عبد المهدي أكد حرص بغداد على أمن المملكة خلال زيارته للرياض.
سكاي نيوز عربية - أبوظبي
تعيد تصريحات رئيس الوزراء العراقي عادل عبد المهدي، والرئيس العراقي برهم صالح، بشأن أمن الخليج، وحرص العراق على أمن السعودية، طرح تساؤلات عدة بشأن مدى قدرة الحكومة العراقية على تفعيل موقفها الداعم لمحيطها العربي، وسط محاولات جهات موالية لإيران، للزج بالعراق في دوامة السياسات الإيرانية المزعزعة للاستقرار.
وأكد الرئيس العراقي خلال خطابه أمام الجمعية العام للأمم المتحدة المنعقدة في نيويورك، ارتباط أمن بلاده بأمن الخليج والمنطقة.
ودعا صالح المجتمع الدولي إلى ضرورة التدخل بجدية لتدارك التصعيد الدائر، لما له من تداعيات كارثية على الأمن الإقليمي والدولي.
وتقف بغداد على طرفي نقيض من التطورات الدائرة في المنطقة، وسط تجاذبات جهات موالية لإيران، تحاول جاهدة إبعادها عن محيطها العربي والزج بها في دوامة السياسات الإيرانية المزعزعة لاستقرار.
وبين مساعي بغداد في بناء علاقات متكاملة مع المحيط العربي، تذهب قوى داخلية لإبقاء العراق ساحة خلفية للنظام الإيراني، عبر جماعات وميليشيات لا تزال تشكل تحديا للحكومة العراقية.
ويرى مراقبون للشأن العراقي أن الزيارة الرسمية التي قام بها رئيس الوزراء العراقي، مؤخرا إلى المملكة العربية السعودية، خطوة جديدة في إطار انسجام المواقف وتوجه عراقي لتثبيت العلاقات مع المملكة.
واعتبر الكاتب والباحث السياسي عبد القادر الجميلي، أن الزيارة التي قام بها عبد المهدي إلى السعودية قبل يومين، هي محاول لنأي الحكومة العراقية بنفسها عن إيران، وفق تعبيره.
وقال الجميلي في حديث مع "سكاي نيوز عربية" إن "الزيارة سياسية أكثر مما هي اقتصادية أو استثمارية، لأن الجانب الاقتصادي اكتملت أوجهه وتم الاتفاق عليه من قبل الجانبين السعودي والعراقي".
وأضاف: "هناك رغبة سياسية انطلقت من العراق والسعودية بأن تتوحد الأفكار والرؤي، وأن تتلاقح فيما بينها ليكون هناك امتداد عراقي سعودي متين، ومن ثم يمتد إلى يقية الدول الأخري".
ويعتقد مراقبون أن استعادة العراق لدوره المحوري في المنطقة، أمر تخشاه إيران، فيما تتعالى الأصوات المطالبة بالنأي بالعراق عن سياسة المحاور وعدم إقحامه في الصراعات الإقليمية.
ويرى الجميلي أن "وقوف بغداد مع طهران والتحركات الإيرانية داخل العراق أضعفت المشهد السياسي العراقي، مما دفع العراق إلى إعادة تقوية علاقته مع السعودية".
وأوضح أن "بغداد تحاول أن تبعث برسالة واضحة للعالم مفادها أن العراق لا بد أن يرجع إلى الحضن العربي، وأن تكون هناك علاقات طيبة تستند إلى المصالح المشتركة بينه وبين السعودية".
وخلص الجميلي إلى أنه "إذا بقي العراق مستندا في علاقاته الخارجية إلى طهران، فإنه سيفقد الكثير من العلاقات التي لها عمق اقتصادي وسياسي واجتماعي وديني".