رضا جوني الخالدي

كثير من الآباء والآمهات لديهم اراء خاطئة في تنشئة الطفل ويعتقدون ان هذا الرأي هو الصحيح لتنشئة طفلاً ذكي ورائع ، هنا لابد أن ينتبه الأباء والأمهات لأطفالهم ،وتنشئتهم في بيئة صالحه، الطفل ليس جمادآ وتحركه حسب مزاجك ايضآ لديه تحركات قد لا تعجب عائلته، لكنه واقعاً في نفس الطفل وغصب الطفل على تركها هذا يعني تدمير حالة الطفل، والتقليل من قيمته، مما يؤثر سلبآ على ثقته بنفسه، ويصاحبه الخجل والشك.
كيف اذن ننشئه؟ هنا لابد من فسح وترك مساحة كافية للطفل حرآ للتصرف بها، الطفل عادة ما يكون الطفل ميال للُعُبته ولا يريد غيرها، هذا شيء بديهي عند كل طفل في سن الثانية أو الثالثه من عمره ، فعلى الأب والام أن يدركوا مدى تفكير طفلهم باللعبة، وما تعني له؟، حينها يفكروا بشيء بديل للطفل يلائم اجواء عقله، تعليمه طرق الحساب مثلآ ،بأقلام ملونه ومربعات جميلة، وتكييف الطفل معها بأنها للعبة وليس تعليماً مجبر عليه، لانه يكره لُعب التعليم المُجبر عليها،والمحاولة قدر المستطاع لأبعاد الطفل عن الملل والسئم من اللعبة التعليمية الحسابية او اللغوية او غيرها، ففي هذا المرحلة يحب الطفل الأستقلال، وفرض رأيه.
اما في سن الرابعة والخامسة، يبدء الطفل اللعب مع اصدقاء اكثر ومحاولاته للتحدي، فالطفل في هذه المرحلة يحب التحدي مع اقرانه، فهذا الدور مهم جدآ في حياة الطفل، يعتبر عاملآ اساسيآ، في استكشاف قدرات الطفل ومواهبة، وقيادة اقرانه، وطرح اسئلة كثيرة في ذهنه على عائلته الأب والأم، رغم تفاهة اسئلة الطفل بالنسبة للبالغين لكنها مهمة جدآ عند الطفل ولها علاقة كبيرة بتنشئته وقدرته، هنا يجب على الأباء والآمهات الاجابة على اسئلته، وتحفيزه على انواع الأسئلة وتكفلهما بالأجابه عنها، فعدم الرد على الطفل يولد عنده عدم الثقة بنفسه ويعتبر شخصيتة شيء من العدم.
عندما يدخل الطفل طارقآ ابواب المدرسة في السادسة من عمره، يبدء هنا الطفل يتعلم القراءة والكتابة والعمليات الحسابية، ويلعبون المعلمين والأقران دورآ مهما في حياة الطفل، و ممارساته وقدراته وثقته بنفسه، وعندما يفعل شيء جيد يفتخر بنفسه ، مما يعزز ثقته، يحتاج الطفل في هذه المرحلة الى التشجيع والتحفيز من قبل المعلمين والوالدين فالعكس يعني سقوط الطفل و صعوبة قدرته في استرجاع ثقته مجدداً، مما يجعله يشعر بالخجل والشك في كل عمل يصدر منه.
كانت هذه مراحل مقرونه بدلالات واضحة، على الاباء والامهات التسلسل في تعليم الطفل بما يناسب قدراته، ومراحل نضجه، وتعزيز عامل الثقة عند الطفل، ومصاحبته، والاستماع الى كلامه، وكشف طاقاته التي ربما تكون كامنة في نفسه، ومعرفة ما يحبه الطفل وبأي مجال تظهر مواهبه، فأن هذه الأهتمامات لها تأثير كبير في نفس الطفل تبث فيه روح القوة والثقة العالية بقدراته، وتقضي على الشك والخجل في نفسه.
اضافة الى ذلك هنالك العاب تعليمية، كثيرة تساعد الطفل في تحفيز دماغه، وتطوير مواهبه، والأبتعاد عن الألعاب الألكترونية شيء جيد يقومون به الأباء والآمهات، بأعتبارها ادمان مم الممكن أن تنهي قدرات الطفل، وتجعله بعيدآ عن أرض الواقع وتقلل علاقاته المادية كثيرآ ، عكس الألعاب الواقعية والمادية، فهي مرتبطه ارتباط مباشر بواقع الطفل.
علاوة على ذلك استخدام عقل الطفل، أي الأستعانه به في بعض الأمور والمسائل البسيطة، التي تجعل له قيمة و وجود، حتى لو كان رأية تافهآ، والأجابه عن رأيه بأنه جيد أو اخباره بالصواب،فأن ذلك يعمل كثيرآ على سعادة الطفل والأفتخار بنفسه، بانه شخصآ له رأي وتأثير عند أسرته، وهذه خطوة كبيرة للظفر في تنشئة طفلآ رائع.
وهنالك فقرتين مهمتين في حياة الطفل الأولى هي :التركيز على تعامله مع الآخرين، لان الطفل في بداية طفولته لا يحسن التعامل والكلام مع الناس، وكيف يرد اذا سأل وبماذا يجيب، ولا يعرف كيف يبدء كلامه، هنا لابد للأب والأم التدخل في تعليم الطفل جودة الكلام وكيف يتعامل؟، من خلال اصطحابه الى مجالس مفيدة تكثر فيها الأسئلة والمناقشة، أو اصطحابه في سفرة او نزهه مع الأقارب والأصدقاء ، ومشاركة الطفل في الحديث معهم ، وعرض معلومات له عن الشواهد الطبيعية او الصناعية التي يروها، فأن عقل الطفل يسجل ما يرى ويسمع.
الفقرة الثانية:ماذا يكون الطفل في المستقبل كثير من الأباء والأمهات لا يعلموا بماذا يفكر الطفل أن يكون في المستقبل؟!، وكيف لهم أن يحسنوا هذه الخاصية عند الطفل؟، من هنا لا بد أن يعززوا ويغرسوه في الطفل، ويعملون جاهدين لرفع وتحفيز معنويات الطفل، وتشجيعه بأن قد يكون طبيبآ ماهراً، أو مهندساً رائعاً، أو معلماً بارعاً، فأن ذلك يساعد الطفل كثيرآ على الآستمرار بتحقيق هذا الحلم الذي يتمناه، وعكس ذلك فأن الطفل تنهار احلامه، ويتوقع من نفسه بأنه فاشل.