آلمتني كثيراً , اهكذا يكون وداعي ..!!
أفترشنا سقف السياره , كان مصباحُنا القمر ومياده تلهب مسامعنا و تشدو
"" انا بعشقك "" .
كنا صاحبا جناحين من ذهب , نحلّق في الكون بلا قيود , نستبيح الغيمات ونعتصِرها
نرفرف على صدر القمر ونتفيء بعطارد والمشتري , نرى الشهب والنجمات ونهرب الى الارض بسرعة الإنسكاب ,
كنا نركب لوحاً بدائياً تجرهُ الذئاب في سيبيريا وننغمس في الأمازون , كان رأسي على فخذيها واصابعي تتسلق الجيد والنحر وسفوح الرقبه الجليله , كنا سعيدين والله ...
فجأه يا سيدتي ..
رفضت السماء صحوتها, والمجرات روعتها واكتست بسحابةٍ داكنه وأمطرت مطراً اسود ,
كماني الحزين عزف آخر لحنٍ قبل ان انصرِف , وكنتُ على ثقةٍ ان هذا اللحن ليس بلحنه ولا حتى عزفه المنفرد الرائع .
هذه السيده آلمتني كثيراً ..
كانت تودعني وبيديها سحرٌ لا يبطله الف شيخ وكاهن , كنت اتراجع ولا ارفع عيني عنها , الوداعُ في لغتها فلسفه
اغريقيه , لا اشعر ابداً اني مفارقها إذا هّمت بغفوتها الطفوليه او حتى اذا إنكبّت على موادها وكتاباتها ,علمتني ان الوداع ليس إلا كلاماً وحديثاً جانبي يُلقى على الارصفه تماماً مثل زجاجات الصودا , ولا يمت لأرواحِنا بصله
هكذا عودتني ان اكون متفائلاً .
نفقت روحي ذات ليله , وأوصِدتْ الأبواب في عيني , صدمه وذهول , عينان تقفز من مخدعهما .
لم تقل لي وداعاً حبيبي , ولم تتفوه بــ أحبك يامجنون ..!! ,كانت تلوك الكلمه وتلقيها كمن يقذف العظام للكلاب الضاله ,لم تهبني ورداً ولم تقبلني .
عجباً من وداع الفقراء .
اهكذا يكون وداعي ..!!