الدكتور هيثم الشيباني
خبير في الببيئه
أَبابلُ, هَل مَضى وغَدا تُرابا جَلالٌ كان في زَمنٍ مُهابا
وعِزٌّ في المَمالكِ لا يُجارى ومَجدٌ لا يُجامَلُ أو يُحابى
وهل سَمِعَ المُلوكُ بفتحِ شَرقٍ وغربٍ أم هُمُ عُدِموا جَوابا
رُقودٌ في الغياهبِ, ما سَمِعنا حَسيساً للملوكِ ولا عِتابا
أبابلُ, والعراقُ خلَت علَيهِ عُصورٌ فِيهما انتدبَ انتِدابا
وأَهْلُوهُ الذينَ على دِماهُمْ تَخطُّ المُعجزاتُ بِهم كِتابا
فهُم ألَقٌ وإنْ ذُبحُوا زَماناً وهُم جَذلٌ وإن حَصدوا عَذابا
وَتنبشُ إرثَ مَن شادوا قِلاعاً وَتحطِمُ عضْدَ من صَرعوا ذِئابا
ومَن ملَكوا المَطالِبَ دُونَ شَكوى ومن فَتحوا بسَفحِ الطَّودِ بابا
أَبابلُ, من سَحيقِ الدَّهرِ إنِّي أخذتُ المجدَ غصباً واستِلابا
عِراقيٌّ يفتُّ الصَّخرَ صَبري ذهاباً في المفاخِرِ أو إِيابا
تُطوِّقُني الحوادِثُ مُشرعاتٌ فأَسحقهُنَّ سحقاً وانتصابا
ولستُ بخائفٍ في الزَّندِ سَيفاً يُحدُّ ولستُ إنْ في الزَّندِ نابا
بلاد الرافدين
هي منطقة جغرافية تاريخية تقع في جنوب غرب آسيا, تعد من أولى المراكز الحضارية في العالم , وأشهر حضاراتها هي حضارة سومر وأكد وبابل وأشور وكلدان والتي نشأت من العراق.
لو تتبعنا الهجرات الأولى لبلاد الرافدين نجد أن التوراة قد ذكرت سفينة نوح التي رست في بابل أو قربها وإن النبي نوح (ع) هو أبو البشر بعد أن أبيد جميع البشر في الطوفان, وهذا ما يؤمن به المسيحيون أيضا . أما الإسلام فقج أكد دور نوح عليه السلام ةقصتع واضحة في القرآن الكريم, وبهذا تكون بلاد الرافدين هي منشأ جميع السلالات البشرية الموجودة حاليا على سطح الأرض.
ان أقدم لغة مكتوبة معروفة في بلاد ما بين النهرين كانت السومرية, وفي زمن الدولة البابلية كانت هناك مكتبات في معظم المدن والمعابد , وهناك قدر كبير من الأدب البابلي قد ترجم من أصول سومرية, ولغة الدين والقانون أستمرت طويلا حيث انها اللغة القديمة المتراصة لسومر من مفردات وقواعد النحو. وهناك العديد من الأعمال الأدبية البابلية و من أشهر هذه الاعمال ملحمة جلجامش , والتي كتبت في اثني عشر كتابا, مترجمة عن الأصل السومري ورتبت على أساس فلكي ,لقد وضع أقدم شكل للمنطق من قبل البابليين, وأن الفكر البابلي كان له تأثير كبير على الفلسفة اليونانية المبكره.
لقد كان علماء الفلك البابليون مهتمون بدراسة النجوم والسماء, حيث يمكن التنبؤ مسبقا بانقلاب الشمس والخسوف. لقد وضع علماء الفلك في بلاد ما بين النهرين جدولا زمنيا مدته 12 شهرا على أساس دورات القمر وقسموا السنة إلى موسمين : الصيف والشتاء.
