هل كان الربيع العربي .. مُقدّمة للخريف الأسلامي ...؟
تفاصيل مشروع برنارد لويس الصهيوني المتعصب والخاص بأعادة ترتيب منطقة الشرق الأوسط عن طريق فوضــى خــلاّقـة تعمل على تفتيت دول المنطقة وأغراقها بصراعات داخلية وأقليمية ... وأشرنا الى العديد من المؤشرات والتداعيات التي حصلت وتحصل في المنطقة بما يــُبرز علامات أستفهام كبيرة عن حقيقة ما جري ويجري وما سيجري ..!
في هذا الجزء سنتناول عدد من المعطيات التي أفرزتها المراحل السابقة وما رافق ثورات ( الربيع العربي ) وما تلاها .. لنتبين هل كل هذه الأحداث والمخاضات بريـئة وبعيدة عن التخطيط المسبق وفق المشروع المذكور ... ام أن للفعل الصهيوني والأمريكي يداً خبيثة تــُحرّك الأحداث عن بعد ...!!
أبتداءاً لنثبـّت النقاط التالية :
1- معروف أن الصهاينة لديهم حلم وهدف أقامــة دولة أسرائيل الكبرى .. منذ مؤتمر بازل المنعقد في سويسرا عام 1897 برئاسة تيودور هرتزل ولحد الأن .. بالأضافة الى أن خارطة أسرائيل الكبرى مــُعلقـّة على واجهة الكنيست الأسرائيلي لحد الآن .. ومن اهم وابرز مقررات مؤتمر بازل هو أقامــة ( دولة أسرائيل ) ، وليس وطن لليهود المـُشتتين كما أعلن في حينها .. قال هيرتزل في أعقاب المؤتمر بالحرف الواحد : ( لو أردت أن ألخـّص مؤتمر بازل بكلمة واحدة لقـُلت : في مؤتمر بازل أرسيت أسس الدولة اليهودية ..! ). ( الخارطة مرفقة مع المقال )
2- في عام 1982 نشرت مجلة كيفوتيم التي تصدر عن ( المنظمة الصهيونية العالمية ) وثيقة بالغة الخطورة باللغة العــبرية تحت عنوان ( أستراتيجية أسرائيلية للثمانينات ) .. هي عبارة عن تفاصيل عملية لخط الشروع لمشروع برنارد لويس والذي يـُفترض أن يوصل الى الهدف النهائي وهو دولة أسرائيل الكبرى...!!
3- خلال أحداث الـثورة المصـرية .. من الأجراءات التي أتخذها الرئيس السابق حسني مبارك هو قطع خــدمة الأنترنيت عن مصر والتي تأتي عن طريق الكيبل البحري ... في حينها كان الموقف الأمريكي المـُعلـَن متأرجح وغير واضح من الأحداث أي بطريقة مسك العصا من الوسط بانتطار ما ستؤول اليه التطوّرات ..! ولكن فجأة وجهـّت الولايات المتحدة أمـراً عاجلاً الى حسني مبارك بأعادة خــدمـة الأنترنيت فوراً ...!!! لماذا ياتـُـرى تركوا كل الأمور الأخــرى .. وتمسـّكوا بالأنترنيت..!!.
4- أثناء احداث الربيع العربي .. برز الى واجـهة الأحــداث شخص مـُريب .. تراه أينما كانت هناك توترات ومظاهرات ... يتنقل بسهولة وخــفـّة تحت غطاء أنه ناشط سياسي يسعى لدعم الديمقراطية وتطلعــّات الشعوب نحو الحرية ... واتضح أن هذا الشخص هو الصفحـة العملية أو التطبيقية للصفحة النظرية في مشروع برنارد لويس ...! أنه الدكتور برنارد هنـري ليفـي اليهودي الديانة ، الجزائري المولد والفرنسي الجنسية والصهيوني الهــوى ...!!
