مرحبا
نظير عبود فزع:
وانا اقرأ مقالة تتحدث عن نصب الحرية في بغداد ادهشتني التفاصيل الجميلة والمعاني التي تؤكد ان الحضارات يجب ان تتوارث وان على الاجيال المتتابعة الحفاظ عليها. اول جملة شدتني الى الموضوع هي " وجد النصب ليقرأ قراءات مختلفة كلما مر على العراق زمن ما من التقدم او التخلف" قادتني هذه الجملة المميزة الى السؤال يا ترى هل تم قراءة هذه اللوحة قراءة جديدة اعتمادا على الوضع الحالي للعراق و لاسيما بغداد؟؟
اغمض عينه جواد سليم قبل ان يرى هذا النصب يعلو سماء بغداد برسالة تقول ان هذا النصب هو ليس لجواد سليم انه للشعب العراقي وللاجيال القادمة، ومرة اخرى اقول ياترى هل تمت قراءة هذه اللوحة اعتمادا على الوضع الحالي للعراق سيما بغداد؟؟
ان النصب عايش بغداد بامطارها وعواصفها الترابية تارة واخرى بنسيمها العليل ودفئها وليلها الصافي، ومرت عليه وجوه الاباء والامهات والاجداد ورَنتْ اليه عيون الابناء. كاتب المقال يذكر بان النصب ممكن ان يقرا من خلال ثلاث طرائق وهي اما ان تدرس محتوياته التكوينية كلها اي يفهم معنى الاربع عشرة قطعة المكونه للنصب فهما جدليا خاص لكل مفردة اولا ثم لموقعها ضمن التكوين الكلي للنصب او دراسة ما تحتويه كل مفردة من المفردات لوحدها من اجل استيضاح خصائصها ثم دراسة العلاقة بينها وبين ما يسبقها وما يلحقها من مفردات اما الطريقة الثالثة فهي دراسة علاقة النصب بالمكان الذي اقيم فيه وبالفضاء الذي يحيطه. وانا في هذا المقال لا اريد ان أخوض فيما كتب الباحث وانما اريد ان اسلط الضوء على المعنى الكلي وبعض المفردات واريد ان اوجه الانظار الى رسالة جواد سليم والمتضمنة الحرية والسلام وانا ارى ان بغداد هي الحرية والسلام.
اشار الباحث الى معنى الاربع عشرة قطعة المكونة للنصب اذ بدأ بوصف الحصان الجامح الواقع باقصى جهة اليمين من النصب والتي تبدأ فيه حركية النصب من خلال عنق الحصان وعيونه المتوجه صوب مركز النصب وعلى الرغم من ان هذا الرمز يرسخ الاصالة والقوة الا انه من غير فارس فقد اوقعت الجماهير الفارس على حد وصف الباحث من خلال رمز الرجال الثلاثة الممسكين بالحصان والشخص الرابع الذي يعلن بدأ الثورة.
القطعة الثانية اشارت الى رواد الثوراث او الثوار وهم يرفعون اللافتات عاليا ويشير الباحث الى ان الفنان يرمز هنا الى تمرد الشعب على الطغيان في العصور السالفة وكذلك في ثورات وانتفاضات العراق في تاريخه الحديث والتي اشترك فيها الرجال والنساء وان الحركة لازالت مستمرة في هذا الجزء باتجاه مركز النصب.
في القطعة الثالثة جسم الفنان صورة الطفل اذ راى بالطفل الامل والمستقبل ومثله بميلاد السيد المسيح مشيرا الى ميلاد الحياة الجديدة بما فيها من براءة وحب وتضحية، وهذا الميلاد لا يتم الا في خضم العنف والالم على حد قول الباحث.
القطعة الرابعة اشارت الى المرأة الباكية اذا اراد الفنان ان يؤكد على دور المراة العراقية في كل تمرد وانتفاضة ووصف هنا الفنان المرأة وهي تلف عباءتها على جسمها وهي في موقع الرثاء والصياح اشارة الى الغضب والفجيعه. وتؤلف القطع الاربع معا مجموعه مترابطة ترابطا عضويا.