وضع علماء الفلك البابلي نهجا جديدا لعلم الفلك خلال القرن الثامن والسابع قبل الميلاد . بدئوا بدراسة الفلسفة التي تتعامل مع الطبيعة المثالية للكون المبكر . لقد كانت هذه مساهمة مهمة في علم الفلك وفلسفة العلم, بحيث أن بعض العلماء بالتالي اشاروا إلي هذا النهج الجديد بالثورة العلمية الأولى. ثم تم اعتماد وتطوير هذا النهج الجديد في علم الفلك.
يعتبر التطوير البابلي لأساليب التنبؤ بحركات الكواكب حلقة رئيسية في تاريخ علم الفلك .
ان علم الفلك البابلي معروف بأنه دعم للنموذج الشمسي المركزي لحركة الكواكب. وقد أيد نظرية مركزية الشمس حيث أن الأرض تدور حول محورها والتي بدورها تدور حول الشمس .
كما أن علم الفلك البابلي هو الأساس لمعظم ما تم القيام به في علم الفلك اليوناني , وعلم الفلك الهندي الكلاسيكي, وعلم الفلك الساساني , والبيزنطي والسوري , و الإسلامي في العصور الوسطى و علم الفلك في آسيا الوسطى وأوروبا الغربية.
كما عرف البابليون القواعد العامة لقياس المساحات , والميل البابلي الذي يساوي مسافة تساوي حوالي سبعة أميال (11 كم) في يومنا هذا .
أما في الطب فان أقدم النصوص البابلية تعودإلى فترة بابل القديمة في النصف الأول من الألفية الثانية قبل الميلاد,كما أدخل البابليون مع طب مصر القديمة المعاصر التشخيص , و التوقعات الطبيه , والفحص البدني , والوصفة الطبية ,بالإضافة إلى ذلك قدم الدليل التشخيصي والعلاج والمسببات المرضية واستخدام المنهج التجريبي .
عولجت الأعراض والأمراض للمريض من خلال وسائل علاجية مثل الضمادات, و الحبوب.
وفي المجال التقني فان شعب بلاد ما بين النهرين اخترع العديد من التقنيات بما في ذلك تصنيع المعادن والاعمال النحاسيه والزجاج وصنع المصابيح والنسيج, والتحكم في الفيضانات, و تخزين المياه, والري.
كانوا أيضا من أول شعوب العصر البرونزي في العالم. ففي وقت مبكر استخدموا النحاس والبرونز والذهب ولاحقا استخدموا الحديد. لقد تم تزيين القصور بمئات الكيلوغرامات من هذه المعادن المكلفة للغاية. كذلك استخدام النحاس والبرونز والحديد للدروع و الأسلحة المختلفة مثل السيوف والخناجر والرماح والصولجانات الحربية.
أقدم نوع من المضخات هو المسمار أرخميدس (الطنبور) و أول من استخدمه هو سنحاريب ملك آشور, لأنظمة المياه في حدائق بابل المعلقة ونينوى في القرن السابع عشر قبل الميلاد ,و في وقت لاحق تم صنع بطارية بغداد, وربما كانت أول البطاريات, في بلاد ما بين النهرين.
أما بخصوص الدين في بلاد ما بين النهرين فان أول ما تم تسجيله هو إنهم اعتقدوا أن العالم كان عبارة عن قرص مسطح ، ويحيط به فضاء ضخم ومثقوب, وفوق كل ذلك, الجنة, كما اعتقدوا أن الماء كان في كل مكان, إلى الأعلى, والأسفل وعلى الجانبين, وأن الكون ولد من هذا البحر الهائل, وكانت ديانة بلاد ما بين النهرين وثنية وبتعدد الآلهه.
ان مردوخ هو الإله الرئيسي لبابل فعندما صعدت بابل إلى السلطة, رفعت الأساطير مردوخ من موقعه الأصلي باعتباره إله الزراعة إلى الإله الرئيسي في البانتيون(مجمع الألهه .
أما المئات من المقابر التي تم حفرها في أجزاء من بلاد ما بين النهرين , فانها تكشف عن معلومات حول عادات الدفن في بلاد ما بين النهرين.
