TODAY - September 20, 2010
السفير الاميركي يبلغ الهاشمي بأن بلاده «لا تفضل احدا» و20 نائبا يلتحقون بعبد المهدي الى مبنى البرلمان
المطلك لـ«العالم»: لا خيار سوى ان نتشارك مع الحكيم والصدر لرفض ارادة واشنطن وطهران
بغداد – اميمة يونس
قال زعيم جبهة الحوار والقيادي البارز في القائمة العراقية صالح المطلك، ان اي طرف يقف بوجه "التغيير" الذي جاءت به نتائج الانتخابات عليه ان يتحمل "تداعيات الاحباط الشعبي"، مبينا ان الخطوة المتبقية في اطار تشكيل الحكومة ان تقف القائمة العراقية مع الائتلاف الوطني "ضد رغبة واشنطن وطهران" لإثبات وجود ارادة عراقية مستقلة، وابرام صفقة الوزارة المقبلة.
وفي مقابلة مع "العالم"، قال المطلك في اتصال هاتفي من العاصمة الاردنية عمان، ان واشنطن مستمرة في الضغط على العراقية لتجديد ولاية نوري المالكي زعيم ائتلاف دولة القانون، لكنه ذكر ان كتلته تقول للاميركان "ان المالكي لم يعد مقبولا من الشعب، فكيف نأتي برئيس وزراء يرفضه اتجاه شعبي واسع، مهما قدمتم من مغريات وضمانات".
وتقول مصادر مطلعة ان العراقية وافقت على ترشيح عادل عبد المهدي مرشح المجلس الاعلى والتيار الصدري، لكنها تنتظر الحصول على تنازل من الاكراد كي تمنح العراقية منصب رئيس الجمهورية. وتحدث ساسة اكراد بينهم الرئيس جلال طالباني خلال الايام الماضية، عن امكانية "التفاوض" حول ذلك المنصب، دون ان يفصحوا عن امكانية دعمهم سيناريو يجمع بين "العراقية والوطني والكردستاني" الذي تعارضه واشنطن وطهران.
وأوضح المطلك الذي يمتلك حزبه نحو 20 مقعدا في القائمة العراقية التي يتزعمها رئيس الحكومة الاسبق اياد علاوي، ان "اصرار زعيم ائتلاف دولة القانون على البقاء في السلطة، سوف لن يتيح له اي فرصة لولاية جديدة".
ويعرب عن اعتقاده بأن فرصة المالكي "في نهاية المطاف ستضيق يوماً بعد يوم، لأن هناك كتلتين كبيرتين تعارضان بقاءه" في اشارة الى العراقية والائتلاف الوطني. ويقول المطلك انه لا يتخيل ان تتشكل حكومة بدون العراقية "سيما وانها تعتبر خيار الشعب الطالب للتغيير، وبدون حصول هذا التغيير سيحصل احباط كبير لدى ابناء العراق خاصة عندما لا يرون ان العراقية في موقع رائد في الحكومة" مضيفاً "ان الاحباط سوف يؤدي الى فقدان الامل وهذا بدوره سيقود الى العنف والذي يتطلب من جميع الاطراف العمل لتجنب حصوله".
وحول الضغوط الخارجية التي تمارس على اغلب القوى السياسية قال المطلك "لولا الضغوط الايرانية لتشكلت الحكومة منذ فترة، ولكنها مصرة على ان يكون هناك تحالف مبني على اساس طائفي، يراد منه ان تاتي حكومة تقسم البلد والسلطة على اساس طائفي الامر الذي ترفض العراقية ان تشارك فيه".
وبشان الضغوط الاميركية التي تسعى الى تحقيق تحالف بين دولة القانون والعراقية اوضح المطلك "من الواضح ان الاميركان يريدون من العراقية التفاوض مع دولة القانون، لكن النقطة المهمة التي نقولها لهم، ان الشعب ما عاد يقبل بالمالكي رئيساً للوزراء بالدرجة الاساس لانه لم يلمس اي تغيير في وضعه خلال فترة ادارته للدولة، والاهم من كل هذا اصرار المالكي على البقاء بالرغم من المآسي اليومية". وعن الاسباب التي تؤخر ظهور تحالف متماسك كثر الحديث عنه، بين العراقية والائتلاف الوطني خاصة وان المعلومات تؤكد وجود "تفاهمات جيدة" بشأن ذلك مع زعيم المجلس الاعلى عمار الحكيم ورجل الدين مقتدى الصدر، ذكر المطلك ان الموضوع "يعود اليوم الى الائتلاف الوطني اكثر منه الى العراقية، وبقدر ما تتوفر ارادة مستقلة عن ايران لدى الائتلاف الوطني، فان تحالفنا ممكن وقد يتطور، اما اذا خضع لارادة اجنبية لا اعتقد انهم سيقومون بهكذا خطوة".
