وددّت لو
اجمع أسفار خروجي
بسفرٍ واحد
واتنفّس الهواء بعطر أمّي
يقودني الغيم إليها
فأقفُ على حياد الماء
إذا ما السماء بَرَكَتْ
وابعثر أوراق الليل
لاعقاً طعم تلك الأيام الهنيئة
جالساً بجوار أمّي
وأخي الكبير يداعبني
هذا الحنين يؤجّج ذكرياتي
أبي المنتصبٌ بيننا
كعلامة تعجّبٍ
يحتسي من كأسهِ ماء الاسود
ويلفُّ بأوراق الشغف سيكاره
يتجاذبنا الليل باحداثه
والمذياع يصدح بأم كلثوم
كنتُ حينها اغرق في بحر من خيال
وكان عالمنا مزيجاً من نذور وبخور
للريح التي تئنُّ
في قلب بيتنا المنخور
الآيل للسقوط
ويبقى وجه أمي باسماً
دائم الحضور
ركضنا خلف ظلالنا
وسبقنا الريح
بعثرتنا الحياة بمخالبها
كلٌّ تاهَ في صقعِ
آه يا أمّي
المسافات اليباب تلوكني
والقصائد الملقاة على الارصفة
تزجرني
بُتُّ أشربُ ماءً غير مُقفّى
كأنّي احبس دمعي
بأحداق الغيوم
جراحاتي بات يعلوها الصدأ
قرفصت نفسي
داخل أحلامي اليتيمة
وتدثّرت بعباءة الأمل
ربّما اجمع اسفار خروجي
بسفرٍ واحد
لتسمعني أمّي