وفي الجوانب الثقافيه فقد انتشرت الموسيقى والأغاني والالات ,وكانت بعض الأغاني مكتوبه للآلهة ولكن كثير منها كان مكتوبا لوصف الأحداث الهامة. على الرغم من أن الموسيقى والأغاني كانت تسلية الملوك, لكن الناس العاديون يتمتعون بها ويمارسون الغناء والرقص في منازلهم أو في السوق. كانت الأغاني تغنى للأطفال الذين كانوا يمررونها إلى الاجيال اللاحقه من الأطفال. وهكذا كانت الأغاني تنتقل خلال أجيال عديده إلى أن يكتبها شخص ما. لقد وفرت هذه الأغاني وسيلة لتمرير معلومات هامة جدا خلال قرون حول الأحداث التاريخية التي وصلت في نهاية المطاف إلى المؤرخين المعاصرين .
لقد كانت الألعاب مثل الصيد تحظى بشعبية كبيرة بين الملوك الآشوريين , وشوهدت صورالملاكمة و المصارعة في كثير من الرسوم , وكانت لعبة البولو منتشرة
أما سومر فقد طورت أول اقتصاد, في حين أن البابليين وضعوا أقدم نظام لعلم الاقتصاد .
من دراسة جغرافية بلاد ما بين النهرين نجد أن الزراعة لم تتحقق إلا عن طريق الري والصرف الجيد, الأمر الذي كان له أثر عميق على تطور حضارة ما بين النهرين. وان الحاجة إلى الري قاد السومريين ثم الاكديون لبناء المدن على طول نهري دجلة والفرات وفروع هذه الأنهار. فوجدنا أن بعض المدن الكبرى مثل أور وأوروك, انتشرت على روافد نهر الفرات. لقد وجدت الأنهار المزيد من منافع الأسماك (التي يستفاد منها لغرض الغذاء والتخصيب), بينما يستفاد من القصب والطين كمواد للبناء.
على الرغم من أن الأنهار ضمنت استمرارية الحياة, هي أيضا دمرت من جراء الفيضانات المتكررة التي اجتاحت مدنا بأكملها .
في الجوانب القانونيه فان حمورابي أسس أول امبراطورية بابليه وأول من وضع القانون بشكل مقنن وهي مسلة حمورابي والمكونه من 282 ماده قانونيه.
كان الملك حمورابي، مشهورا بمجموعته من القوانين, شريعة حمورابي (تم إنشاؤها 1780 قبل الميلاد), التي هي واحدة من أقدم مجموعات القوانين وجدت وواحدة من أفضل الأمثلة المحفوظه من هذا النوع من الوثائق, من بلاد ما بين النهرين القديمة. وقد وضع أكثر من 282 مادة من القوانين لبلاد ما بين النهرين.
وافقت لجنة التراث العالمي لمنظمة الأمم المتحدة للثقافة والتربية والعلوم يونيسكو , في باكو قبل أيام على إدراج موقع بابل الأثري التاريخي لبلاد ما بين النهرين على لائحتها , وعرفت بابل بمكانة كبيرة في التاريخ الانساني بشهادة علماء التأريخ في العالم كله . نفتقد اليوم عمالقة العراق مثل بهنام أبو الصوف , الذي خصصت له مقالا منفردا في تشرين الثاني عام 2015 بعنوان
بهنام أبو الصوف العملاق الذي درس الانسانية بآثارها
لأنه الأحق مني بهذا الخبر المفرح , أسأل الله له الرحمة والمغفره.
الا أن موافقة اليونسكو جاءت مشروطة بطلب تحقيق أمور مطلوبة من الجانب العراقي
وتم تحقيق أحد شروط منظمة اليونسكو المتمثل في تأمين مدينة بابل الأثرية, وإبعادها عن العسكرة.
وهناك عشرة معايير للمواقع المرشحة, منها أن تكون ذات قيمة عالمية استثنائية أو تكون مثالاً بارزاً على نوعية معمارية معينة , أو تمثل شهادة فريدة من نوعها لتقليد ثقافي لحضارة قائمة أو مندثرة. وهذه الشروط موجودة في آثار بابل.
