الكرمي .. زيتونة فلسطين المعمرة
حسن سعيد الكرمي هو أديب وإعلامي فلسطيني أعطى الكثير في المجال الأدبي والإعلامي، فهو مذيع سابق بهيئة الإذاعة البريطانية، كما أنه أحد المهتمين باللغة العربية بل من الصواب أن نقول عنه أنه عشق اللغة العربية وكانت تحتل عنده مكانة متميزة وله الكثير من الجهود والدراسات، والمؤلفات في هذا المجال فقدم العديد من المعاجم والتي تزخر بكم هائل من المعلومات اللغوية، وتعد أرث ثقافي تركه لنا هذا المثقف العظيم.
من برامجه الشهيرة برنامج "قول على قول" وهو برنامج أدبي شعري عمل على تقديمه لمدة 30 عاما متصلة حيث حقق هذا البرنامج شهرة عالية بين أقطار الوطن العربي بما يتضمنه من مادة إعلامية وثقافية متميزة استفاد منها العديد من الأشخاص ولم يتمكن غيره من منافسته فيه.
يرجع لقب زيتونة فلسطين الذي تم إطلاقه عليه إلى شقيقه الشاعر عبد الكريم الكرمي "أبو سلمى".
ولد حسن الكرمي في مدينة طولكرم في فلسطين عام 1906م، ونشأ في بيت يزخر بالوطنية والفكر، والده هو الشيخ سعيد بن علي بن منصور ،والذي كان عضوا في المجمع العلمي العربي ثم نائباً لرئيس المجمع، ثم رئيساً لمجلس المعارف، ثم قاضي القضاة في عمان، كما عرف بنضاله الوطني ،والسياسي، قامت عائلته بلعب دوراً بارزاً في مجال الثقافة الفلسطينية فأنجبت هذه العائلة العديد من الشخصيات التي كان لها بالغ التأثير في نواحي الثقافة الفلسطينية ونذكر منهم الكاتب والأديب الكبير أحمد شاكر الكرمي، والشاعر، والمناضل عبد الكريم الكرمي الذي كان أحد شعراء المقاومة الفلسطينية.
النشأة
شكلت عائلة الكرمي نهضة ثقافية عالية المستوى سواء من خلال الأب أو الأبناء فقامت هذه العائلة الثقافية الفلسطينية بتحقيق العديد من الإنجازات في مجال الأدب وتركت لنا إرث ضخم من الكتب والقصائد ،والمعاجم وغيرها فنادراً أن نجد عائلة بأكملها تجتمع على هدف واحد بهذا الشكل المتكامل فأسسوا معا بنيان ضخم من الثقافة ،والنضال. ..
نال الكرمي على مدار حياته التي امتدت فوق القرن من الزمان العديد من التكريمات والجوائز والتي كان أولها هو حب الناس وولعهم ببرنامجه الرائع " قول على قول".
التكريم
وفي عام 1983 قام مجمع اللغة العربية الأردني بتعينه عضواً فخرياً فيه، وفي عام 1969 نال وساماً من الملكة إليزابيث الثانية ملكة بريطانيا تقديراً لخدماته وإنجازاته في مجال العمل الإذاعي.
توفى الأديب والإذاعي الكبير حسن الكرمي بعد أن مكث في هذه الحياة قرن من الزمان، سخر معظم سنواته من أجل خدمة عشقه الأول وهي اللغة العربية فعمل على دراستها بل وتعليمها وتقديم المراجع الثرية فيها، هذا إلي جانب عمله كإذاعي متميز، توفى الكرمي عن عمر تجاوز المائة في مايو 2007 بالعاصمة الأردنية عمان، ولقد كتب حسن الكرمي مذكراته وتم نشرها في القدس العربي في عام 1990م.
الوفاة
المصدر