من هو برنارد ليفي :
ولد ليفي لعائلة سفارديـّة يهودية ثرية في الجزائر في 5/11/1948 أبان الاحتلال الفرنسي للجزائر، انتقلت عائلته لباريس بعد اشهر من ميلاده ، درس الفلسفة في أحدى الجامعات الفرنسية الراقية .. ثم مارس تدريس الفلسفة فيما بعد ، وعـُرف كأحد ( الفلاسفة الجدد ) ، وهم جماعة انتقدت الاشتراكية بلا هوادة واعتبرتها ( فاسدة أخلاقياً ) ، وهو ما عبر عنه في كتابه الذي ترجم لعدة لغات تحت عنوان: ( البربرية بوجه إنساني ) .
أشتهر برنارد ليفي فيما بعد كصحفي وناشط سياسي أكثر مما أشتهر كاستاذ فلسفـة ... حيث عمل كمراسل حـربي من بنغلاديش خلال حرب أنفصالها عن الباكستان عام 1971 ... ثم ذاع صيته أكثر في التسعينات كداعــية لتدخل الناتو في يوغسلافيا السابقة .. ورث عن أبيه شركــة ( بيكوب ) عام 1995 ، ثم باعها بمبلغ كبير .. ليؤسس معهد ( لـفيناس ) مع عدد من اليهود في القدس نهاية التسعينات ... عام 2002 كان مبعوثاً خاصاً للرئيس الفرنسي جاك شيراك في أفغانستان ... في عام 2006 وقــّع ليفي بياناً مع أحد عشر مثقفاً من بينهم سلمان رشدي سموه ( معاً لمواجـهة الشمولية الجديدة ..! ) رداُ على أحتجاجات الشعوب الأسلامــية على الرسوم الكاريكاتورية المـُسيئة للرسول الكريم ( ص ) التي نــُشرت في الدانمارك ... في عام 2008 نشر ليفي كتابه المعنون ( يســار في أزمـنة مـُظلمة ... موقف ضد البربريــة الجديدة ) قال فيه من ضمن ما قال : (( أن النزعة الإسلامية لم تـَـنتـُج من سلوكيات الغرب مع المسلمين ، بل من مشكلة متأصلة ، وأن النزعة الإسلامية تهدد الغرب تماماً كما هددتها الفاشية يوماً ما... وأن التدخل في العالم الثالث بدواعي إنسانية ليس مؤامرة إمبريالية بل أمر مشروع تماماً )).
خلال افتتاح مؤتمر ( الديموقراطية وتحدياتها ) في تل أبيب في أيار2010 أثــنى برنار ليفي وأطرى على جيش ( الدفاع ) الإسرائيلي .. مـُـعتبراً إياه أكثر جيش ديموقراطي في العالم. وقال: ( لم أر في حياتي جيشاً ديموقراطياً كهذا يطرح على نفسه هذا الكم من الأسئلة الأخلاقية ، فثمة شيء حيوي بشكل غير اعتيادي في الديموقراطية الإسرائيلية ..! ).
في حزيران عام 2009 نشر ليفي على الأنترنيت فيديو خاص عن الأحتجاجات الشعبية ضد الأنتخابات الأيرانية ..! وطوال سنوات العقد الأول من الألفية الثالثة كان من أشرس المـُدافعين عن التدخل الدولي في دارفور في السودان ...!
تواجــد ليفي في جميع مناطق التوتر والأحـداث الساخنة الخاصــة بدول أسلامية .. بنغلاديش ، البوسنة ، كوسوفو ، الباكستان ، أفغانستان ، السودان ، تونس ، مــصر ، ليبياً ، اليمن ، سوريا ، والعراق سابقاً ...!!
قبل مدة ليست بالبعيدة نشرت صحيفة الشروق الجزائرية وثيقة سرية صادرة عن جهاز الأمن الرئاسي العراقي موقعة بأسم عبد حمود السكرتير الشخصي للرئيس العراقي السابق صدام حسين مؤرّخــة في 18 أيلول 2001 تقول : ( أن جهاز المخابرات العراقي قد رصــد تحركات مريبة لبرنارد ليفي في شمال العراق يسعى فيها لتأسيس تنظيم أرهابي يقوم بعمليات أرهابية بأسم تنظيم القاعدة ..!!)
