قال تعالى : (( وما خلقنا السماوات والأرض وما بينهما لاعبين )) . ( لاعبين : مبطلين وعابثين )
هذه الآية الكريمة تكررت مرتين في القرآن الكريم ؛ في سورة الأنبياء : 21 / 16 ، وفي سورة الدخان : 44 / 38 .
نص النحويون على أن الحال فضلة ؛ والفضلة في العرف اللغوي ، والنحوي : ( ما يمكن الاستغناء عنه من دون تأثير في المعنى ) ، وقد أعرب النحويون لفظ ( لاعبين ) حالا ، وهو الصواب .
لكن لنتأمل هذا اللفظ وتأثيره في المعنى القرآني الكريم بذكره ، وبغير ذكره :
فحين يذكر في قوله تعالى : (( وما خلقنا السماوات والأرض وما بينهما لاعبين )) . فهذا دليل على أن خلق السماوات والأرض وخلق ما بينهما لم يكن باطلا ولا عبثا والذي يعطي هذا المعنى وجود حرف النفي : ( ما ) ، لأن الحال هنا نقض النفي الموجود ، ونقض النقض إثبات وهي قاعدة لغوية ونحوية موجودة منصوص عليها ، مع العلم أن النفي دائما يختص بالمعنى لا باللفظ .
أما لو قيل في غير القرآن ( وما خلق اللـه السماوات والأرض وما بينهما ) وسكت القائل ـ عند من يعد الحال فضلة ـ ، فهذا جحد للخلق ولمن قام بالخلق وحاشا لله أن يُجْحَدَ به .
هل لحظتم الفرق ؟ وهل الحال فضلة ؟ . وهل لحظتم دقة الاستعمال القرآني الكريم من ناحية المعنى بطريق اللفظ ؟ .