كان هذا المخترع يعمل على اختراع جهاز عجيب يمتلك القدرة على الاستماع للنمل مما يساعد العالم على ترجمة ما يقولون، وقد عكف على هذا الاختراع كثيرًا من السنوات حتى يصل في النهاية إلى اختراعه، وبالفعل اتم المخترع بناء جهازه الجديد أخيرًا وظل يتأمل ويتخيل كيف سيكون حديث الناس وكيف ستطبق شهرته الآفاق وسيوضع بين مصاف كبار العلماء وتفوق شهرته الجميع.
أخذ المخترع جهازه وبدأ يضعه في بيت النمل الموجود في المعمل لديه وبدأ يستمع إلى ما يتحدثون به ويعمل على ترجمته حيث كان الجهاز يلتقط أصواتهم في شكل ذبذبة ثم يعمل هو على ترجمتها.
سمع العالم ذبذبة جهازه مما يدل على التقاط حديث النمل وكم كان سعيدًا وجاء ميعاد ترجمة تلك الذبذبات وكانت كالآتي ( يجب أن تقوموا بوضع الطعام في الغرفة السفلية )، ازداد فرح العالم بما انجز وبدأ يعيد الاستماع لحديث النمل فسمعهم يقولون ( يا لهذا الرجل الغبي كيف يعكف في معمله على هذا الاختراع لساعات وسنوات ويترك زوجته هكذا حتى أنها تخونه فهى كل يوم مع رجل )، جن جنون العالم لما سمع فانطلق يتسلق درج منزله متوجهًا إلى زوجته حاملًا سلاحه الناري وعندما وجدها امام التلفاز لم يمهلها ولم يرى الذعر في عينيها وإنما اتهما بالخيانة وأطلق عليها عدة اعيرة نارية من سلاحه وعاد مرة أخرى إلى معلمه.
اعاد الاستماع إلى جهازه فسمع ما اصابه بالذهول حيث سمع النمل يقول ( أيها الغبي هل قتلت زوجتك إذًا ستلقي الشرطة القبض عليك الآن ونرتاح منك ولن يستمع لنا أحد آخر ولك منا تلك المفاجأة يا صاح فإن زوجتك لم تخنك وإنما كنا نريد أن نرتاح منها فهى كثيرة الضوضاء مما يزعجنا ).
ظل العالم يصرخ وبدأ في قتل النمل دعسًا بحذائه وهو في حالة من الهيستريا، إلى أن وصلت الشرطة بعد الابلاغ عن الاستماع إلى أصوات أعيرة نارية وألقت الشرطة القبض على العالم الذي ظل يهزي، لقد خدعني النمل، مما أثار دهشة الضابط أي نمل يا رجل، إنه النمل الذي تراه في معملي فقد اخبرني أن زوجتي تخونني، فاقر الضابط بجنونه وأمر بالقبض عليه وتكبيله وهو يصرخ واستمع لذبذبات جهازه لآخر مرة وكانت تلك المرة هى ضحكات النمل على هذا المخبول.