ما هي رسالة ميسي "السرية" التي أطاحت بإبراهيموفيتش خارج برشلونة؟
تحول حلم زلاتان إبراهيموفيتش بالانتقال لبرشلونة إلى كابوس، فبعد موسم ناجح للاعب السويدي شرعت الأمور في الإفلات من بين يديه ونحا ببصره خارج أسوار النادي.
يقول إبرا في كتابه الشهير “أنا زلاتان” أن ثمة تغيير تكتيكي -بسبب ميسي- من مدرب برشلونة وقتئذٍ، بيب غوارديولا، أطاح به خارج الفريق، بعدما سجّل 21 هدفًا في موسمه الأول والأخير مع البلاوغرانا.
كنوع من الرد على سوق ريال مدريد الملتهب حينها، انتقل اللاعب المشتهر بالعجرفة إلى برشلونة صيف 2009 قادمًا من إنتر ميلانو في صفقة تبادلية، حصل من خلالها النادي الإسباني على خدمات إبرا مقابل ترك الكاميروني صامويل إيتو للنيراتزوري الإيطالي، بيد أن السويدي لم يلبث إلا موسمًا.
“لقد كان حلم الطفولة، كنت كمن يسير على الهواء، لقد بدا كل شيء جيدًا حتى شرع ميسي في الحديث، أراد اللعب في منتصف الهجوم وليس على الرواق وتغير الرسم التكتيكي من 4-3-3 إلى 4-5-1، لقد تم التضحية بي ولم أعد أحصل على الحرية الكاملة للتحرك في الميدان”.
هكذا بدأ زلاتان شرح الأمر الذي لم يحصل من خلاله على تفسير واضح من غوارديولا، إلى أن ساءت علاقة الإثنين ووصلت إلى طريق مسدود ووتر مشدود، إلى درجة تطاول إبراهيموفيتش لاحقًا عبر وسائل الإعلام ضد مدربه السابق، بينما ظلت العلاقة مع ميسي في أفضل حالاتها يشوبها الدفء والاحترام المتبادل كهذا التصريح.. “ميسي يتمتع بموهبة طبيعية، يفعل أشياء نراها فقط في ألعاب الفيديو”.
“بيب أراد أن يجعل ميسي سعيدًا، لم يقدرّني”.. (إبراهيموفيتش من كتاب أنا زلاتان).
في مقابلة سابقة قال زلاتان أن ميسي وتشافي وإنييستا تصرفوا كتلاميذ المدراس في حضرة غوارديولا، ورُغم ذلك لم يؤثر الأمر على تغيير الحقيقة فقد اختارهم في تشكيلته التاريخية التي وضع فيها نفسه -بالطبع- ووصف ميسي “بعبقري الفريق” بينما قال عن نفسه “إله الفريق”.. في كل مرة يزور من خلالها كامب نو -كخصم- سواء مع إنتر أو ميلان، تبادل العناق مع ميسي وتشافي بالأخص، ونال هتافات مؤيدة من الجماهير.
لكن من يُلام حيال رحيل إبراهيموفيتش عن برشلونة؟ هل تقع المسئولية كافة على عاتق بيب؟
الإجابة ربما رصدها الكاتب الأرجنتيني سباستيان فيست في كتابه “لغز ميسي”، الذي أشار من خلاله إلى ان اللاعب رفض مواجهة غوارديولا ولجأ إلى إرسال رسالة نصية قصيرة عبر الهاتف، الجدل دائرًا حتى اليوم حول النص الحرفي للرسالة لكن فحواها مُتفق عليه “أرى أنني لم أعد مُهمًا في الفريق”.
يقول أليكس غويار -وهو شريك فيست في الكتاب- أن ميسي شعر بتهديد حقيقي بعد بروز زلاتان بشكل فجّ وتسجيله هدف الفوز الوحيد في ذهاب الكلاسيكو في الوقت الذي أظهر ميسي بعض المستويات المتواضعة، رُغم أنه كان بعمر الـ 22 حينها فإن شخصية ميسي اكتست بالقوة دومًا في مواجهة مدربي وإداريي النادي.
لاحقًا وبنفس الموسم نقل بيب ميسي إلى عمق الهجوم، وتمكن من تسجيل 47 هدفًا خلال 53 مباراة، بينما اندثر زلاتان إلى أغوار المغضوب عليهم وزادت حدة مواجهاته مع غوارديولا إلى درجة صراخه بغرف تبديل الملابس في أعقاب الهزيمة ضد إنتر ميلانو بنصف نهائي دوري أبطال أوروبا “أنت مثل النساء، خائف من مورينيو”.. هنا انتهت علاقة إبرا ببرشلونة وقرر المدرب التخلص منه.