بسم الله الرحمن الرحيم وصلى الله وسلم وبارك على حبيبنا وعظيمنا ومولانا محمد أشرف الأنبياء والمرسلين وإمام المتقين وخير الخلق
أجمعين وعلى أله الطاهرين وعلى زوجاته أمهات المومنين وعلى صحابته الغر الميامين وعلى التابعين ومن تبعهم بإحسان إلى يوم
الدين...أما بعد...
أيها الأحباب الكرام..أحييكم بتحية الإسلام،وتحية الإسلام السلام..السلام عليكم ورحمة الله وبركاته..
والله إني أحبكم في الله..أسأله جل وعلا أن يجمعنا بكم في ظله يوم يقول"أين المتحابون بجلالي؟اليوم أظلهم في ظلي يوم لا ظل إلا ظلي"..
أحبتي في الله..
اعلموا أنه لا يجر العبد إلى المعاصي الكبار إلا تساهلُه بالصغار ..
فالله تعالى فعل بآدم ما فعل به بسبب اكلة أكلها..فقط تفاحة أكلها فكانت سبب في نزوله من الجنة .. فقال عنه : [ وعصى آدم ربه فغوى ] ..
وإنما لعن إبليس وجعله شيطاناً رجيماً .. من أجل سجدة أبى أن يسجدها ..
ولعن اليهود .. وجعل منهم قردة وخنازير من أجل حيتان أصابوها يوم السبت وقد نهوا أن يصيدوا فيه ..
فتفكر في نعيم الجنة .. وملكها .. وكرامتها ..
فإذا فكرت في هذا كله عرفت نفسك ..
وعلمت أن عملك لن يغني عنك شيئاً .. إلا أن يتغمدك الله برحمته وبعفوه ..
وكم من الناس – أيها الأخوة - يتساهل بالمحرمات فإذا نُصح قال :
أنا ما فعلت إلا شيئاً يسيراً .. والناس يفعلون أكبر مما أفعل .. لا حول ولا قوة إلا بالله..
والله تعالى يقول : [ وتحسبونه هيناً وهو عند الله عظيم ] ..
ومن هانت عظمة ربه في نفسه .. فتساهل بالمعاصي والمخالفات .. فليعلم أنه ما ضرّ إلا نفسه ..
لا نتظر أبدااا إلى قدر المعصية لكن أنظر إلى عظمة من عصيت..
فربما بمعصية لم تلق لها بالا كانت في دخولكالنار والعياذ بالله..
تأمل في هذا المشهد وأعتبر قبل أن تلقى المصير نفسه..
كان لسفيان الثوري صديقا عزيزا عنده ولما مات وقد كان تاجرا ،
رءاه سفيان في المنام فقال له: يا فلان ماذا صنع الله بك؟؟
فقال له التاجر الميت: لقد لقيت الله وهو علي غضبان..._اللــــــــــــه___
فقال له سفيان: كيف وأنت الذي صليت وزكيت وصمت وفعلت من الخيرات ما فعلت!!! كيف يغضب الله عليك؟؟؟!!!
فقال له التاجر: لقد لقيت الله وقد غضب علي في مسألة كنت أحتقرها .
.فقد قال لي: لمَ لمْ تكن تمسح كفة الميزان قبل أن تزن؟؟؟؟؟
اللــــــــــه!!!!!! اللــــــه!!!!! يا اللـــــــــــــه!!!!!! سبحانك ربنا ما أعدلك!!!!!!!
سبحان من لا يغفل ولا ينام!!!!!!
سبحان من كل شيء عنده بمقدار!!!!!!
"وتحسبونه هينا وهو عند الله عظيم""""
الله يا عباد الله,,هذه كفة الميزان فكيف بنحن ..ذنوبنا عكرت صفو السماء و نحسب أننا أدينا حق الله,,,يا الله,,,يا الله,,,
نقول ونفعل أشياء تغضب الرحمان ونحسبوها هينة حقيرة,,
يا مَنْ تركْتَ الصلاة فما أقمْتَها، ومنعتَ الزكاةَ فما فعلتَها، وأفطرتَ في رمضان فَمَا صُمتَه، وما أتممتَ العمرة والحجَّ، وأَمَرْتَ
بالمنكر، ونَهيتَ عن المعروف، وجعلت من نفسك ألعوبةً بيد الظالمين، وأداةً للمستكبرين،
وحَسِبْتَ ذلك هيناً وهو عند الله عظيم.
يا مَنْ صليتَ صلاةً بلا مَعنى، وأديتَ عباداتٍ بلا مدلولٍ، فما صدَقَ لك لسانٌ، ولا لانَ لك قلبٌ، ولا نَبض فيك عِرق، ولا تحرَّكتْ لك
في الخيرِ يدٌ، ولا سَعَتْ لك في المَعالي قَدَم، وتحسبُ ذلك هيناً وهو عند الله عظيم.
يا من سَخِرْتَ من المؤمِنِين،وأبغضتَهم افتراءً، وكان ينبغي لك أن
تحبهم فريضةً، وحسبت ذلك هيناً وهو عند الله عظيم.
يا من تقرؤون وتحفظون، وقَدْرَ عُلمائكم تَنقصون، ونَسِيتم أنَّ العِلم من غير عملٍ هباء، وأنَّ العِلم والعمل من غير أدبٍ هراء،
والأدبُ حِليةٌ يتجمَّل بها المرء، وربما أغنتْ عن كثير من العلمِ والعمل، ولا يظهر أدبُك إلا بِحُبِّك الصالحينَ أيَّاً كانوا، وحيثما وُجِدوا،
ومن الأدب أنْ تُحسن الظنَّ بهم، وأنْ تذكر محاسنهم، وأن تكفّ عن مساوئهم..
يا من تملكون مالاً، وقد أغناكم اللهُ من فضله، وأصبحتم كباراً مسئولين، يقصدكم الناس لحاجاتهم، وتبخلون وأنتم تملكون،
وتُمسكون وأنتم تَقدرون، وتحسبون ذلك هيناً وهو عند الله عظيم..
الله....الله...الله...يا عباد الله كيف سيكون مصيرنا؟؟
"فريق في الجنة وفريق في السعير"" هل تساءلنا يوما إلى أي فريق ننتمي؟؟؟
,فوالله لن ندخل الجنة بأعمالنا _لا والله لا_ لن ندخل الجنة إلا برحمة من الرحمان الرحيم.
يااااااارب إجعلنا ممن تغمدتهم برحمتك وأدخلتهم جنتك ياااااااااااارب العالمين...