لو لاحظنا من خلال هذه السيرة المـُـقتضبة .. أن جميع أنشطة وتحركات برنارد ليفي منذ بداية السبعينات ولحد الآن تنحصر في المناطق الأسلامية أو التي لها مشاكل أو تماس مع المناطق الأسلامية ... ولم نعثر في سيرته على أي نشاط يـُذكـر في أمريكا اللاتينية مثلاً أو في الصين أو فيما يخص كوريا الشمالية ...!! أي بعبارة أخرى هو مختص بالشؤون الأسلاميـة ولكن بصفحتها الميدانـية .. مثلما زميله برنارد لويس مُختصاً بالشؤون الأسلامية في صفحتها الأكاديمية و الدراسية ... كلا الرجلين يهودي – صهيوني ، وكلاهما يكره المسلمين والعرب ، وكلاهما يدعم الكيان الصهيوني بقوة ...!! ربما الفارق الوحيد بينهما هو أن ليــفي مــُرشـّح للرئاســة الأسرائيلية .. و لويس ليس كذلك ..!!
أذن السؤال المشروع هنا مالذي يفعله برنارد لــيفي في كل المواقع والبلدان التي ذكرناها .. قبل أحداث الربيع العربـي وخلالها ...!! وهو له هذه المكانــة لدى الكيان الصهيوني ...؟؟ هل فعلاً لنشر الديمقراطية والحرية في هذه البلدان كما يدّعــي هو ...!! المغفلون فقط من يعتقدون بذلك ..! ثم كيف أستطاع صياغة شبكة من العلاقات الواسعة مع قيادات الربيع العربي ...!! وكيف يؤتــمن لهذا الصهيوني لدرجة مشاركته في غرفة قيادة عمليات المعارضة الليبية أثناء الأحداث ..! وهل هذه التحركات والعلاقات والترتيبات هي نتاج أمكانية فردية ..! أم أن وراءه مؤسسات وأجهزة تدعمه بالخفاء ..! ( ملحق مع المقال كل الصور التي تؤكد ما قلناه وتبيـّن أماكن تواجــده وسط الأحداث الساخنة ...!! ).
لنـُسجل الآن المـُـتغييرات التي حصلت والمتوّقع أن تحصل وفقاً للمشروع الأجرامــي الصهيوني :
1- لنستذكر مقولة بريجنسكي كما وردت في الجزء الأول حينما قال : (( ان المعضلة التي ستعاني منها الولايات المتحدة من الان " يقصد عام 1980 " هي كيف يمكن تنشيط حرب خليجية ثانية تقوم على هامش الخليجية الاولى تستطيع امريكا من خلالها تصحيح حدود سايكس- بيكو ..! ).
منذ ذلك الحين بدأ التخطيط والعمل على تنفيذ مشروع برنارد لويس .. وكان لابد من البدأ بالحلقة الأقوى في حينها وهو العراق .. خصوصاً بعد أن أكتشفت أسرائيل أن القوة الجوية العراقية كانت تـُجري تمرينات هجومية على أهـداف مشابهة للمواقع والأهداف الأسرائيلية الحقيقية بــُنيت في مناطق معينة جنوب بغداد وهي في غـِمار المواجهة مع أيران .. بعد أن قام طياروا الجيش العراقي في حينها بعملية سريـّة مـُـموّهــة لمسح وتصوير كل أراضي أسرائيل .. تمهيداً لرد الأعتبار على قصف أسرائيل للمفاعل النووي العراقي عام 1981 ... ( أرجوا أن لا ينبري أحد ليقول هذا غير صحيح والمعلومة مـُـفبركة .. يكفي أن أقول أن وزير الدفاع العراقي في حينها لم يكن يعلم بها ..! هذه المعلومـة موثقة ومن مصدرها وأعتذر عن مزيد من التفاصيل ) ، ومما زاد من أصرار أسرائيل والولايات المتحدة على تدمير العراق هو خروجه مـُـنتصراً من المواجهة الدامية مع أيران بعد حرب أستمرّت ثماني سنوات ... فكانت لعبـة الكويت التي أستـُدرج اليها النظام السابق تــُعززها حماقة ورعونة رأس النظام صدام حسين .. ثم تـلاها الحصار الأجرامي على الشعب العراقي وليس على النظام كما كان يـُروّج في حينها ... والذي أستمـّر ثلاثة عشر سنة .. أدى الى أستنزاف المجتمع والمواطن العراقي أقتصادياً وأجتماعياً وسلوكياً وتربوياً ... مما جعله لــُقمة سهلة البلع عام 2003 ...! وبعد الأحتلال الأمريكي للعراق جرى فتح الباب على مصراعــيه للمحاصصة الطائفية والفساد وبتخطيط مُسبق .. و لم يكن بريمـر حـَملاً وديعاً كما تبيـّن فيما بعد .. والتي أدت فيما بعد الى أقتتال طائفي ( ســـُنـّي – شيعي ) نجح بامتياز في زرع بذور تقسيم العراق ، على الأقل على المستوى النفسي ..! ليكون جاهزاً للتفجير عند الحاجـة ..! ولابد من التذكير هنا بمشروع بايدن لتقسيم العراق الى ثلاث دويلات ( كردية – شيعية – سنيـّة ) .. وها نحن نشهد اليوم ما يجري في العراق من تناحر وصراع بين معظم أطراف المحاصصة ...! ( صراع سياسي - طائفي – عــرقي ).