وتابع ان حل ازمة تشكيل الحكومة "لا يمكن ان يتم الا بعد الخروج من هيمنة الارادة الخارجية، التي ادت الى تدمير البلد وتراجعه قرنا الى الوراء".
ودعا زعيم كتلة الحوار، الائتلاف الوطني العراقي الى التعاون مع العراقية "لنخرج معا من الارادة الايرانية والاميركية (في اشارة الى الضغوط الاميركية التي تمارس على العراقية والضغوط الايرانية التي تمارس على الائتلاف الوطني) ونقول اننا نستطيع ان نحل مشكلاتنا داخليا".
وبشأن تحرك دولة القانون مؤخرا تجاه سوريا والحديث عن "صفقة نفطية" تقنع دمشق بدعم المالكي، قال المطلك "اتمنى على دولة القانون والكتل الاخرى التوجه الى الاطراف السياسية في البلاد بدل التوجه الى الخارج لان النتائج سوف لن تكون لصالح العراق".
وبشأن امكانية نجاح الرغبة الاميركية الايرانية في ابقاء المالكي خاصة لو وافقت دمشق على ذلك، قال المطلك "من يريد تشكيل حكومة وفقاً لهذا الامر، فيلذهب ويشكلها وليتحمل نتائج هذه الخطوة، اما العراقية فانها لن تشارك في حكومة كهذه" بحسب قوله. في غضون ذلك قال بيان لمكتب نائب رئيس الجمهورية طارق الهاشمي تلقت "العالم" نسخة منه، ان زعيم حركة تجديد احدى مكونات العراقية، التقى امس، الجنرال اوستن قائد القوات الاميركية في العراق اضافة الى السفير الاميركي جيمس جيفري.وذكر البيان ان الجانب الاميركي نفى ان تكون واشنطن مصرة على مرشح بعينه لرئاسة الحكومة. وقال الهاشمي للوفد الاميركي حسب البيان ان اهم ما تواجهه الكتل السياسية اليوم "هو انعدام الثقة وتفاقم الخلاف الموجود اصلا بين الائتلافين مما عقد المفاوضات الجارية".
ونقل البيان عن السفير الاميركي قوله ان واشنطن "ليس لديها مرشح مفضل وان ما يهم الولايات المتحدة هو ان تكون الحكومة ممثلة للجميع وهو ما سيزيدها قوة في مواجهة التحديات الامنية والاقتصادية وضمان الخروج من الازمات التي تواجه العراقيين. يأتي هذا في وقت قال مصدر في مجلس النواب، إن 20 نائبا حضروا، امس الأحد، الى مجلس النواب تلبية لدعوة نائب رئيس الجمهورية عادل عبد المهدي في الحضور الى قبة البرلمان.
وأوضح المصدر في تصريح نقلته وكالة (أصوات العراق) أن عدد البرلمانيين الذين “حضروا الى قبة مجلس النواب العراقي بلغ 20 نائبا وهم من كتل مختلفة”، مبينا ان من ابرز النواب الحاضرين “عادل عبد المهدي وهمام حمودي ومحمود عثمان ومحسن السعدون”. وكان عبد المهدي دعا الثلاثاء الماضي إلى انعقاد مجلس النواب والبدء بأعماله التشريعية وحوارات تشكيل الحكومة المقبلة، وهو ما عد “دعوة صريحة” للبرلمانيين كي يعودوا إلى بغداد لممارسة دورهم الرقابي والتشريعي من داخل قبة المجلس.
وتابع المصدر ان النواب “ناقشوا دعوة النائب عادل عبد المهدي للحضور الى البرلمان”، موضحا ان “الجلسة البرلمانية تتطلب اكتمال النصاب القانوني للجلسة وهو نصف عدد الاعضاء زائد واحد”.
alalem