النجوم العرب.. 5 أهداف في «دوري الأبطال»
المصدر: إعداد - مجتبى فاروق
ربما هو اتفاق، أو هي الصدفة، ولكن بالتأكيد هي كرة القدم، التي يمكن أن تبتسم لك في لحظة، ثم تدير ظهرها لك في اللحظة التالية، ولكن ما حدث من النجوم العرب في البطولات الأوروبية لهذا الأسبوع كان غريباً بعض الشيء، ففي الوقت الذي عرفت ملاعب المنافسات الأوروبية «دوري أبطال أوروبا والدوري الأوروبي» تألقاً لافتاً للنجوم العرب، بل كانت لهم كلمة الحسم مع أنديتهم بخمسة أهداف، كان الواقع مختلفاً بعض الشيء في الدوريات، فساد الهدوء بين النجوم العرب، فكانت الأهداف العربية قليلة في الدوريات الأوروبية المختلفة، بل كانت الأقل منذ بداية الموسم الجديد، كما إنها هذه المرة لم تكن بالتأثير ذاته الذي كانت عليه في الجولات السابقة، بل وكان بعضها تحصيل حاصل فقط.
البداية من ملعب الأنفيلد الذي شهد حدثين أقرب إلى التناقض مع النجم المصري محمد صلاح، الذي توهج في ليلة دوري أبطال أوروبا مع ليفربول يوم الأربعاء الماضي، ثم عاد وكان لاعباً عاديا ًجداً بل لم يظهر بأية خطورة على الملعب نفسه يوم السبت الماضي عندما استضاف ليفربول ليستر سيتي في الدوري الإنجليزي في مباراة شهدت الكثير من ردود الفعل بعد أن تعرض صلاح لإصابة فجرت غضب جمهور ليفربول على الإنجليزي حمزة تشودري الذي تدخل بعنف على صلاح في الدقيقة قبل الأخيرة من اللقاء، لتكون خاتمة غير جميلة ليوم لم يقدم فيه المصري المرشح لجائزة الكرة الذهبية مستواه المعروف ويبدو أنه أرهق بسبب المجهود الذي بذله ليلة الأربعاء عندما قاد ليفربول إلى انتصار مهم على ضيفه ريد بول سالزبورغ النمساوي، ويحق لصلاح فعلاً أن يرهق بعد ما قام به في تلك المباراة التي عرفت أحد أفضل مستوياته في الفترة الأخيرة،
وربما أراد المصري الموهوب أن يذكر الجميع بقدراته وإمكانياته، بعد أن قدم مباراة ضعيفة جدا في الجولة السابعة من الدوري الإنجليزي خلال المباراة التي فاز فيها ليفربول على مضيفه شيفلد بهدف نظيف، وكان صلاح أسوأ لاعبي الفريقين في المباراة، وكان حينها متأثراً بالفعل بما حدث في جائزة الأفضل التي يقدمها الاتحاد الدولي لكرة القدم «فيفا»، وتداعيات عدم حصوله على أي صوت من أصوات مصر الثلاثة في التصويت، ليأتي وينفجر في لقاء سالزبورغ، مسجلاً ثالث أهداف فريقه في اللقاء عند الدقيقة 36 ليتقدم أصحاب الأرض 3 - 0، ويعتقد الجميع أن المهمة قد انتهت، إلا أن الضيوف انتفضوا وتمكنوا من إدراك التعادل وتحركوا نحو هدف الفوز، لينبري صلاح مرة أخرى، وينقذ الليفر من هذه الانتفاضة، وينجح في تسجيل الهدف الثاني له، الرابع لفريقه، بعد 9 دقائق من تسجيل الضيوف ثالث أهدافهم في اللقاء الذي انتهى لصالح حامل لقب الأندية أبطال أوروبا 4 - 3، محققاً انتصاره الأول في البطولة هذا الموسم، بعد خسارته للقاء الأول في المجموعة أمام نابولي الإيطالي.
ثنائية حاسمة
وكما تمكن صلاح بثنائية منح ليفربول انتصاره الأول في «الأبطال» هذا الموسم، نجح المغربي أشرف حكيمي في وضع نفسه في خارطة التميز لهذا الأسبوع في أكبر مسابقات الأندية في القارة الأوروبية، بعد أن قاد بروسيا دورتموند أيضا إلى انتصاره الأول، ووضعه في حالة جيدة قبل مواجهتي الإنتر ضمن الجولتين الثالثة والرابعة من المجموعة السادسة لدوري الأبطال، مانحاً الفريق أيضاً انتصاره الأول في المسابقة هذا الموسم، بعد أن تعادل سلبياً في المباراة الأولى على أرضه أمام برشلونة، ليأتي حكيمي ويتمكن من قيادة الفريق إلى الفوز على مضيفه سلافيا براغ التشيكي بهدفين نظيفين، سجل أولهما في الدقيقة 36 من اللقاء، ، كما تمكن من حسم اللقاء بعد أن سجل ثاني أهدافه في الدقيقة 89 و كان من الممكن أن ينتهي الأسبوع لحكيمي وهو في قمة السعادة، لولا تدخل خاطئ من زميله في دورتموند مانويل أكانجي، الذي منح فرابيورغ التعادل في الوقت القاتل من اللقاء الذي كان يسير لصالح دورتموند الذي تقدم أولاً بهدف فيستل، ليدرك أصحاب الأرض التعادل ليتمكن حكيمي من تسجيل الهدف الثاني إلا أن أكانجي سجل بالخطأ في مرمى فريقه مانحاً صاحب الأرض التعادل وحارماً حكيمي من أن يمنح دورتموند انتصارين على التوالي في الأبطال والدوري المحلي.