اشارت القطعة الخامسة الى الشهيد اذ ان الفنان يرى بان لا صراع بدون شهيد وهو رمز الصراع والموت العنيف من اجل معنى الحرية ، وبنفس القطعة اشار الفنان الى الأم الثكلى التي تبكي ابنها المقتول ومن حولها النساء باسلوبه الهلالي الشديد الوضوح ومحاكيا لاسلوب انجيلو لكونه اتخذ فلورنسا مدينة انجلو مكانا لنحت هذه التماثيل.
وفي القطعة السادسة يعبر الفنان عن اسمى العلاقات الانسانية في الحياة وهي علاقة الام بطفلها اذ وصف الفنان هذه العلاقة بحركة دائرية تحيط الام فيها بالحياة الجديدة احاطة السور المنيع ، وتجسد هذه القطعة مع التي قبلها معنى الموت والميلاد او الموت من اجل الحياة اذ ان مأساة الشهيد هي الطريق الى فرح الحياة الجديدة.
وتمثل القطعة السابعة حسب وصف الباحث المفكر السجين او السجين السياسي اذ اشارت الى شيئين متداخلين الاول يشير الى المفكر المقيد وراء قضبان السجن وقد انطلقت يمناه فوق القضبان، اذ ان الفكر مهما تقيد لابد ان تنبثق عنه المثل العليا التي تحرك الضمير وتسمو بالارادة وتنتهي بالثورة على الظلم، اما الثاني فهو الشعب وهو يساند المفكروبمساعدة الجندي الذي نبت قدمه من كيان الشعب يحطم بالثورة القضبان المحيطة بالمفكر ويحقق الحرية له وللشعب على حد سواء.
في القطعة الثامنة يشير الفنان الى الجندي ويظهره بقفزة جبارة حطمت قضبان السجن من كل صوب اذ ان جسمه منبثق عن كيان الشعب ويده حاملة الغدارة يشد فيها ازره ليقول من هنا طلعت شمس الحضارة. ان هذا الرمز يشير الى يوم الثورة التي يرى فيها الفنان انها انهت سجل الماسي وحولت الشعب نحو الانطلاق والبناء. ويمثل القرص فوق الجندي الى الشمس وهي تمثل رمز النهار الوضاح بعد الظلام وهو من اقدم رموز العراق اذ توجد في الكثير من منحوتات وادي الرافدين القديمه وبوجه خاص الشمس التي في اعلى مسلة شرائع حمورابي. ويؤكد الفنان بانه هنا طلعت شمس الثورة بقيادة جنديها الشجاع.
القطعة التاسعة تمثل الجزء الثالث من ذروة الصراع التي تمثلها المجموعة الوسطى من النصب وهذه القطعة تشير الى الحرية متمثله بامراة تحمل مشعلا محاكيا النمط الاغريقي، شحن الفنان في هذه المراة شعور الفرحة العنيفة ولم يرغب ان يلصقها في الارض لذا لم يجعل لها قدمين و اراد لها ان تحلق عاليا.
القطعة العاشرة اشارت الى السلام اذ تحولت القضبان الى اغصان شجر والوجوه المشدودة الما تحولت الى وجه وديع صبوح تدلت حوله الضفائر في هلالين واشار الفنان الى الحمامات التي تشتهر بها مساجد بغداد اذ يرمز هنا الى بغداد نفسها. وتعد هذه القطعة حسب وصف الباحث اروع ما في النصب كله اذ جسد فيها الفنان حبه لبغداد وللحرية والمراة.
مثلت القطعة الحادية عشر الرافدين العظيمين من خلال امراتين عراقتين احداهن فارعه كالنخيل وهي تمثل دجلة والاخرى تمثل الفرات. ومثل الفنان روافد النهرين بصبية تحمل على رأسها خيرات الارض.
القطعة الثاني عشر اشارت الى الزراعة من خلال الفلاحين المستندين الى المسحاة وهما يقفان متماسكين اشارة الى العرب والاكراد.
القطعة الثالثة عشر اشارت الى الثور وهو من اقدم رموز العراق ومن اهمها في اساطيره وتطوره الفكري ويرمز الى الثروة الحيوانية التي يتميز بها العراق. واراد الفنان هنا ان يوجد صله رمزية بين الحصان في اقصى اليمين والثور في اقصى يسار النصب.
