سَلُوا وَجْدًا بِخَفَّاقِي تَنَامَى
أَيَبْقَى الدَّهْرَ يَسْقِينِي الْحِمَامَا؟
وَيَرْمِينِي? فَيُرْدِيَنِي قَتِيلاً
وَمِنْهُ الطَّرْفُ لَمْ يَرْمِ السِّهَامَا
عَلاَمَ يُذِيبُنِي شَوْقًا وَيُدْمِي
حَنِينًا قَلْبِيَ الْمُضْنَى? عَلامَا؟
فَدَمْعُ الشَّوْقِ يُغْرِقُنِي؟ وَنَوْحِي
يَفُوقُ مِنَ الْجَوَى نَوْحَ الأَيَامَى
مَزَجْتُ مَعَ الأَسَى عَبَرَاتِ جَفْنِي
وَصُغْتُ الشَّوْقَ شِعْرًا وَالْهُيَامَا
وَلَكِنَّ القَوَافِي أَتْعَبَتْنِي
وَلَمْ أَبْلُغْ بِوَصْفِكُمُ الْمَرَامَا
أُنَاجِي البَدْرَ فِي ظُلَمِ اللَّيَالِي
وَآهَاتِي تَزِيدُ بِيَ الضِّرَامَا
فَبَعْدَ فِرَاقِهِمْ لَمْ تَغْفُ عَيْنِي
فَهَلْ صَارَ الكَرَى عِنْدِي حَرَامَا؟!
أَحِبَّتَنَا: بَعَثْتُ لَكُمْ سَلاَمِي
فَرُدُّوا - يَا أَحِبَّتَنَا - السَّلاَمَا
وَحَمَّلْتُ الصَّبَا شَوْقًا وَحُبًّا
لَكُمْ مِنْ مُدْنَفٍ هَجَرَ الْمَنَامَا
تَسِحُّ دِمَاءُ مُقْلتِهِ غِيَاثًا
لَعَلَّ جُفُونَهُ صَارَتْ غَمَامَا!
فَأَنْتُمْ - رَغْمَ بُعْدِ الدَّارِ عَنْهُ -
تَظَلُّونَ الأَحِبَّةَ وَالكِرَامَا
يُصَلِّي إِنْ رَأَى مِنْكُمُ خَيَالاً
وَكَمْ لِلَّهِ يَوْمَ الوَصْلِ صَامَا!
صِلُونِي - سَادَتِي - لاَ تَهْجُرُونِي
فَوَجْدِي كَادَ يُصْلِينِي الغَرَامَا
عَلَى أَعْتَابِكُمْ أُمْضِي حَيَاتِي
وَإِنْ شِئْتُمْ قُعُودًا أَوْ قِيَامَا
إِذَا مَا اللَّيْلُ غَشَّانِي تَرَوْا لِي
عَلَى أَطْلاَلِكُمْ قَلْبًا تَرَامَى
أَلِفْتُ السُّهْدَ وَالأَسْقَامَ حَتَّى
غَدَا عَيْشِي عَذَابًا أَوْ سَقَامَا
أَتَانِي طَيْفُكُمْ? فَأَنَارَ لَيْلِي
وَرُوحِي بَعْدَ أَنْ كَانَتْ ظَلاَمَا
وَفَاحَتْ مِنْكُمُ البَيْدَاءُ مِسْكًا
وَأَزْهَرَتِ الأَقَاحِي وَالْخُزَامَى
وَكَمْ عَجَزَ البَيَانُ عَنِ الْمَعَانِي
وَثَغْرِي وَاجِمٌ... نَسِيَ الكَلاَمَا؟!
طَلَبْتُمْ أَنْ أُكََتِّمَ فِي ضَمِيرِي
هَوَاكُمْ? إِنَّنِي أَرْعَى الذِّمَامَا
فَمِنْ زَمَنِ الصِّبَا أُخْفِي هَوَاكُمْ
وَشَبَّ بِخَافِقِي عَامًا فَعَامَا
وَلَكِنْ فَاضَ بِالأَحْزَانِ قَلْبِي
فَسَالَ الدَّمْعُ مِنْ عَيْنِي سِجَامَا
فَضَحْتُ السِّرَّ حِينَ هَمَتْ دُمُوعِي
فَرِقُّوا? وَاغْفِرُوا ذَاكَ الأَثَامَا
مَطَايَا الشَّوْقِ: لُطْفًا أَسْعِفِينِي
إِلاَمَ الْحُبُّ يُضْنِينِي? إِلاَمَا؟!
وَقَلْبِي لَمْ يُطِقْ حَمْلَ الْمَآسِي
فَكَيْفَ سَيَحْمِلُ اليَوْمَ الغَرَامَا؟!
وَيَا أَحْبَابَنَا: فِيمَ التَّجَافِي؟
فَنَحْنُ بِدُونِكُمْ نَحْيَا يَتَامَى
إِذَا مَا بَدْرُكُمْ عَنِّي تَوَارَى
مَضَى عُمْرِي سَرَابًا أَوْ ظَلاَمَا
..................
مصطفى قاسم عباس