فلا يصح خلو لائحة التراث العالمي من بابل , وكيف سوف نخبر تأريخ الأنسانية من دون أن نعرفه عاى أول فصولها؟
لقد كان موقع بابل مقرا للقوات الأجنبيه بين عامي 2003 - 2005ويمكننا تصور مقدار الدمارالذي حصل وكميات النفايات التي تراكمت , الذي تعرض له هذا الموقع المهم , متجاهلين أن البابليين هم حضارة الكتابه والادارة والعلوم , وأن العراق عثر فيه على أول لوح مسماري يعود تأريخه الى 5500 عام.
ان ادراج بابل على لائحة التراث العالمي سوف يفتح آفاقا جديدة للبحث والتنقيب , اذ أن نصف كنوز بابل من العلوم والمعرفة لم تكتشف حتى الوقت الحاضر, اضافة الى القيمة السياحيه التي تجذب الناس من أرجاء العالم.
يمتلك العراق مواقع آثاريه كثيره لا تعد ولا تحصى , وهو مهد الحضارات البشريه والرسالات السماويه والأنبياء .
وفي سياق التراث الانساني سبق أن كتبت مقالا بعنوان :
هل صار مصير أهوار العراق يسير نحو المجهول وذلك في 10 تشرين2/نوفمبر 2018
في نفس الفترة التي كانت فيها أهوار العراق مرشحة بقوة كي تنضم الى لائحة التراث العالمي وذلك من قبل يونسكو في اجتماعها في مدينة استانبول , وقد تحقق ذلك.
إنها مدينة بابل الأثرية, حيث يعود تاريخها لأكثر من أربعة آلاف عام , وقد كانت مهد حضارة تركت أثرها إلى اليوم بهندستها ومجدها وحتى قوانينها, ولا تزال قصصها تحير العقول.
جاء إعلان اليونيسكو الذي ضم مدينة بابل القديمة للائحة التراث العالمي , حيث نشر موقع المنظمة التابعة للأمم المتحدة وصفا للمدينة : تقف شاهدا على إحدى أكثر الإمبراطوريات تأثيرا في العالم القديم , و لا تزال بابل تمثل إبداع الإمبراطورية الكلدانية في ذروتها, وهنا بعض الحقائق حول مدينة بابل القديمة:
ان اسم بابل مشتق من اللغة الأكدية و تعني بوابة الإله ,واتخذت بابل الأثرية عاصمة للإمبراطورية البابلية الحديثة أو الإمبراطورية الكلدانية بين عامي 626 و539 قبل الميلاد.
عرف في البابلية نظام الحكم الملكي الوراثي, لكن الملوك لم يحظوا بالسلطة المطلقة, ورغم ادعاء الملوك أن الآلهة هي التي اختارتهم لحكم البلاد إلا أنهم لم يعكسوا ذلك على سلطاتهم كما فعل الفراعنة.
ومن أبرز حكام بابل كان حمورابي سادس ملوكها وأول ملوك الإمبراطورية البابلية, اشتهر بتوحيده منطقة بلاد الرافدين والمدن القريبة من بلاد الشام حتى سواحل البحر المتوسط , وهو من أوائل من أصدروا القوانين لتنظيم المجتمعات في تاريخ البشرية.
توجد نسخة مصنعة من مسلة حمورابي معروضة في متحف المعهد الشرقي في جامعة شيكاغو , حيث ان شريعة حمورابي أو قوانين حمورابي هي مجموعة قوانين بابلية , مكتوبه باللغة الأكديه , يبلغ عددها 282 مادة قانونية سجلها الملك حمورابي سادس ملوك بابل (حكم من سنة 1792 قبل الميلاد إلى سنة 1750 قبل الميلاد) , على مسلة كبيرة أسطوانية الشكل , من حجر الديورانت الأسود, طولها 225 سم, وقطرها 60 سم. وجدت في مدينة سوسة عاصمة عيلام , أثناء حفريات البعثة التنقيبية الفرنسية (1901-1902). وهي موجودة حاليا في متحف اللوفر الفرنسي.
صنفت قوانين حمورابي إلى اثني عشر قسماً:
القسم الأول : فيه مواد تتعلق بالقضاء والشهود.
