يا ليتَ ما بضلوعي يَغْتدي حَجَرا
وليتَهُ مَا هَوى يوْماً ولا شَعَرا
ولا تَعلّقَ في أشْياءَ إنْ ذُكِرَتْ
تَحَدَّرَ الدَّمْعُ مِن تذْكَارِها وَجَرى
وليْتَ مَن عَشِقَتْ رُوحي أحَسَّ بِما
ألقَاهُ مِن ألَمٍ في بُعْدِهِ وَدَرى
هَل الليالي التي وَلّتْ تَعودُ لنا
وهَل يَعودُ لنا الماضي الذي عَبَرا !!
أيَّامَ لا الشَّوْقُ بالنيرانِ يَحْرقُنا
ولا الحَنينُ يَهيجُ الوَجْدَ والذِّكَرا
أيَّامَ كُنَّا كما شَاء الهَوى مرَحاً
نَقْضي مِن الحُبِّ في ظِلِّ الرُّؤَى الوَطَرا
يا مَن أفَتِّحُ عيْني في الصَّباحِ على
أطْيافِهِ وعَليْها أغْلِقُ البَصَرا
هلْ مِن سَبيلٍ إلى رُؤياك يُوصلُني
إنّي أعيشُ على الآمالِ مُنْتَظِرا
وهلْ تَجودُ الليالي بالوِصَالِ فقَدْ
أصْبَحْتُ أخْشى الرَّدى باليَأسِ مُنْتَحِرا
يا دهْرُ جُدْ مَرَّةً في العُمْرِ لوْ خَطأً
وهَبْ سَبيلا لما نَرْجوهُ مختصرا
لوْ كنتَ أنتَ مَعي والنَّاسُ غائِبةٌ
عَنّي ، لمَا ضَرّْني مَن غابَ أوْ هَجَرا
إنْ كنتَ حوْلي فَكلُّ النَّاسِ حاضِرةٌ
حوْلي ، وإنْ غِبتَ لمْ أشْعُرْ بمَن حَضَرا !!
وكلُّ أرضٍ بِعيْني إذْ تكونُ مَعي
فيها فتلكَ جِنانٌ تَسْحرُ النَّظَرا
لوْ كانَ في جَنَّةِ الفِرْدوْسِ ليْ نُزُلٌ
ولمْ أجِدْكَ بِها أبْصَرْتُها سَقَرا
في الصَّدْرِ قلبٌ غدا مِن شَوقِهِ لهَباً
هذي الدُّموعُ لهُ قدْ أصْبَحتْ شَرَرا
إنْ ثارَ لمْ أدْرِ هلْ بيْنَ الضُّلوعِ دَمٌ
أمْ أنَّ ما بيْنَها جمْرٌ قد اسْتَعرا
العَيْنُ بَعْدَ حَبيبِ القَلبِ ما عَرفَتْ
إلا الدُّموعَ وإلا الحُزْنَ والسَّهَرا
كأنَّها راهِبٌ والنَّوْمُ مَعْصِيَةٌ
تَمْضي عَليْها الليالي لا تَذوقُ كَرى
إنَّ السَّعادةَ في قُرْبِ الحَبيبِ وهلْ
زَهْرٌ يَرِفُّ إذا لمْ يرْشِف المَطَرا
إنَّ السَّعادةَ في ظِلِّ الحَبيبِ فإنْ
وَلّى تَوَلّتْ ،فلمْ نَلحَظْ لها أثَرا !!
سعيد يعقوب