واخيرا اشارت القطعة الرابعة عشر الى الصناعة من خلال منحوتة العامل المنتج اشارة الى المستقبل المؤمن وخاتمه الى ملحمة الحرية الرائعة للفنان جواد سليم.
ما سبق كان مختصرا مكثفا لما كتب الباحث. وعلى كل حال وجدت المتعه الكبيرة عند قراءة هذا المقال مما دفع بي لان اكتب وجهة نظر متواضعة حول الموضوع واسمح لنفسي ان ادخل معترك جواد سليم لأقرأ هذا النصب قراءة متواضعة قد تعكس افكاري بشكل خاص وليس من الضروري ان تكون كلها صحيحة فهناك دائما الرأي والرأي الاخر.
من خلال تمعني بتفاصيل هذا النصب الرائع ارى انه يحمل بعدا فنينا وسياسيا وعلميا وفيه درس كبير يجب ان نعتبر منه كما لا يخلو هذا النصب من افكار يجب ان نتعض منها وان نلزم انفسنا بان لانعود لها من جديد.واتفق تماما مع ما اشار اليه الباحث بان النصب ممكن ان يقرأ بثلاث طرائق وانا ارى ان جميعها تتفق مع الوضع الحالي الادبي والسياسي والعلمي في العراق.
من خلال التعليق على القطع المكونة للنصب فانا ارى ان الحصان الجامح من اجمل الصور المعبرة في هذا النصب واتفق مع الباحث الذي اشار الى ان الجماهير قد اوقعت الفارس نعم يجب ان يرمز الحصان الى الشعب العراقي ويجب ان يكون بدون فارس خالد اشارة الى عدم عودة الدكتاتورية من جديد ووداعا من غير رجعة الى القائد الاوحد.
ولكن اختلف مع التفسير الذي يشير الى الشخص الرابع الذي سما ليرفع لافته تعلن بدء الثورة ، فتعسا للثورات التي لم نجني منها نفعا ولم نبني بها بلدا او حضارة فما فائدة الثورات التي جعلت كل من كان صغير بجوار العراق يكون سيدا اليوم عليه، لذا يجب ان يشير الشخص الرابع في هذه القطعة الى انتصار الشعب على الدكتاتورية ويجب ان تشير اللافتة الى بدأ الحرية وان تشير اليد الممدودة من القطعة الثانية الى التواصل ونقل الحرية بين الاجيال ويجب ان يستمر الحصان الجامح في حركته نحو المركز ليذكر العراقيين دائما عن مكان انطلاق حرية الشعب فيجب ان تكون بغداد المكان الامثل لتوحد العراقيين وحريتهم ويجب ان لايفهم هنا بان المركز وهنا بغداد قد تشير الى المركزية السياسية اذ على العكس من ذلك فانا مؤمن بان الحرية لجميع الشعب العراقي يجب ان تبدأ من بغداد لما تمثله من تاريخ ولما تحمله من وقع كبير في نفوس العراقيين ومنها تشع نور الحرية لبقية محافظات العراق.
اما في القطعة الثانية والتي تشير الى رواد الثورات فارى ان تعبر هذه القطعة الان عن الجماهير التي استلهمت قوتها من القطعة الاولى فيجب ان يشترك الرجال والنساء على حد سواء في اعلان الانتصار ويجب ان تشير اللافتات التي يرفعونها الى صناديق الاقتراع والتي تمثل الحل الناجع واداة التغيير فيجب ان يدرك العراقي وهو ابن مهد الحضارة واساس تشريع القوانين بان لارجعة للثورات والاغتيالات والاسقاطات فليدرك العراقي بانه هو الحل وهو اداة التغيير ويجب ان تكون يده مرفوعة دائما باتجاه صناديق الاقتراع كما هو موجود في القطعه الثانية. واويد من جهة اخرى حركية القطعة باتجاه مركز النصب.
