمس والطعام رمادِي
عجبا لدنيا والزمان حيادي
وبها الكريم موشح بسوادِ
وحكيمها يُعطَى الجنونَ تكرماً
وسفيهها يَلوي جماح زنادِ
آهٍ على من بات يحصد حائراً
حَبَّ الغباء من سنبل الأوغادِ
العقل محتارٌ وزد في حيرةٍ
صمتُ الرجال لوخز شوك قَتادِ
آهٍ على جيلٍ يُقدسُ جَهلهُ
ويرى العلومَ زنازنَ الأصفادِ
ويرى النجومَ إلى الظلالة تهدهِ
ويرى الصلاح جريرة لفسادِ
ويرى ضياء الشمس ليلا حالكا
ويرى طلوع البدر مَحضَ سوادِ
ويرى الحماقة في الحروب شجاعةً
والجبنَ إن حل السلام بوادي
والقتل للمظلوم أنبلُ غايةٍ
والذلُ ما يدعو الإبا لجهادِ
ومكارم الأخلاق ضعفٌ في الورى
ورذائل السفهاء خيرُ عتاد
والأمة الغراء ضاع لواؤها
وسيوفها صدئت من الإغماد
وتراثها الماضي الذي ضاء الدنا
قد ضاع في أيدي أولي الأحقادِ
والسؤدد العالي وتالد عزها
أضحى مهاناً في عيون العادي
غربت شموس العز مذ غَابتْ بنا
عن منهج القرآن توجُ بلادي
وغدى كتاب الله يتلى عادةً
بمآتمٍ الأباء والأحفادِ
آه على عز ٍ تولّى هاربا
من دار قوم ضيعوا أمجادي
تباً لمن يشري الضلالة بالهدى
من وعد ربٍ صادق الميعادِ
عمر عبد العزيز باعباد