الاميرة جليلة .. حياة قلقة ونهاية مؤلمة

هل كانت نهايتها مفتعلة ؟
كانت علاقة الملكة عالية بشقيقاتها تمتاز بالفضائل ، إذ كانت علاقتها مع شقيقتها الاميرة عابدية تتسم بأقوى رباط الأخوة التي تأصلت بينهن من خلال مشاركتها في تربية (الملك فيصل الثاني) ، حيث كان رباط لا انفصام له , وقد كرست كل وقتها للاهتمام به فكانت تقرأ له الكتب وتطلعه على ما تنشره الصحف والمجلات وتنمي فيه الذوق الرفيع ,

وتقتني كل ما يصدر من الكتب ما تراه مناسباَ له وعندما اشتد المرض على الملكة عالية طلبت رؤيتها قائلة :"انك اختي كثيرة الافضال علي في تربية فيصل وانا اطلب منك ان تبقى دوماً أمه بعد وفاتي كما كنت أمه دوماً ,

وعندما كان الملك فيصل الثاني يدرس في كلية (هارو) في بريطانيا لم تنقطع عن زيارته فكانت بين فترة واخرى تذهب مع والدتها وشقيقتها لرؤيته وكانت تحرص على الملك من اصدقاء السوء كما حصل لوالده الملك غازي على حد قول الملكة , وانتقلت الاميرة عالية الى غرفة مجاورة لغرفته لكي يكون قريباَ منها للعناية بشؤونه الخاصة في القصر وكان يناديها بألقاب تنم عن حبه لها,كما ان الملكة عالية كانت تقوم في بعض الاحيان في اصطحاب شقيقتها معها في سفراتها الخارجية الى مصر ولبنان والقاهرة وفي رحلات الاصطياف الى الاسكندرية ولبنان أما فيما يخص علاقتها بالاميرة جليلة.

فكانت على عهدها الذي تربت مع شقيقاتها الاميرات وشقيقها الامير عبد الاله وهي الاصغر بينهم, وفي عام 1946 تزوجت الاميرة جليلة من ابن خالها الشريف حازم بن سالم بعد ان حصلت الموافقة من قبل عائلتها فقد كان فارق السن كبير بينهما فقد اقام لها شقيقها حفل زفاف كبيرة حضرتها الكثير من السيدات العراقيات والاجنبيات ذات المستوى الرفيع مهنأت بذلك الملكة عالية بزواج شقيقتها وبهذه المناسبة ايضا اقيم لها حفل بهيج اخر في قصر الزهور اقامته الملكة عالية متمنية لها زواجاً سعيداً.
كانت الأميرة جليلة صديقة حميمة لشقيقتها الملكة عالية ومستودع لثقتها حيث كانت تلجا الى الملكة عالية في ما كل تحتاجه في حياتها اليومية وعندما كان الملك فيصل الثاني يدرس في لندن قامت الملكة عالية باصطحاب شقيقتها الأميرة وبقيت معها مدة الى ان اصيبت بألام مما ادئ بها الى مغادرة لندن والعودة إلى ارض الوطن، ومن خلال العلاقة المتماسكة بينها وبين شقيقتها الملكة العالية غدت الأميرة جليلة شديدة التعلق بشقيقتها التي كانت تراها ملاذا امناً لها وفي عام 1947 انتاب الأميرة جليلة بعض الغضب نتيجة اصابتها بمرض خبيث بالرحم ادئ ذالك الى قيام الاطباء باستئصاله منها مما ادى الى منعها من الحمل وسبب لها عقدة نفسية لازمتها يوميا فاصيبت بلوثة عقلية وعدم الاستقرار في تصرفاتها التي تقوم بها بدون شعورها حيث لم تفارقها في زياراتها كافة حتى عندما ذهبت الملكة عالية الى زيارة قبر جدها في المدينة المنورة عام 1950 رافقت الأميرة جليلة شقيقتها في تلك الزيارة التي كانت اخر سفراتها, ويبدو ان حالة الاميرة جليلة اخذة بالتدهور وقد انهت حياتها في عام 1955عندما وجدودها محترقة بمدفأة الحمام وعندما وجدوها تتمشى في الصالة سألها الامير عبد الاله لماذا فعلت هذا بنفسك؟, فكانت اجابتها مبهمة بان احداً ما قال لها ان تحرق نفسها، وعلى اثر هذا الحدث فارقت الاميرة جليلة الحياة بهدوء وامها تنظر اليها بعينين جامدين وشفتها تختلجان ثم سقطة مغمية على صدر ابنتها الميتة ولقد كان لوفاتها اثر كبير بين افراد العائلة المالكة ،وقد اذيع نبأ رحيلها الى جوار ربها ، كما اقيم لها تشيع كبير وكان في مقدمة المشيعين (الملك فيصل الثاني) وشقيقها الامير عبد الالة وبعض الشخصيات التي لها ارتباط بالعائلة المالكة حيث نفل جثمانها الى المقبرة الملكية في الاعظمية.
ان وفاة الأميرة جليلة كان يشوبها بعض الشكوك بأنها من فعل فاعل فلا يوجد مبرر لها ان تقوم بحرق نفسها وهذا ما أشارت اليه الراحلة عندما قالت "بان احداً ما قال لها احرقي نفسك" لاسيما وانها كانت ترتبط مع شقيقتها الملكة عالية برابطة قويه مما قد يدفع الملكه عالية الى ان تستأمنها على وصية ابنها فيصل الثاني مذكرةً ايها بحفظ هذه الأمانة لحين بلوغ فيصل الثاني السن القانوني لكي يطلع عليها بعد تسلمه العرش فقد كانت هذه الوصية تحذر فيها ولدها فيصل الثاني من امور سريه ربما منها الاطماع التي قد يحملها شقيقها عبد الالة للتشبث بالحكم والمماطله في تسليم العرش للملك فيصل الثاني لذالك وعندما علم الوصي بمضمون هذه الوصية والتي اخفتها شقيقته طوال هذة الفترة،الامر الذي جعله يحمل بعض الضغينه ضدها لذلك رأى الناس بان وفاتها كانت بفعل فاعل وحامت الشكوك حول شقيقها الوصي عبد الاله .
عن رسالة : الملكة عالية سيرتها ونشاطها الاجتماعي
قاسم حلو كوثر الغرابي