كانت الزوجة غارقة في نومها ولكنها فجأة استيقظت وهنا بدأت تتحسس مكان نوم زوجها فلم تجده ففزعت وهى تتساءل أين ذهب في هذا الوقت المتأخر من الليل، فقامت وهى تبحث عنه في أرجاء المنزل ولكن لفت نظرها هذا الصوت الذي ميزته إنه صوت بكاء وهو آت من احد غرف المنزل فتوجهت من فورها إلى الغرفة التي يصدر منها الصوت.
وصلت الزوجة إلى الغرفة مصدر الصوت ونظرت دون أن تصدر أي صوت فكان من يبكي هو زوجها حيث يجلس على سجادة الصلاة ويرفع يديه بالدعاء إلى الله ونظرًا لانخفاض صوت زوجها اثناء الدعاء لم تستطع معرفة ما يدعو به، إلا أنها توقعت أنه يدعو الله أن يرزقه الذرية والولد وهو ما لن تستطيع أن تعطيه اياه فهي لا تستطيع الانجاب، فحزنت بشدة على حال زوجها وعلى حالها وعدم قدرتها على تحقيق امنية زوجها وعادت كما اتت إلى غرفتها باكية دون أن تصدر أي صوت.
دخلت الزوجة إلى فراشها وهى على حالها باكية حزينة على حالهما ولم يمر الكثير من الوقت حتى أتى زوجها إلى الغرفة وهنا تظاهرت الزوجة بالنوم حتى لا تحزن زوجها أكثر بسبب بكاؤها، ولكن كانت المفاجأة أن مال زوجها عليها وهو يمد انامله يمسح دموعها وعلى وجهه ابتسامة حانية ويهمس بالقرب منها لقد شممت عطرك عندما كنتي ترينني وأنا بخلوتي.
لم تجد الزوجة بدًا من الحديث إلى زوجها وهى تخبره انا اعرف أنك حزين وتدعو الله أن يرزقك الذرية وهو ما اعجز عنه، فلم تجد منه إلا تلك النظرة المليئة بالحب والحنان وبدأ في الحديث ولكني لم اكن ابكي وأدعو الله طلبًا للذرية غاليتي.
عندما كنت نائمًا استيقظت على حلم مفزع فقد رأيتك تهربين مني وتطلبين الطلاق فاستيقظت فزعا وهرعت ادعو الله أن يحفظك لي وأن تكوني زوجتي لآخر العمر وأن تكوني زوجتي في الآخرة، فطفرة دموع الزوجة تسير غزيرة على خديها من كثرة هذا الحب والحنان الذي يحمله زوجها لها.