TODAY - September 20, 2010
البغداديون متذمرون من أكوام النفايات المتجمعة عند ابواب منازلهم لاسابيع
بغداد تنتج 8 آلاف طن من القمامة يوميا وجهات امنية تمنع اخراجها الى المكبات
بغداد- العالم
فيما أقر مجلس محافظة بغداد، امس الاحد، بـ"قصور" الخدمات البلدية في مناطق عديدة من العاصمة، حمل "الجهات الامنية" وعدم "تعاون المواطن" مسؤولية تفاقم الازمة، رغم الجهود والتخصيصات المتوفرة لهذا القطاع الحيوي، لكنه "اثنى" على تعاون امانة العاصمة للارتقاء بالخدمات المقدمة للمواطنيين. ويشكو البغداديون من "تلال" القمامة التي باتت تشكل منظرا يومياً في اغلب شوارع العاصمة جراء إهمال بعض دوائر البلدية ورفض البعض الآخر القيام بواجباتها الا بعد "جباية" مبالغ محددة من الاهالي، فيما يضطر البعض منهم الى احراق "النفايات" المتجمعة لأيام تخلصا من مضاعفاتها الصحية والبيئية.
وكان تقرير دولي اصدرته مؤسسة ميرسر البريطانية للاستشارات الادارية وضع مدينة بغداد على رأس قائمة اسوأ المدن في العالم من حيث «جودة المعيشة» بسبب صعوبة ظروف المعيشة التي يتكبدها البغداديون للتعويض عن نقص الخدمات في جميع انحاء العاصمة، رغم «المشاريع العملاقة» التي تعلن عنها الامانة بين الحين والآخر. الا ان امانة بغداد انتقد المعايير التي بنى عليها التقرير تقييمه معتبرة انه "مجحف".
وفي حديث لـ "العالم" اعرب رئيس لجنة النظافة والبيئة في مجلس محافظة بغداد حسون الربيعي عن "عدم الرضا" لطبيعة الخدمات البلدية التي تقدمها الامانة لمواطني العاصمة رغم التخصيصات الكبيرة التي وضعت لهذا المجال على مدار أيام السنة، لكنه أقر في الوقت ذاته بوجود "تعاون وثيق بين مجلس المحافظة وامانة العاصمة لمعالجة الخلل عبر اجتماعات اسبوعية وجولات ميدانية في عموم المناطق".
واوضح الربيعي ان "دوائر البلدية التابعة لامانة العاصمة تعمل بشكل مستمر حتى في ايام العطل الرسمية، لمضاعفة الخدمة المقدمة للمواطن" مشيرا الى "متابعة مباشرة ومتواصلة لعمل دوائر البلدية البالغة 14 دائرة في عموم بغداد" الا انه اعترف بوجد "تقصير من "بعض الدوائر" عازيا ذلك الى "ضعف الرقابة، واستحالة متابعة جميع الدوائر". كما كشف الربيعي عن عزم مجلس المحافظة وامانة العاصمة "عقد اجتماعات اسبوعية لمدراء دوائر بلدية بغداد والبحث معهم بشكل جدي ومباشر الانجازات والاخفاقات فيما يتعلق بواقع النظافة". واوضح ان "مجلس محافظة بغداد وامين العاصمة يراقبان بدقة عمل الدوائر المعنية، وقد تم استدعاء المقصرين ومحاسبتهم على التقصير". لكن رئيس لجنة النظافة والبيئة في مجلس محافظة بغداد اقر بوجود "خلل" ناتج من "عدم تناسب الخدمات المقدمة مع التخصيصات والامكانيات التي تضعها امانة بغداد تحت تصرف دوائر البلدية" كاشفا عن تخصيص ما يقارب مليار ونصف دينار سنويا لاقسام التنظيف عموم دوائر بلديات العاصمة، مؤكدا ان "ميزانة الامانة كافية وتسد". الا انه استدرك "نريد معرفة اين يكمن الخلل؟ لذا فالمجلس والامانة في سعي مستمر لتحسين الاوضاع، ونحن نطالب المواطن باخذ دوره في هذا المجال ومساعدتنا لتأشير الحالات التي تغيب عن رقابتنا". وفي وقت نفى "اتهام" امين العاصمة بالتقصير، قال ان "الامانة تعاني من خلل اداري يكمن في ضعف وتراجع بعض الدوائر عن اداء واجباتها". ولفت حسون الربيعي في حديثه لـ"العالم" الى "ارتفاع حجم النفايات التي تخلفها بغداد يوميا" مضيفا ان "التغيير الذي شهده العراق بعد 2003 صاحبه انفتاح واسع في كافة المجالات انعكس بدوره على حجم الاستهلاك المحلي لسلع وبضائع وخدمات لم تكن موجودة قبل التغيير"، ومضى يقول "بغداد تنتح ما معدله 7 الى 8 آلاف طن من القمامة يوميا، بعد ان كان 100 طن، وهو رقم كبيرا جدا، ويعكس حجم وتنوع الاستهلاك".