القسم الثاني : فيه مواد تتعلق بالسرقة والنهب.
القسم الثالث : فيه مواد تتعلق بشئون الجيش.
القسم الرابع : فيه مواد تتعلق بشئون الحقول والبساتين والبيوت.
القسم الخامس : فيه مواد تتعلق بمخازن البيع بالجملة ودكاكين التجار والرهينة والتعامل مع صغار التجار.
القسم السادس : فيه مواد تتعلق بسقاية الخمر.
القسم السابع : فيه مواد تتعلق بالبيع.
القسم الثامن: فيه مواد تتعلق بشئون العائلة وحقوقها وعائلات أفرادها فيما بينهم.
القسم التاسع: فيه مواد تتعلق بعقوبات التعويض وغرامات نقض الإتفاقيات والعقود والتعهدات.
القسم العاشر: فيه مواد تتعلق بالأسعار وتعيين أجور بناء البيوت والقوارب وأثمانها.
القسم الحادي عشر: فيه مواد تتعلق بأجور الحيوانات والأشخاص.
القسم الثاني عشر: فيه مواد تتعلق بتعيين حدود الرقيق وحقوقهم وواجباتهم.
لقد اقتبست الكثير من التشريعات المدنيه في العالم , ما وجدته في تشريعات حمورابي.
تطل مدينة بابل الأثرية على نهر الفرات في العراق, وتقع على بعد 85 كيلومترا جنوب العاصمة بغداد, ومن أبرز معالم المدينه:
أسد بابل : وهو تمثال على شكل أسد يقف على شخص بشري, طول التمثال يبلغ مترين وهو موضوع على منصة طولها حوالي متر عثر عليه باحثون ألمان في عام 1776, ويقال إن الأسد يرمز لقوة بابل وسيطرتها على الشعوب.
بوابة عشتار : وهي بوابة المدينة الداخلية, زينت بقرميد أزرق زاه وزخرفت برسومات لثيران وتنانين وأسود, سمي تيمنا بالآلهة عشتار, ويقال إن نبوخذ نصر الثاني بناه تعبيرا لحبه لزوجته.
اتخذت بوابة عشتار مدخلا رئيسيا لسور المدينة الداخلي, وإلى شارع الموكب الذي يعد الشارع الرئيس لمدينة بابل والطريق المقدس الذي يربط المدينة ببيت الاحتفالات الدينية في عيد رأس السنة, الذي يحتفل فيه مع بداية الربيع وانطلاق الموسم الزراعي.
وقام علماء آثار ألمان بالكشف عن البوابة في أوائل القرن العشرين, وإعادة بنائه في متحف بيرغامون في برلين.
جدران بابل : احتوت المدينة القديمة على جدار بناه حمورابي أحاط بابل, تلاه نبوخذ نصر الثاني الذي أضاف ثلاث حلقات إضافية بطول 40 مترا.
برج بابل : ذكر في العهد القديم احتواء المدينة على برج بابل, الذي بني اعتقادا بإيصال سكانه إلى الجنة, وأن الرب عندما رأى ذلك دمر البرج وبعثر البشر حول الأرض ليتكلموا بلغات متعددة وينعدم التواصل بينهم.
حدائق بابل المعلقة : وهي مجموعة من المتاهات البرجية التي تحفها الأشجار والأزهار وشلالات المياه, وهي إحدى العجائب السبع للعالم الأثري, لكن وللأسف عثر العلماء على أدلة قليلة على وجودها أصلا .
بوابة عشتار : هي البوابة الثامنة لمدينة بابل الداخلية, والتي بناها نبوخذ نصر عام 575 ق.م. في شمالي المدينة اهداء لعشتار آلهة البابليين. ولقد كشف المنقب الألماني روبرت كولدواي في عام 1899م عن أول معالم هذه المدينة.
