د. صادق السامرائي
الأمة حية متحدية متوثبة واعدة بالقدرات الحضارية الأصيلة، وهي تعيش في محتدم التناقضات المفضية إلى صيرورات حتمية متميزة.
الأمة لم تفقد روحها، وما ضاع منها جوهرها، ولهذا تشق طريقها وسط الصعاب وتتسلق سفوح العاليات ولا تتعب، وتصمم على أن المستقبل أفضل والحاضر محطة إنطلاق مطلق.\
الأمة ليست في محطات إنتظار عودة الروح، فروحها فاعلة متوهجة متغلغة في أعماق وجودها وقلوب مجموعها وذات كلها، وبروحها الخلاقة تخطو بثقة وكبرياء وعزيمة سامقة وإندفاع وإصرار على أن تكون بإرادة ما فيها من القدرات.
الأمة متفائلة مستبشرة ومقتدرة، فتيار كينونتها الحضارية يجري بوتيرة متنامية، ولن تمنعه المصدات الطارئة، والترع الواهية، والإنحرافات البالية، فنهر حقيقتها يغذ السير إلى الهدف المنشود وأمواجه تتكلم بلسان رسالتها وفكرها السامي المنير.
الأمة قوة مبذورة في تربة أبنائها، متجذرة في أعماقهم ومتبرعمة في قلوبهم ونفوسهم وعقولهم، ومحفزة لتوثباتهم الإبداعية ومساراتهم التنويرية، المحصنة بالولادات المبشرة بإضافات إقتدارية نوعية ذات تأثير إنساني عميق.
الأمة أوكسجين وجودنا، وفضاء خيالنا، ونور وعينا، ونبض قلوبنا، وفكر عقولنا، ومبعث إبداعنا، ومعين ديموتنا، وإشراق شمسنا، وبهجة أجيالنا، وينبوع روحنا، وهوية ذاتنا، وعنوان كينونتنا، ومصباح دروبنا، ومفتاح أحلامنا وموئل أمانينا.
الأمة أقوى من الفرد، وأسمى من الصدّ، وأغنى من العدّ، أمة أحد أحد، إنسانها وربها واحد، والخلق فيها بإنسانيتهم سواء، فابوهم آدم وأمهم حواء، والرحمة فيها اصدق الثراء، وفي أغنيائها حق للفقراء، وإن تقلبت بين سرّاء وضراء، فإنها ذات إيمان مطلق بسيادة الرجاء.
الأمة بخير، وتحت رماد الإنكسارات والإنتكاسات جمرات إنتصارات وإنبثاقات لهابة ذات تطلعات وثابة، وتلك ىيات البقاء والرقاء والإنتماء لنواميس الوجود الكبرى ومنطلقات الأكوان الأخرى، التي بموجبها يتعاقب الليل والنهار، وتدوم الأرض في دورانها المنان، وما عليها بين آتٍ وفان.
الأمة أمتنا، ونبع قوتنا، وصورة مسيرنا، ومسلة ما فينة، ومرآة افكارنا، ونبراس عقولنا، هي نحن وهي أنا.
فأمتنا قوية أبية، وعلينا أن نراها بكاملها، ولا يخدعنا ما يطفو على سطوج وجودها، وما ييب ثياب طلعتها من بقع التداعي والخذلان والهوان، فهذه ستزول بإرادة الإنسان.
عاشت أمة الضاد الواعدة، فالتأريخ على ما تقدم شاهد!