وبشأن شكاوى المواطنين من غياب "سيارات الكبس" التابعة لدوائر بلدية امانة العاصمة لاسابيع عن رفع النفايات، قال الربيعي "لا اعلم عن اي المناطق تتحدثون، كوادرنا تعمل بشكل شبه يومي في جميع قطاعات بغداد، وبعض المناطق يتم تنظيفها مرتين في اليوم لا سيما المناطق التجارية".
وعن اسباب "التذمر" الذي يبديه البغداديون من فشل أعمال التنظيف ورفع القمامة، حمل رئيس لجنة النظافة والبيئة في مجلس محافظة بغداد الجهات الامنية "التي تمنع عمليات التنظيف ليلا بسبب الحظر المفروض، وبس التضييق الذي تفرضه على كودارنا في النهار"، واوضح قائلا "الاجراءات الامنية التي تفرضها عمليات بغداد تحول وبشكل كبير من دخول آليات رفع القمامة، فقد قلصت تلك الاجراءات عدد الآليات الى أكثر من النصف في بعض الاحيان"، وتابع الربيعي حديثه "لدينا مشكلة اخرى تتمثل في نقل النفايات الى المكبات التي تقع في محيط العاصمة كالعماري والنهروان وغيرها، فالجهات الامنية تمنع كوادرنا من دخول تلك المناطق وحتى اذا سمحت لهم بالدخول فأحيانا تمنعهم من الخروج منها". الا ان الربيعي استدرك قائلا "مؤخرا توصلنا الى حل لهذه المشكلة مع الجهات الامنية عبر اصدار باجات تعريفية بهدف تسهيل عملية نقل واخلاق القمامة" معترفا في الوقت نفسه "ببقاء المشكلة" بسبب التحوطات الامنية.
الى ذلك حمل رئيس لجنة النظافة والبيئة في مجلس محافظة بغداد، المواطنين جانبا من مسؤولية نظافة الشوارع مشيرا الى ان اهمال البعض رغم التسهيلات التي تقدمها الامانة في هذا الخصوص "اسهم ويسهم في اجهاض عمل الحكومة المحلية، بعض المواطنين لا يبدون تعاونا معنا، الامانة زودتهم بأكياس لجمع النفايات الا اننا مع ذلك نلاحظ إلقائها بشكل عشوائي وغير مسؤول". وكشف الربيعي عن وجود مقترح قدمته لجنته الى أمانة العاصمة لفرض "غرامات مالية على الاشخاص الذين يتجاوزن على النظافة بإلقاء النفايات والقمامة في الاماكن العامة بعيدا عن المناطق المخصصة لها، اقترحنا عن يتم البدء بهذا الاقتراح في متنزهات وحدائق بغداد".
وعن تساؤل البعض حول سبب "نظافة" عواصم دول الجوار رغم فقر تلك البلدان، بالقياس الى الامكانيات التي تتمتع بها دولة كالعراق، أكد الربيعي "اننا نخصص اضعاف ما تخصصه بعض العواصم المجاورة لقطاع الخدمات والنظافة، لكن هناك اسبابا قاهرة تحول دون ان نصل للوضع المطلوب واللائق بالعاصمة بغداد".
رد مع اقتباس