عثر ألالمان على بوابة عشتار الأصلية في أيام الدولة العثمانية, ونقلتها إلى ألمانيا ووضعتها في متحف بيرغامون في برلين ولا تزال موجودة في المتحف إلى الوقت الحالي. والبوابة على اسم الهة الزهرة عشتار وهي تعني حسب أساطير بابل انها المتحكمة في أمور البشر لانها عشيقة كبار الآلهة (اونو، انليل، اشور), وقيل أن نبوخذ نصر الثاني بناها حبا لزوجته, والبوابة مكسوة بكاملها بالمرمر الأزرق والرخام الأبيض والقرميد الملون. وكانت مزينة بـ 575 شكلا حيوانيا بارزا منها التنين المعروف بالسيروش والثيران. وعلى جدرانها تماثيل جدارية تمثل الأسد والثور والحيوان الخرافي وهو يمثل رمز الآلهة مردوك.
تعتبر البوابة جزءا من أسوار مدينة بابل واحدة من إحدى عجائب الدنيا السبع في العالم حتى القرن 6 إذ تم استبدالها بمنارة الإسكندرية.
تم بناء استنساخ صغير للبوابة في العراق في عهد حكم الرئيس أحمد حسن البكر وكذلك مبنى مدخل المتحف و لم يكتمل, وقد تعرضت لأضرار كبيرة منذ غزو العراق عام 2003.
كانت بوابة عشتار البوابة الرئيسة إلى شارع الموكب الذي يعد الشارع الرئيس لمدينة بابل والطريق المقدس الذي يربط المدينة ببيت الأحتفالات الدينية المعروف ببيت أكيتو , ومن خلال البوابة يتم العبور إلى قناة ليبيل حيكال عبر جسر خشبي إلى معبد نابو شخاري الواقع إلى الجهة الغربية منها, ويستمر الشارع جنوباً أيضاً بمحاذاة سور الزقورة منعطفاً غرباً حتى يتم الوصول إلى نهر مياه نهر الفرات.
و لقد أطلق البابليون على القسم الشمالي من الشارع الذي يبدأ من بوابة عشتار شمالي المدينة الداخلية ثم يمتد جنوباً متصلاً بالجسر المسمى جسر بور- شابو ومعنى هذا الاسم لن يعبر العدو والقسم الجنوبي من الشارع أطلق عليه اسم عشتار وهي عبارة تعني عشتار حامية جيوشنا.
ويبلغ ارتفاع باب عشتار مع الأبراج خمسين متراً وعرضها ثمانية أمتار والباب محاط بالأبراج الجميلة والعجيبة, وكانت المواكب تدخل من بوابة عشتار إلى المدينة الداخلية, ويعود تاريخ بناء بوابة عشتار إلى حقبة زمنية سابقة لعهد الملك نبوخذ نصر البابلي, لكنه عمرها وزاد في بنيانها بحيث غدت أكثر جمالاً وتميزاً وهو من زينها بالتنين والثيران, وبالطابوق المصقول المطلي, وهو الذي وضع الأبواب بعد أن غطاها بالنحاس وثبت فيها مغاليق ومفاصل من مادة البرونز وهي مازالت موجودة في متحف ألمانيا في برلين.
الخلاصه :
ان أي دولة مهما كبر حجمها ومهما عظمت قوتها , تعجز على الغاء أمة وادي الرافدين التي تمتلك حضارات أصيله , انحدرت من أعماق التأريخ الانساني, ومن المستحيل أن تهتز ثقة أهل العراق ( أبناء وادي الرافدين) بقوة حضاراتهم , وهذا ما تحقق عبر الآف السنوات الماضيه , وعليه فان من البديهي أن ينهض العراق من جديد مرفوع الرأس شامخا, لآنه يمتلك البناء الأساس الذي شيدت فوق جدرانه , انجازات الأجداد وثقافاتهم ومخترعاتهم العلمية والتقنية التي حيرت مؤسسات البحث والدراسة في العصر الحديث, وصارت متاحف التأريخ البشري المنتشرة في العالم المتقدم تتزين بآثار العراق وانجازات العراقيين الأوائل وتتباهى بها .
ومن الحماقة أن تبنى استراتيجيات وترسم خطط الدول والكيانات الخدج (ضمه فوق الخاء وشده فوق الدال) من أجل السيطرة على هذا العراق.