وفي القطعة الثالثة والتي اشار فيها الفنان الى الطفل وبشكل مجسم وهي القطعة الوحيدة التي جعلها الفنان مجسمة اشارة الى اهمية الطفل وتواصل الحياة عبر الاجيال فعلى الساسة اليوم ان ان يعطو جوابا شافيا للطفل ويجب ان تتضمن البرامج السياسية خطط لدعم الطفولة في العراق وهي طفولة قاسية ملأها الخوف والترقب وقد يشير الطفل اليوم في هذا النصب الى اليتيم فهو مجسما من غير قدمين اوكفين وهذه اشارة واضحة الى فقد الطفل لابويه في ظل الظلم الكبير والقسوة التي مرة بها البلد، لذا يرفع الطفل راسه وهو يرنو الى المستقبل الذي تتساوى فية الحقوق والواجبات وينتظر جوابا ناجعا يطمنه ويزرع فيه الامل وينتشله من الواقع المرير.
القطعة الرابعة اشارت حسب وصف الباحث الى المرأه الباكية التي تجعل معنى الثورة متواصلا و اجد هنا نفسي اختلف اختلافا كليا على هذا التعريف للمرأة العراقية فعلا الرغم من المراة العراقية لازالت تبكي ولكن يجب ان يبتعد الوصف بانها ملهمة الثورات والانقلابات فيجب ان تكون هي النصف المثمر والقوة الخفية العظيمة المحركة للرجال والابناء والكاتمة على دموعها من اجل بناء العراق فكفانا وصفا للنساء العراقيات على انهن النصف الضعيف الباكي باستمرار فالمراة العراقية هي من اقوى النساء فلا توجد مثلها انسانه فقدت الاب والاخ والزوج والابن وصبرت وتقدمت ودفعت عجلة التقدم وناضلت من اجل استمرار الحياة. فمتى تنصف المراة العراقية؟ ومتى ينظر لها بانها الجبل العملاق الذي صد كل الرياح العاتية المدمرة للعراق؟.
القطعة الخامسة اشارت الى الشهيد ومن حوله الام التي تبكي ابنها المقتول وكأن سليم يقرأ واقع العراق ويرى انه بكل الازمان سيكون هناك معنى لهذا الجزء من النصب فالمواطن العراقي اليوم هو الشهيد سواء كان فوق الارض ام تحتها والام التي تبكي ابنها المقتول لازالت تذرف الدموع لفراقه فيا ترى متى نقول لسليم بان رمز الشهيد في نصبك اصبح مجرد رمزا ومنحوتة على الجدار؟
ومتى تقف الام امام نصب الحرية وتقول وداعا للدموع في قطعتك الخامسة ياسليم واهلا بالوليد رمز الحياة في القطعة السادسة، وهنا يجب ان تستمر حركية النصب لتغادر مأساة القطعة الخامسة باتجاه الامل والحياة في القطعة السادسة وهذا لايمكن ان يتم الا بجهود وتكاتف العراقيين وعلى رأسهم السياسيين الذيين يجب ان يتذكروا بان من اوصلهم الى مراكزهم الحالية هم الشهداء واقصد هنا العراقيين ممن كانو تحت الارض او فوقها.
القطعة السابعة اشارت الى المفكر السجين وراء القضبان والشعب الذي يساند المفكر من اجل ان يثور على الظلم، و ارى اليوم ان المفكر انتقل من سجن القضبان الى سجن اعم واشمل منها، فالمفكر اليوم في حيرة من امره نتيجة التجاذبات السياسية والتعددات الفكرية ونتيجة تكمييم الافواه فالمفكر مستهدف ومظلوم اليوم اكثر من ظلم القضبان رغم كل معاني الحرية والدميقراطية وهو لا زال يبحث عن مساندة الشعب ليصل به الى بر الامان. لا يوجد ضير في تعدد الافكار والاتجاهات فهي مصدر من مصادر القوة ولكن الخوف من الاقصاء وعدم احترام الراي الاخر، وانا ارى ان على جميع الجهات السياسية العاملة في العراق ان تنظر بعين الخبرة والدقة لتختار مرشحيها لقيادة العراق وعلى الشعب اليوم ان يساند المفكر وان يخرجه من هذا السجن الكبير ويدخله في الساحة السياسية و اماكن صنع القرار من خلال اختيار الكفوئيين من كل الجهات السياسية المشاركة لكي يثبت الشعب مرة اخرى بانه هو والمفكر حالة واحدة من اجل بناء الوطن.
