سَهْمُ لَحْظٍ قَدْ رَمَاِني ** سَلَبَ مِنِّي الفُؤَادْ
لَفْتَةٌ مِنْهَا سَبَتْنِي ** طَارَ عَقْلِي أَوْ يَكَادْ
لَمْ أَرَ كَاليَوْمِ حُسْنًا ** جَامِحًا مِثْلَ الجَوَادْ
شَعْرُكِ تَحْتَ الخِمَارِ ** شُعْلَةٌ تَحْتَ الرَّمَادْ
وَجْهُكِ الصَّافِي الصَّبُوحُ ** فَتَنَ كُلَّ العِبَادْ
كَيْفَ أَوْقَعْتِ بِلَيْثٍ ** كَيْفَ مِثْلِي أَنْ يُصَادْ
كَيْفَ جَنْدَلْتِ بِطَرْفٍ ** فَارِسًا شَاكِ العَتَادْ
هَلْ تُحِسِّينَ بِهَمِّي ** أَمْ خُلِقْتِ مِنْ جَمَادْ
أَهْرُبُ مِنْهَا لِحِينٍ ** لَا أُحِبُّ الإِضْطِهَادْ
رُحْتُ شَرْقًا رُحْتُ غَرْبًا ** هِمْتُ مِثْلَ السِّنْدِبَادْ
أَكْبِتُ قَلْبِي الشَّغُوفَ ** هَلْ يَثُوبُ لِلرَّشَادْ
إِرْعَوِ يَا قَلْبُ كُفَّ ** مَا سَئِمْتَ مِنْ عِنَادْ
نَطَقَ القَلْبُ مُجِيبًا ** مَا لِصَبْرِي مِنْ نَفَادْ
لَا أُطِيقُ عَنْهَا بُعْدًا ** عِشْقُهَا هُوَ الجِهَادْ
نَارُ أَحْشَائِي تَلَظَّى ** كُلَّ يَوْمٍ فِي إزْدِيَادْ
كَمْ بَكَيْتُ مِنْ جَفَاءٍ ** كَمْ أَلِمْتُ مِنْ بِعَادْ
كَمْ تَأَمَّلْتُ النُّجُومَ ** كَمْ أَرِقْتُ مِنْ سُهَادْ
يَشْتَبِكْ قَلْبِي و عَقْلِي ** هَلْ أَمِيلُ لِلْحِيَادْ
لَا بَلِ القَلْبُ مُحِقٌّ ** حَتَّى لَوْ لِلنَّارِ قَادْ
أَرْجِعُ أَمْشِي الهُوَيْنَا ** فِي خُضُوعٍ و إنْقِيَادْ
تَهْمِسُ لَهَا الصَّبَايَا ** عَبْدُكِ المَجْنُونُ عَادْ
يَا إبْنَةَ القَوْمِ الكِرَامِ ** هَلْ سَبِيلٌ لِلْوِدَادْ
مَا رَأَتْهُ النَّفْسُ مِنْكِ ** كَعِقَابِ قَوْمِ عَادْ
إِنْ وَصَلْتِ أَبْرَأُ أَوْ ** فَأعْلِنِي عَنِّي الحِدَادْ
مَا يَضُرُّ المَيْتَ قَتْلٌ ** فَإضْغَطِي عَلَى الزِّنَادْ
شعر شهم بن مسعود