اليتيم
أتذكرين عهدنا أماه
لا أحد يفارق الآخر
ولكنك خنت العهد
ورحلت مستعجلة
وركضت وراءهم
أودعك وأشير إليك
ورحت في صمت
بكيتك بكاء مرّا
ولم يكفكف دموعي أحد
واسترسلت في النحيب
لعلي أيقظت أحاسيسك
فما أجبت ولا انتظرت
وها أنا اليوم أمام دمنتك
هل تسمعين ندائي وشوقي
أماه ما أصعب الحياة بعدك
انقلب الحلو حنظلا
والضحك أنينا وزفيرا
مالك وللحد ؟
أم أجبروك على الاختفاء
وحملوك عنوة إليه
سأميط اللثام يوما
وأسترجعك إلي
فأحفر التراب حفرا
لينجلي لي الجسد
وأضمّك إلي ضما
وأنام في حضنك الدافئ
دون غطاء وبالشخير
أماه لم رحلت وتركت
كبدا احترق شوقا إليك
أمر بعد الدراسة عليك
أمسّي ولكنك تصمتين
وأدعو لك رحمة
ولنفسي الصبر على الجلل
حمادي أحمد