محمدٌ المبعوثُ للخَلق رحمةً
يُشيِّدُ ما أَوهى الضّلالُ ويُصلِحُ
لَئِن سبّحَتْ صُمُّ الجبالِ مُجيبةً
لِداودَ أو لانَ الحديدُ المُصفّحُ
فإنّ الصّخورَ الصُّمُّ لانتْ بكفِّهِ
وإنّ الحَصى في كفِّه لَيُسبّحُ.
" لا عيبَ في الحُبِّ لو صُنّا طهارتَهُ
عن عابثٍ ما وعَى للطهرِ إدراكا
الحُبُّ وَردٌ من الرحمنِ نقطفُهُ
والعابثونَ بهِ يجنونَ أشواكا
قد كان في قلبي إليك مودةٌ
لكن جفوكَ قد تجاوز حدهُ
فأردتُ أن أنسى وحبك ردّني
يا سالباً مني فؤادي ردهُ .
يا قوم ان جمالها قتال
وعيونها سحر القلوب حلال
ما كان الا الحسن ينطق والها
ليقول تلك ترومها الأبطال
سفكت على قمم الجمال جمالها
فكسا السحاب من الجمال جمال
"هل حَنّ قلبُك مثلما حنّينا
واشتاقَ كفّكَ للسلامِ علينا
إن مرَّ في عينيكَ يومًا طيفُنا
واللهِ طيفكَ لم يغادر حِينا..
فلا تبخل علي بحُسنِ صوتٍ
يُميت تعاستي ويقرُّ عيني
ولا تبخل علي بسحرِ قولٍ
حلاوته تزيل الهم عني.
بغار ثورٍ كان نورًا للورى
متعبدًا في عزلةٍ عمّا جرى
فأتاه جبريلُ الأمينُ مرددًا
اقرأ بإسم الله دُمتَ مُظفّرا
أقبل فأنتَ أمين أرضٍ سيدي
صلى عليكَ الله ما عُدّ الثرى.
" مالي سواك فلا تُغادر عالمي
أتظنُ أني في هواك سأُشرِكُ؟
لا والذي أجراك بين نسائِمي
إني أُحبك، ليت قلبك يُدركُ!
" من أخبركْ؟
أنّي أخافُ بأن تغيبَ فأخسرك!
إن شئت أن تبقى معي
أسكنتُ روحك أضلُعي
وإذا عزَمتَ على الرحيلِ
فلمِلم الذكرى الجميلة بينَنَا
واحزم حقائبك القديمةَ وإبتعِد
لا تنتظر منّي الجواب
لأننَّي لن أُجبِرك