2- جرى تقسيم السودان الى دولتين ، الشمال المسلم والجنوب المسيحي ، ويجري العمل على تقسيمه عــِرقياً..! ( صراع ديني – عــِرقي – قبلـي ).
3- في المغرب الصراع الجاري بين الأسلاميين الذين ربحوا البرلمان وبين الليبراليين ومن ورائهم سلطة المــَلك ... مع أحياء وتنشيط دعوات البوليساريو للمطالبة بالأستقلال عن المغرب ..! .. ( صراع أجتماعي – سياسي – عرقي ).
4- في تونس الصراع بين الأسلاميين والليبراليين .. والمظاهرات والمواجهات مستمرة لحد الآن .. ( صراع سياسي – أجتماعي ).
5- في ليبيا الصراع الجاري بين الأسلاميين والليبراليين من جهة ، وبين القبائل والمدن المحسوبة على نظام القذافي والمحسوبة على ( الثوار ) من جهة أخرى .. مع بروز دعوات البربر لحق تقرير المصير..( صراع سياسي – أجتماعي – قبلي – عــِرقي ).
6- في مصر يجري تنشيط الصراع بين المسلمين والأقباط من جهة ، وبين الأسلاميين والليبراليين من جهة أخرى .. وانظروا ماذا يجري في مصر هذه الأيام .. ( صراع ديني – سياسي – أجتماعـي ).
7- في لبنان يتم تغـذية الصراع حالياً بين الشيعة والســُنة من جهة وبين الأسلاميين والمسيحيين من جهة أخرى ( صراع طائفي – ديني – أجتماعي ).
8- في سوريا الصراع محتدم بين النظام ( شيعة ) وبين المعارضة ( سنة ) من جهة وبين المكونات القومية لسوريا كما يحدث الآن من مواجهة بين أكراد سوريا والمعارضة من جهة أخرى .. ( صراع طائفي – عــرقي – أجتماعي ).
9- في اليمن ينشط الحــِراك الجنوبي الآن لأعلان أستقلال الجنوب ، مع أحتدام الصراع بين القبائل المحسوبة على النظام السابق والقبائل التي ساندت أنتفاضة الشعب اليمنــي .. ( صراع سياسي – قبلي – أجتماعي ).
10- في البحرين تم زرع بذور الصراع الطائفي بين المعارضة الشيعية والنظام السني .. بعد تحريف وتشويه انتفاضة الشعب البحريني ضد الظلم والتمييز والفساد والتي شارك فيها السنـة والشيعة بادئ الأمــر .. ! .. ( صراع طائفي – سياسي ).
11- السعودية تنتظـر دورها ..! وبذور الصراع قائمة ، بين شيعة السعودية والنظام الوهابي من جهة .. وبين الليبراليين والسلفيين من جهة اخـرى ..! ( صراع طائفي – أجتماعي – سياسي ).
12- في الجزائر أيضاً بذور الصراع موجودة بين الأسلاميين والليبراليين من جهة ، وبين الأمازيغيين والعرب من جهة أخرى ..! ( صراع أجتماعي – سياسي – عــِرقي ).
