يروى انه بعد انتهاء معركة الطف في ارض كربلاء خرج موكب ابن زياد اللعين خرج بسبايا واقعة الطف باتجاه الشام ومر بكثر من الامصار بمحاذاة نهر الفرات حتى وصل حلب حيث وضع الرأس المقدس في موضع هناك ومكثوا وقتا .. المكان الان يسمى مسجد النقطة في مدينة حلب

صورة لمقام رأس الحسين في حلب


مشهد النقطة او مسجد النقطة


الحجر الذي وضع فوقه رأس الامام الحسين عليه السلام


وفي (المراقد 2/302): (بالقرب منه مشهد النقطة في سفح جبل جوشن أيضاً وسمي بمشهد النقطة المعروف والمشهور في تلك البقاع أنه لما وصل، سبى عيال الحسين إلى هذا الجبل بات فيه الكوفيون وجملة الرؤوس مع السبايا وقد وضعوا رأس الحسين على حجر مرتفع، فقطرت منه قطرة دم زكية على ذلك الحجر فكانت القطرة موضع اهتمام المسلمين فحفظها أهل البلد حتى فتح سيف الدولة الحمداني الشام، وأعلموه بموضع قطرة الدم الزكية فبنى عليه بناه).
قال الجلالي: قد التقيت في مكة برجل حلبي طاعن في السن يسمى الشيخ عمار، وكان عارفاً بتاريخ المشهد، وقال ما ملخصه: (عمر هذا المشهد سيف الدولة، وكان فيه حجر كان عليه رأس الحسين وجرت عليه دم من رأسه، ولما استلمته الأتراك جعلوه (أسلحة) (جياة) فانكسرت الأتراك، ولما دخلت قريتنا صارت الناس تنهب منه إلى أن خرب المشهد فأرادوا أن يحملوا الحجر إلى جامع نبي الله زكريا، وما كانت الدابة تمشي فيه فأرجعوه إلى جامع (المحسن) والآن الحجر عند الطفل وفي مشهد النقطة مكتوب أسماء أهل البيت الإثني عشر في مكان مرتفع.
(بسم الله الرحمن الرحيم اللهم صلِّ على محمد المصطفى، وعلي المرتضى، وفاطمة الزهراء، والحسن المجتبى، والحسين الشهيد، وعلي بن الحسين زين العابدين، ومحمد الباقر، وجعفر الصادق، وموسى الكاظم، وعلي الرضا، ومحمد الجواد، وعلي الهادي، والحسن العسكري، والحجة صاحب الزمان عليهم السلام).
وقال الكيالي في (أضواء وآراء 62) في تاريخ المشهد ما نصه:
(إن عساكر ابن زياد لما أوصلوا سبايا الإمام الحسين (عليه السلام) إلى حلب، وضعوا رأس سيد الشهداء (عليه السلام) على حجر وهم مجتمعون في الجبل الواقع غربي حلب، فقطرت منه قطرة دم على الحجر حفظه أهلوه إلى أن فتح سيف الدولة حلب وبقية بلاد الشام فشيد بناء المشهد المسمى بمشهد الحسين تقديراً للقطرة الغالية على الحجر ووضع الحجر فيه.
وفي سنة 1302هـ جددت في مشهد الحسين (عليه السلام) الجهة الشمالية من القبلية وبعد بضع سنين أهدى السلطان عبد الحميد ستاراً حريراً مزركشاً بآيات قرآنية وضع على المحراب، وفرشت أرض قبلية بالطنافس الجميلة وجدد ترخيم أرض الصحن ورتب له إمام ومؤذن وخدام وموظفون يقرأون كل يوم أجزاء شريفة وفي جهة إيوان هذا المشهد مكتوب:
(بسم الله الرحمن الرحيم اللهم صلِّ على محمد المصطفى، وعلي المرتضى، وفاطمة الزهراء، والحسن المجتبى، والحسين الشهيد، وعلي بن الحسين زين العابدين، ومحمد الباقر، وجعفر الصادق، وموسى الكاظم، وعلي الرضا، ومحمد الجواد، وعلي الهادي، والحسن العسكري، و مولانا محمد بن الحسن القائم بأمر الله).
وعلى نجفة الباب الداخلي المؤدي إلى الصحن:
(بسم الله الرحمن الرحيم عمر مشهد مولانا الحسين بن علي بن أبي طالب (عليه السلام) في أيام دولة الملك الظاهر، العالم العادل سلطان الإسلام والمسلمين سيد الملوك والسلاطين أبي المظفر الغازي بن الملك الناصر، يوسف بن أيوب، ناصر أمير المؤمنين سنة 572هـ.
وفي عام 1337هـ حين دخول الفرنسيين إلى حلب، هجم على المشهد جماعة من رعاع الناس وغوغائيهم ونهبوا ما فيه من الذخائر والسلاح، وبينما كانوا يعالجون فتيلة لاستخراج ما فيها من البارود وإذ أورت ناراً وانفجرت وسرت منها النار إلى الأعتدة الموجودة المتفجرة فانفجرت جميعها ببركان عظيم وزلزلت الأرض وتهدم بنيان المشهد كله سوى قليل منه)،

الشيخ محسن كما يسمى وهو محسن السقط ( وهو طرح لزوجة الامام الحسين بن عليه شهيد كربلاء)
مرقد محسن السقط في حلب

