أَيُّهَا الْغَائِبُ
فِي قَصَائِدي
الْحَاضِرُ
فِي أَوَجِّ الْوَقْتِ
هَلْ فَكَّرْتَ بِي
هَذَا الْمَسَاءْ؟!
هَلْ حَمَلَتْكَ
قَوَارِبُ الشَّوْقِ
وَأَنْتَ تَسْرُدَ لِلّرِياحِ
ابْتِهَالَاتِ
الْمَرَارَةِ وَالنّواءْ ؟!
أَيُّهَا النَّاسِكُ
فِي مِحْرَابِ السُّكُونِ
هَلَّا اسْتَفَاقَتْ
نُذُورَكَ
فِي حَصَّالَةِ
رُوحِكَ؟
ٱغْمُرْنِي
بِبَعْضِ صَلَاةٍ
وَهَمْهَمَاتِ
تَرَاتِيلٍ غَجَرِيةٍ
لَمْلِمْ
شَعَثَ فَوْضَايَ
بِتَسَابِيحَ أَنَامِلَكَ
طَهِّرْنِي ،
نَقِّنِي ،
ٱغْسِلْ دَوَاخِلِيَ بِالْعَبَقِ
وَعطِّرْ مَسَامِيَّ بالحَبَق
وَإِذَا غَفَوْتُ
اصْعَدْ بِي
عَلَىٰ سَلَالِمِ الأَلْحَانِ
وَاحْمِلْنِي
إِلَىٰ قِمَمِ الأَحْلَامِ
وَأَنْقِذْنِي
مِنَ الْغَرَقِ
فِي لُجَجِ
الْحُزْنِ والْقَلَقِ
أَيُّهَا النَّابِتُ
فِي
خِصْبِ الْفُؤَادِ
فِي
مَدْخَلِ الشَّرَيَانِ
الْمُتَسَلِّقُ
عَلَىٰ ذُؤَابَاتِ الرَّوحِ
الْقَابِعُ
فِي أَنْفَاسِي
حُرْقَةً وَإِشْتِعَال
هَلَّا نَظَرْتَ
كَيْفَ يُطَوِّقُنِي
شَبَحَ الْحُزْنِ وَالْبُعَادِ
كَيْفَ
يَلْتَفُّ حَوْلَ جَسَدِي
وَيَنْهَشُنِي
كَيْفَ
يَكْوِينِي
صَقِيعُ الْهَجْرِ وَالْغِيَابِ
فَتَتْلَوَّنُ الأَعْصَابُ
بِالشِّوْقِ الْمُخَبَّأُ فِي دَمِي
هَلَّا نَظَرْتَ
إِلَىٰ أَقْدَاحِ الَّلهْفَةِ
كَيْفَ
تَتَبَادَلُ الرَّقْصَ
مَعَ وَهَجِ الشَّمْعَةِ
كَتَوْأَمَانِ
فِي عَيْنِي
هَلَّا نَظَرْتَ إِلَيَّ
كَيْفَ أَذُوبُ
قَطْرةً قَطْرةً
عَلَىٰ
شُرُفَاتِ الْغِيَابِ
وَأَتَلَاشَىٰ
لِلْأَقْحَوَانِ
وَالْخَزَامَىٰ
وَالْبَنَفْسَج
وَالْأَرْجَوَانْ
أَيُّهَا الرَّاحِلُ مَهْلاً
لَا تَتَوَارَىٰ
خَلْفَ الرِّيحِ
خَلْفَ السَّرَابِ
كَفَاكَ
عَبَثَاً
بِأَوْرِدَةِ الْوَقْتِ
كَفَاكَ
هَجْرَاً
َإنِّي أَلُوذُ بِشْوْقِي إِلَىٰ حُلُمِي
فَافْتَحْ
لِي مَسَارِبَ الضَّوْءِ
وَأَنْثُرْ الضِّيَاءْ
هَبْنِي مُتَكَأْ
لِأُسْكِنَهُ البُكَاءْ
وَخَفِّفْ
وَحْشَةَ الْمَكَانِ
أَكْرِمْنِي
وَاجْعَلَ مَثْوَايَ الأَخِيرَ
عَيْنَيْكَ وَسَاعِدَيْك
....
م