ما جزاء من نكث ولاية
الأمير الإمام علي(عليه السلام) ثم مات ؟!

*
قَالَ رَسُولُ اللَّهِ (صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَآلِهِ وَسَلَّمَ) :
مَا مِنْ عَبْدٍ وَلَا أَمَةٍ أُعْطِيَ بَيْعَةَ أَمِيرِ الْمُؤْمِنِينَ عَلِيٍّ (عَلَيْهِ السَّلَامُ) فِي الظَّاهِرِ وَنَكَثَهَا فِي الْبَاطِنِ وَأَقَامَ عَلَى نِفَاقِهِ ، إِلَّا وَإِذَا جَاءَهُ مَلَكُ الْمَوْتِ لِقَبْضِ رُوحِهِ تَمَثَّلَ لَهُ إِبْلِيسُ وَأَعْوَانُهُ وَتَمَثَّلَتِ النِّيرَانُ وَأَصْنَافُ عَذَابِهَا لِعَيْنَيْهِ وَقَلْبِهِ وَمَقَاعِدِهِ مِنْ مَضَايِقِهَا ، وَتَمَثَّلَتْ لَهُ أَيْضاً الْجِنَانُ وَمَنَازِلُهُ فِيهَا لَوْ كَانَ بَقِيَ عَلَى إِيمَانِهِ وَوَفَى بِبَيْعَتِهِ . فَيَقُولُ لَهُ مَلَكُ الْمَوْتِ : ﴿انْظُرْ إِلَى تِلْكَ الْجِنَانِ الَّتِي لَا يُقَادِرُ قَدْرَ سَرَّائِهَا وَبَهْجَتِهَا وَسُرُورِهَا إِلَّا اللَّهُ رَبُّ الْعَالَمِينَ ، كَانَتْ مُعَدَّةً لَكَ لَوْ كُنْتَ بَقِيتَ عَلَى وَلَايَتِكَ لِأَخِي مُحَمَّدٍ رَسُولِ اللَّهِ (صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَآلِهِ وَسَلَّمَ) ، كَانَ يَكُونُ إِلَيْهَا مَصِيرُكَ يَوْمَ فَصْلِ الْقَضَاءِ ، وَلَكِنْ نَكَثْتَ وَخَالَفْتَ‏ فَتِلْكَ النِّيرَانُ وَأَصْنَافُ عَذَابِهَا وَزَبَانِيَتِهَا وَأَفَاعِيهَا الْفَاغِرَةِ أَفْوَاهُهَا ، وَعَقَارِبِهَا النَّاصِبَةِ أَذْنَابَهَا وَسِبَاعِهَا الشَّائِلَةِ مَخَالِبُهَا وَسَائِرُ أَصْنَافِ عَذَابِهَا هُوَ لَكَ وَإِلَيْهَا مَصِيرُكَ .
فَعِنْدَ ذَلِكَ يَقُولُ‏ : ﴿يَا لَيْتَنِي اتَّخَذْتُ مَعَ الرَّسُولِ سَبِيلًا وَقَبِلْتُ مَا أَمَرَنِي بِهِ وَالْتَزَمْتُ مِنْ مُوَالاةِ عَلِيٍّ (عَلَيْهِ السَّلَامُ) مَا أَلْزَمَنِي‏ .

*
المصدر :
(البحار : ج24، ص18. تفسير العسكري (عليه السلام).)