نيويورك تايمز: هكذا يمكن إنقاذ العراق


نشرت صحيفة نيويورك تايمز مقال رأي، الثلاثاء، يتناول سبل “إنقاذ العراق” في أعقاب خرورج عشرات آلاف المواطنين في مظاهرات غير مسبوقة في بغداد ومدن جنوبية احتجاجا على الفساد والبطالة وغياب الخدمات الأساسية، تصدت لها السلطات بحملة قمع غير مسبوقة راح ضحيتها آلاف بين قتيل وجريح، فضلا عن قطع الإنترنت وحجب مواقع للتواصل الاجتماعي ومهاجمة مقرات محطات إخبارية.
كاتب المقال رانج علاء الدين من معهد بروكنغز للأبحاث في الدوحة والخبير في الشأن العراقي، قال إن رئيس الوزراء عادل عبد المهدي فشل في الحيلولة دون وقوع أسوأ أزمة في البلاد منذ سيطرة داعش على الموصل في 2014، وعليه أن يتحمل المسؤولية وضمان محاكمة المسؤولين المتورطين في مقتل أكثر من 100 متظاهر وإصابة آلاف آخرين بجروح متفاوتة.
يرى علاء الدين أن أزمة الأسبوع الدامي تضع عبد المهدي في موقع غير مستقر، وفق الكاتب. وبينما يطالب المحتجون بالوظائف والخدمات والمحاسبة وفي حالات إصلاح الطبقة السياسية في العراق بشكل كامل، أعرب رئيس الوزراء عن استعداده للاستجابة “للمطالب المشروعة” للمتظاهرين إلا أنه حذر من أن “ما من حل سحري” لمشاكل بلاده.
عبد المهدي، السياسي الشيعي المستقل الذي شغل منصب وزير المالية ونائب الرئيس في السابق، يستحق، وفق الكاتب، أن يمنح فرصة لإخراج العراق من هذه الأزمة والمضي به إلى الأمام.
لكنه يرى أن الطريق إلى الأمام ليس بحكومة جديدة أو رئيس وزراء جديد، وكل ما يجلبه ذلك من عدم يقين سياسي خطير، بل إن المضي نحو المستقبل يحتاج إلى جهد متضافر لتحسين الحكم والعمل من أجل إحياء الاقتصاد العراقي.
التحديات أمام عبد المهدي مرعبة، وفق علاء الدين، الذي أشار إلى تراجع الموارد المائية في البلاد بنسبة 30 في المئة منذ 1980، فيما تواجه إمدادات المياه انخفاضا يصل إلى 60 في المئة بحلول 2025، الأمر الذي له تداعيات خطيرة على إنتاج الغذاء والكهرباء.
لكنه يؤكد أن البلد الذي تعرض للحروب والاضرابات لسنوات طوال، بحاجة إلى مساعدة. وتحدث عن أن الحكومات الغربية تركز أكثر من اللازم على انفجار محتمل قد يؤدي إلى حرب بين الولايات المتحدة وإيران في العراق، من دون استراتيجية لتعزيز سيادته.
وأردف أن “الحقيقة القاسية” للولايات المتحدة هي أن بغداد تعتمد بشكل مفرط على طهران ولا يمكنها العيش من دون الغاز الطبيعي الإيراني وغيره من المنتجات التي تلبي احتياجات العراق اليومية. وتبلغ مبادلات العراقية السنوية مع إيران 12 مليار دولار، في حين لا تتجاوز الصادرات الأميركية إلى العراق 1.3 مليار دولار.
ومع ذلك فإن واشنطن تستطيع، وفق علاء الدين، المساعدة في تقليل ذلك الاعتماد وتعزيز السيادة العراقية من خلال تمكين بغداد من بناء علاقات أقوى مع البلدان التي يمكن أن توفر بدائل لبغداد.
وأردف أن ذلك يمكن أن يأخذ شكل خارطة طريق لاستقلال في مجال الطاقة تشمل تسهيل الحوارات الاستراتيجية حول شبكات الطاقة المشتركة ووصلات خطوط أنابيب نفط جديدة مع دول الخليج والأردن.
الكاتب يرى كذلك أن الولايات المتحدة تحتاج إلى زيادة استثماراتها المالية والتكنولوجية في العراق واستخدام ثقلها لتعبئة المستثمرين الدوليين، ما سيساعد في دفع الاقتصاد وتمويل مشاريع إعادة الإعمار فيه.
يشدد الكاتب على ضرورة أن يتبنى عمالقة التكنولوجيا الأميركيون حركة الشركات الناشئة في العراق والجيل الجديد من القادة الذين لم يتم استيعابهم بعد في شبكات الرعاية.
يمكن قراءة الخبر من المصدر من هنا