يا مَن ظننتِ بأنّ البعدَ يُقصيكِ
مهما ابتعدتِ فإنَ البعدَ يُدنيكِ
أنا وأنتِ شربناها ونشربُها
كاساً مِن السِّحرِ ترويني وترويكِ
نارُ الندامة تغرينا بهجرتها
لكنما العشق يُغريني ويُغريكِ
لا تحسبي الشوقَ شوكاً سوف ننزعُه
أو أنَّ صمتَكِ عطرَ الصبحِ يُنسيكِ
كلا وربِّكِ إنّ الشوقَ زلزلةٌ
ولن يهدِّئه مَنْ كان يرقيكِ
لو أنَّ قلبَكِ في الجوزاءِ مَسكنُه
فإنَّ قلبيَ شوقاً سوف يأتيكِ
لمِّي مَتاعَكِ إني فيكِ مختبئٌ
مهما ابتعدتِ فإني ساكنٌ فيكِ
لو جاءنا الموتُ في ظلماءِ غربتنا
فلوعةُ الشوقِ تُحْييني وتُحْييكِ
كلا وربِّكِ لا أصبو لنيلِ مُنىً
فرشفةُ الروحِ تكفيني وتكفيكِ
يا مَنْ رأيتكِ في سمعي وفي بصري
هذا فؤادي زمامَ الروحِ يعطيكِ
لا تطلبي الحلَّ مني إنني رجلٌ
لو أستطيعُ- بكلِّ الكونِ آتيكِ
لو كنتُ أملكَ أمراً في محبتنا
لرحتُ بالروحِ والعينين أفديكِ
يا مَنْ ملكتِ شراييني وأوردتي
لا تحسبي البعد عن قلبي يداويكِ
إنَّ المحبةَ داءٌ لا دواءَ له
لعلَّ ربَّكِ يشفيني ويشفيكِ
صبحي ياسين