في جبل جوشن في حلب قال ياقوت الحموي:
(جبل في غربي حلب ومنه كان يحمل النحاس الأحمر وهو معدنه ويقال إنه بطل منذ عبر سبي الحسين بن علي (عليه السلام) ، وكانت زوجة الحسين حاملاً فأسقطت هناك فطلبت من الصناع في ذلك الجبل خبزاً فشتموها منعوها فدعت عليهم، فالآن من عمل فيه لا يربح، وفي قبلي الجبل مشهد يعرف بمشهد السقط ويسمى مشهد الدكه والسقط يسمى محسن بن الحسين (عليه السلام) (معجم البلدان 3/173).
قال المحدث القمي: (زرت المشهدين قرب حلب والعامة تُعَبِّر عن صاحب المزار (بالشيخ محسن) وعليه عمارة رفيعة ومشهد كبير خربت).
وفي نسمة السحر عن ابن طي في تاريخ حلب، قوله: إن سيف الدولة عمر المشهد لرؤيا رآها واستفسر عن الموضع فأُخبر بالحقيقة، وبقرب المشهد قبور جماعة من الشيعة منهم ابن شهر آشوب وابن منير وابن زهرة وغيرهم.
وفي (المراقد 2/298): المشهور بأنه ابن الإمام الشهيد أبي عبد الله الحسين بن علي بن أبي طالب مرقده في جبل جوشن في حلب غرباً من سوريا ويعرف (مشهد السقط) ذكر المؤرخون أن المشهد شيده الأمير أبو الحسن علي سيف الدولة الحمداني سنة 351هـ.
وقد أصبح مشهد السقط مدفناً لوجوه الشيعة ومشاهير علمائها هناك منهم العالم السيد أب المكارم حمزة بن علي بن زهرة /585.
والشيخ أبو جعفر محمد بن علي بن شهر آشوب السروي المازندراني. والشاعر الشهيد ابن منير الطرابلسي الشيعي 548هـ.
وجاء في كتاب (أضواء وآراء) للدكتور عبد الرحمن الكيالي صفحة 87 عن تاريخ هذا المرقد قوله: (إن هذا المرقد يحتوي ضريح الطرح محسن بن الإمام الحسين بن الإمام علي بن أبي طالب، ويعرف بمشهد الدكه وبمشهد الطرح وهو عامر وواقع غربي حلب بينه وبين مشهد السقط (300) متراً).
ويقول الشيخ كامل الغزي في تاريخه، عن ابن الفوطي أن مشهد الدكه ظهر في سنة 351هـ وإن سبب ظهوره هو أن سيف الدولة كان في إحدى مناظره التي بداره خارج المدينة فرأى نوراً نزل على مكان المشهد، وتكرر ذلك فركب بنفسه إلى ذلك المكان وحضر ووجد صخراً عليه كتابة هذا نصها: (هذا قبر المحسن بن الحسين بن علي بن أبي طالب).
فجمع العلويين وسألهم هل كان للحسين ولد اسمه المحسن، فقال بعضهم: ما بلغنا ذلك وإنما بلغنا أن فاطمة كانت حاملاً فقال له النبي صلى الله عليه وآله وسلم في بطنك محسن، فلما كان يوم البيعة هجموا على بيتها لإخراج علي للبيعة فاخدجت، وقال البعض الآخر أن بعض سبي نساء الحسين هي التي طرحته لما مروا بهن على هذا المكان المسمى بالجوشن لأن شمر بن ذي الجوشن نزل عليه بالسبي و الرؤوس فقال سيف الدول: هذا الموضع قد أذن الله لي بإعماره فأنا أعمره على اسم أهل البيت عليهم السلام.
قال يحي بن أبي طي المتوفي سنة 630هـ في تاريخه، ولحقت هذا المشهد وعليه باب صغير وحجر أسود تحت قنطرته مكتوب عليها بخط أهل الكوفة كتابة عريضة ما نصها: (عمر هذا المكان المشهد المبارك ابتغاء لوجه الله وقربة إليه على اسم مولانا المحسن بن الحسين بن علي بن أبي طالب، الأمير الأجل سيف الدولة أبو الحسن، علي بن عبد الله بن حمدان سنة 351هـ).
وفي أيام بني مرداس بني المصنع الشمالي للماء وبني الحائط القبلي وعمل للضريح طوق وعرائس من فضة وجعل عليها غشاء، وبنى نور الدين في صحنه صهريجاً وميضأة فيها بيوت كثيرة ينتفع بها المقيمون فيه وهدم الرئيس صفي الدين طاروق بن علي النابلسي، ورئيس حلب المعروف بابن طريرة بابه الذي بناه سيف الدولة وحسنه، وفي أيام الملك الظاهر غياث الدين غازي بن صلاح الدين يوسف بن أيوب المتوفي في عام 613هـ وقع الحائط الشمالي فأمر ببنيانه، وفي أيام الناصر يوسف بن العزيز، محمد بن الظاهر المتوفي سنة634هـ، وقع الحائط القبلي فأمر ببنائه.
وعمر الروشن الذي بقاعة الصحن، ولما ملك التتار حلب نهبوا ما فيه من الأواني والبسط وخربوا الضريح ونقضوا الأبواب، ولما ملك الظاهر برقوق بن الرضى المتوفى 801هـ والي حلب أمر بإصلاح المشهد وجعل فيه إماماً وقيماً ومؤذناً ... هذا ما كان في الماضي وأما وضعه الحاضر، فالمشهد محافظ على ما كان عليه أيام برقوق، ولما زرته وجدته سليماً من حيث البناء. (أضواء وآراء للكيالي2/63).