لأنه يتجذر ويندفع مثل تسونامي يأخذ معه النفوس
(الضعيفة والمريضة والمترددة والطامعة والجشعة والبشعة والراغبة بالدنيا)
وماأكثر تلك النفوس
وأكبر عددها
وهي تزداد كلما إمتد التسونامي وإتسع
وبانت أمواجه الخضراء بلون الدولار وسحرت الأبصار التي شوشتها المناظر والصور الخداعة للأعور الدجال
وشيطان هذا الزمان الذي هو المال الحرام الذي يستهوي النفوس فتندفع خلف سرابه
بينما الإنسان لايتذكر حقيقته النهائية وكيف سيتحطم ويهوي ثم يتفتت عند جدار الموت
وحين يكون بين يدي ربه الذي سيسأله: من أين لك هذا ؟
دون أن يستطيع الكذب
أو التدليس، أو التضليل والخديعة. فهو في حضرة الرب العظيم الذي تجاوز علمه كل تقنيات البشر.
وجبروت غرورهم وعظمتهم ولم يكونوا بأقدر منه لأنه هو من وهبهم العلم والمعرفة وقال لهم
( إن إستطعتم أن تنفذوا الى أقطار السموات والأرض فأنفذوا لاتنفذون إلا بسلطان).
هل هو جوع النفوس والحرمان الذي تسببت به الدكتاتوريات والحروب والعذابات التي جعلت الناس جياعا محطمين طامحين
بالتغيير والشبع بعد عقود وعقود من الحرمان، فصاروا مندفعين بلارحمة ولابضمير ولاتأن بحثا عن السحت الحرام فسقط من سقط
وهوى من هوى، وتلاشى من تلاشى بفعل الإختلاس والسرقة والعقود والتزوير والظلم والتجبر والتسلط والقتل
حتى صار الفساد عنوانا للمرحلة وصورة مكبرة لها يشاهدها ضعيف البصر، ويتحسسها الأعمى
وينحاز لها من ضعفت قدرته على الفهم والنظر فيدرك منها حجم مانحن فيه من ضياع
وغربة ورغبة في الفساد والإفساد دون خوف من الله ومن القانون.
هناك قوانين لاتتعلق بالحلال والحرام، ولكنها محترمة ولانستطيع تجاوزها، وقد نذعن لها
فليس من قانون يجرم علاقة بين رجل وإمرأة بينما يخاف الرجل ومعه المرأة ربهما إن فعلا حراما لايتدخل فيه القانون
بصفة مباشرة، وليس من قانون يجرم شراء الخمور وإحتسائها بشكل مباشر ولكن هناك من يبتعد عنه ليس خوفا من عقوبة
بل خشية من الله لأن القانون أجاز شيئا حرمه الله وهو الفساد.
في العراق يتجاوز الناس على القانون وعلى الله، ويسرعون لاهثين بحثا عن مايتوفر لهم من مال
وسحت ليشبعوا نزواتهم، ويسدوا جوعهم لكنهم لايشبعون. فالحرام لايشبع ولايسمن ولايروي
هو جوع دائم، وعطش دائم هو أشبه بالعذاب المقيم الذي يدرك معه الإنسان إنه ضائع
ولاقيمة له عند القلة من الخيرين والشرفاء وعند الله سبحانه.
ايليق بنا الفساد