هذا على الصعيد الداخلي لكل دولة على حـــدة .. اما على الصعيد الخارجي .. أي بين دول المنطقة على الرغم من الترابط الموضوعي بين ما يجري في الداخل وبين أرهاصات الخارج ، نلاحظ اليوم أن العالم الأسلامي مـُـنقسم ( شئنا أم أبينا ..! ) بين قطبين ... القطب الشيعي وتــُمثـّله أيران والقطب الســـُني وتمثله السعودية وتركياً .. والصراع بين القطبين يأخذ مستويات وأشكال متعددة ... ولكن أكثرها دموية وقذارة هو ما جرى في العراق .. وما يجري حالياً في سوريا ..!! وأشكال الصراع الأخــرى معروفة لا نريد الأطالة بتفاصيلها .. ولكن لا بأس من التنويه عنها بشكل مختصر :
1- صراع ثقافي – فقهي أستفحل في السنوات الأخيرة وجُـنـّـدت له طاقات وموارد هائلة من الطرفين ... فضائيات طائفية بالجملة .. كتب ونشريات .. كتاب وأعلاميين ماجورين .. خطباء ومحاضرين ودعاة .. أفلام ومسلسلات تنحاز لوجهة نظر هذا القطب أو ذاك ... الخ.
2- نبش التاريخ .. وأحياء قصص عن الخلافات والتناحر والصراع بين رموز الأسلام الأوائل .. وهي من ناحية معظمها غير حقيقي .. أي مـُحـرّفة أو مـُخـتـلـَـقة... والجزء الحقيقي منها لا طائل من تناوله الآن بعد أن مــضى عليه مئات السنين سوى التعصب الأحمق والســذاجة والغباء ..! تـقف خلفها طموحات مريضــة لأحياء أمبراطوريات سادت ثم بادت ولم يعد لها مكان في العصر الحالي ..! .
3- صراع نفوذ سياسي واقتصادي محتدم .. أحياناً خــفي وأحيان أخرى ظاهــر ..!
أذن صواعق التفجير مـُهيأة بين القطبين وتوابعهما ... ونحن نعلم أن الصهاينة والولايات المتحدة ليس أسهل عليهما من أشعال الفتيل هنا أو هناك ..سواءاً بتفجير هنا ..أو اغتيالات هناك .. بتصريح من هنا .. أو موقف هناك .. بتحريض هنا .. أو دعم هناك .... وهكـــذا
هــــذه هي حصيلة المــُتغيـيـّرات والتحولات في المنطقة .. أليس الذي قلناه موجود حالياً على الأرض ... علام يــُشير كل ذلك ... أليست المنطقة مـُرشــّحـة لصراعات طائفية دموية .. ولكن هذه المــرة بين الدول وليس ضمن الدولة الواحـــدة ..! هل نستطيع أن نتجاهل مفهوم الشرق الأوسط الجديد أو نتغافل عن معنى الفوضى الخلاًقــة ...!! فهل نــعي ما جرى ويجري .. وما هـو مـُخـَطـَـط لنا ولأجيالنا ولبلداننا وثرواتنا من مستقبل مـُـظلم ... هلاّ يــتذكـّر المسلمين أن اليهود قد حاربوا الدين الأســلامي وهو لمـّا يزل نـبـتة طـريـّة .. وهل نتذكــّر أن بنو قينـُقاع وبنو النضير قد ناصبوا الرسول الكريم محمد (ص) ودعـوته الأسلامية العــِداء قبل أن يبرز الى الواجهة القيادية الأسلامية لا عـُمر بن الخطاب ولا علي بن ابي طالب عليهم السلام ...!! واستمرت مؤامرات اليهود ودسائسهم لتخريب الدين الأسلامي منذ ذلك الحين و طوال القرون الماضية .. ولحد الآن .. وخصوصاً بعد أن تــَـلفـّعـَت اليهودية بالصهيونية كمنهج عنصري عدوانــي ...!!
يبقى أن نقول لقادة المنطقة وسياسييها جميعاً : أذا كنتم حريصين على دينكم ودماء شعوبكم ووحدة أوطانكم وثرواتها ..
فأتـقـوا الله .. وغادروا حماقاتكم .. وغادروا طائفيتكم .. وغادروا طموحاتكم الشريرة .. وغادروا غفلتكم أن كنتم غافلــين