جهة اليسار من النصب اشار فيها سليم الى الثوابت العراقية الاقتصادية والعلمية واصر هنا ان يذّكر العراقيين دائما بهذه الثوابت ويحثهم من اجل الدفاع عنها. ولكن لينظر السياسيين الى النصب بعين ملئها الصراحة و ليقيموا وضع الصناعة التي لاوجود لذكرها اليوم والى الزراعة التي ضاعت في ظل الصراعات والى الاراضي التي اصبحت صحراء بعد ما كانت معطاء لالاف السنيين، ولينظروا الى الثروة الحيوانية التي اهملت والى التنوع الاحيائي الذي عانى معاناة العراقيين وكأن النبات والحيوان والانسان على حد سواء مكتوب علية الصبر والمعاناة على هذه الارض.
وليمعن السياسيين النظر في القطعة الحادية عشر وليتذكروا دجلة والفرات وليعرفوا بأن كلمة الفرات تعني الخصوبة المستقاة من خصوبة ارض الرافدين فاين هو الفرات؟ الذي اشار اليه سليم بالمرأة الحبلى وهي اليوم على وشك الاجهاض واين هي دجلة؟ التي اشار اليها بالمراة التي ينتشر السعف على اطرافها اشارة الى النخيل ، واين هو النخيل؟ الذي صمد صمود دجلة والفرات وعانى معاناة العراقيين واين هم الساسة اليوم من دجلة والفرات؟
يصر سليم على ان يجعل حركية الجانب الايسر من النصب متجة نحو المركز مثلما كانت حركية الجزء الايمن لتذكر العراقيين والسياسيين بان طريق النجاح يمر بالصناعة والزراعة والالفة بين مكونات الشعب والاهتمام العلمي بدجلة والفرات والحرص على خيرات العراق وصولا الى القطعة العاشرة التي ترمز الى السلام وثم الى القطعة التاسعة التي ترمز الى الحرية المتمثلة بالمراة التي تحمل شعلة الاحرار اشارة الى ان دور المراة هو نقطة الحسم وهو مفتاح التعانق مع الابن والاب والزوج والجندي الشجاع في القطعة الثامنة من اجل ان يؤدي هذا العناق والتلاحم الى كسر الجدران الكونكريتية المقيدة للعراقيين ونبذ شبح الطائفية لتشرق شمس الحرية والسلام من جديد. وان هذا العناق يجب ان يكون في بغداد فهي مصدر الالهام ودار السلام ومركز اشعاع الخير والعطاء لكل العراق. بغداد منها ينطلق التصالح ومنها تشع نور الحرية على العراق ومنها تبدد السيطرة المركزية ومنها يتم التفاهم وفيها يكون الوئام وفيها تذوب المذاهب والاعراق، يا طلاب السياسة ويا ساسة العراقيين انتبهو لبغداد فانها اليوم من غير اب فكل يبكي على ليلاه وما من احد يبكي على بغداد ،انها كانت قبلة العراقيين ومركز ثقافتهم وانطلاقهم نحو العالم اما اليوم فهي مركز للصراعات والاحتقانات الطائفية وملاذ لتصفية الحسابات لاصحاب الوجوه الكالحة. فتعسا للسياسة التي تفرق بين العراقيين وتعسا لكل من يتجاهل معنى واحد في كل قطعة من نصب الحرية.
سيبقى نصب الحرية يذكر كل الاجيال بالثوابت العراقية وسيكون كابوسا لكل من يحاول ان يهدم هذه القطع المترابطة التي كل ما مر عليها الزمن أزدادت جمالا وتلاحما ووئاما على ذلك الجدار الكونكريتي في مركز بغداد الباب الشرقي. وسبيقى هذا النصب يشير الى ان الحل الناجع للعراق هو الوسط السياسي والوسط المكاني.
والسؤال الاخيرهو متى ينتقل هذا الوئام والتلاحم والتناغم بين مكونات سليم الى ارض الواقع ومتى تاخذ كل قطعة حقها من اهتمام السياسيين؟
ادعو كل من يمر على الباب الشرقي في بغداد ان يرفع عينه وينظر الى هذا النصب وان يعاهد سليم على ان يحافظ على هذه الثوابت التي اشار اليها وان يتمنى للعراقيين الالفة والمحبة والانسجام من اجل بناء هذا البلد العظيم ودفع عجلة التقدم فية الى الامام.