بداية نارية
وفي المنافسة الكبرى لأوروبا تألق أيضا المغربي الآخر حكيم زياش نجم أياكس أمستردام الذي منح فريقه بداية نارية على ملعب ميستايا التابع لفالنسيا الإسباني في مباراة ضمن الجولة الثانية من المجموعة الأوروبية الثامنة، وهي مواجهة على قمة المجموعة، بعد أن تمكن أياكس من افتتاح مبارياته بالفوز على ليل الفرنسي 3 - 0، وعاد فالنسيا منتصراً من ملعب تشيلسي 1 - 0، ليمني أصحاب الأرض النفس بتحقيق الفوز والصدارة، والاقتراب من التأهل، بفضل المواجهتين التاليتين مع ليل أضعف فرق المجموعة، إلا أن لزياش رأياً آخر، إذ منح فريقه التقدم سريعاً جداً وتحديداً في الدقيقة الثامنة من اللقاء ،ليسيطر بعدها الفريق الهولندي على المباراة ويتمكن من الخروج منتصراً بثلاثية نظيفة بعد أن تمكن كوينسي بروميس و دوني فان دي بيك من تسجيل هدفين ليتربع أياكس على صدارة المجموعة برصيد 6 نقاط و6 أهداف ويقترب من التأهل إلى دور الستة عشرة.
ومثلما منح زياش أياكس بداية نارية، منح مواطنه عبد الله الزبير فريق أغدام الأذربيجاني البداية نفسها عندما حل ضيفاً على فريق ديديلانجي من لوكسمبورغ ضمن المجموعة الأولى من منافسات الدوري الأوروبي، بعد أن منحه هدف التقدم في الدقيقة 11 من اللقاء لتنفتح شهية الفريق الأذربيجاني الذي تمكن من تسجيل ثلاثة أهداف أخرى مقابل هدف لصاحب الأرض ليتقدم إلى المركز الثاني في ترتيب المجموعة الأولى بعد أن وضع أول ثلاث نقاط في رصيده، بينما يقف إشبيلية الإسباني في صدارة المجموعة برصيد 6 نقاط.
طرد
وإذا كان صلاح وحكيمي وزياش والزبير ساهموا بشكل مؤثر في انتصارات فرقهم في دوري الأبطال والدوري الأوروبي فإن الجزائري ياسين بن زيه كان الأسوأ أداءً بين النجوم العرب في المنافسات الأوروبية، حيث كان سبباً مباشراً لخسارة فريقه أولمبياكوس اليوناني أمام مضيفه سرفينا زفيزدا الصربي ضمن الجولة الثانية من مباريات المجموعة الثانية، فبعد أن تقدم الضيوف بهدف للبرتغالي روبين سميدو في الدقيقة 37 من اللقاء، تعرض بن زيه للطرد عقب حصوله على البطاقة الصفراء الثانية وبالتالي الطرد عند الدقيقة 58 من اللقاء، الذي كانت نتيجته تشير في ذلك الوقت إلى تقدم أولمبياكوس بهدف، ليستغل سرفينا زفيزدا النقص العددي في صفوف الضيوف ويدرك التعادل بعد 4 دقائق فقط من طرد بن زيه، ثم يضيف الهدفين الثاني والثالث، ليحرم بن زيه فريقه من انتصار كان سيمنحه المركز الثاني في المجموعة الثانية الصعبة للغاية.
هدف بلا نتيجة
ونبقى أخيراً مع المغربي آدم ماهر لاعب أوتريخت، اللاعب العربي الوحيد الذي سجل هدفاً في الدوري الهولندي في هذه الجولة، بعد أن توقفت أهداف أسامة إدريسي نجم الكمار وثاني هدافي الدوري الهولندي، وكذلك حكيم زياش الذي تألق مع أياكس أوروبياً لكنه لم يسجل في لقاء فريقه أمام أود دين هاج في الجولة التاسعة من الدوري الذي يعتبر من بين أكثر الدوريات استقبالاً للنجوم العرب.
وتمكن آدم ماهر من تسجيل هدف التعادل لفريقه أمام مضيفه أرنهيم الذي تقدم عند الدقيقة التاسعة بهدف ماكس كلارك، ليعادل ماهر النتيجة عند الدقيقة 38 من المباراة، إلا أن صاحب الأرض نجح في تسجيل الهدف الثاني عن طريق تيم ماتافز في الدقيقة 68 ليحرم أوتريخت من نقطة التعادل، ويبقى هدف ماهر بلا نتيجة فعلية لفريقه.