بسم الله الرحمن الرحيم
اللهم صل على محمد وآل محمد
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
تاكسي الانتظار
التقطت كل همومها وحقائبها لتخرج من بيت زوجها ،ولترمي وراءها كل هموم الماضي التعيس ولتتحمل اعباء الحاضر والمستقبل الغامض المجهول.. كانت تواسي نفسها بان ما لديها هو طفلا واحدا لا اكثر ، ثمرة هذه التجربة المريرة .
في الشارع نادت بصوت حاد _ تاكسي ..تاكسي اووووه تاكسييييييييي) فجاة توقف لها تاكسي وفتح لها السائق بوابة التاكسي فالقت حقائبها بانفعال فتناثرت اغراضها داخل السيارة وخارجها بسب انشغال ذهنها ويديها بطفلها واغراضها .
قام سائق التاكسي بكل سكينة ووقار بتهدئتها وقال اركبي بسم الله وانا سوف ادخل حقائبك ...
استسلمت ( نسرين ) لشيء من الراحة وهي تتوسد المقعد ورمت فنرة صمت طويلة كانت تاخذ انفاسها بعمق وتستشعر الام في قلبها فبكت بحرقة كبيرة ، وخرج صوت بكائها من اعماقها الى اذان السائق ، فتالم لحالها والتفت اليها قائلا:
اذا استمرت حالك هكذا فان عمرك سيكون اقصر مما تتصورين ؟؟
اجابت ، وهل بقي لي شيء من العمر ، او لي حياة حتى تنتهي .. وما بقي لي من حياتي أصبحت ركااااااااام وانطفيء الامل في حياتي ابدا....
نظر اليه السائق بعطف فوجد امرأة شاحبة ، وجه متوتر بشدة ، شعرها متناثر ، ولباس لاينم عن التزام ديني ، ولكن وجد عندها بعض القوة التي تنم عن شخصية قوية رغم الانهيار ..
قال لها الامل في حياة الانسان دائما وابدا موجودا فلولاه لما بقي الناس جميعا في الحياة.
ردت باستعجال ، انا الامل لدي انتهى وارجو غلق الموضوع فانا لا اطيق نفسي فكيف اطيق الكلام مع ايا كان.
حسنا سيدتي لك ما تشائين ولكن ممكن ان تقبلي مني هذا الكتااب فهو سيفيدك في حياتك المستقبلية ..
اخذته على امل ان يقطع الكلام معها ، والقت به في حقيبتها باهمال وساد الصمت ، الى ان وصلت الى بيت اهلها
نزلت من السيارة ودقت الباب بعنف ، وبمجرد فتح الباب رمت حقائبها في داخل البيت والقت بنفسها بين احضان امها وهي تجهش بالبكاء بحرقة والم كبيرين .
بعدها صعدت الى غرفتها واوصدت الباب وعلم والدها من خلال ورقة الطلاق التي القتها من يديها اليهم بان حياتها الزوجية قد انتهت .
لم تخرج من غرفتها الا لامور بسيطة حتى الاكل كانت تاخذه بصورة قليلة جدا .. وبقيت متعزلة تفكر وتنظر بخيالها ذكريات الماضي الجميلة والمريرة والبكاء لايفارقها ..
مر اسبوعان على حالها ومدت يدها الى حقيبتها لتاخذ منها شيئا فاصطدمت يدها بكتاب سائق التاكسي ..
لحظة تأمل :
فوجدت عنوان الكتاب الغريب الذي لم تصادفه في حياتها ، وسرت الى داخل نفسها تساؤلات ماذا يعني عنوان الكتاب ( يا مهدي ادركني) .
من هذا المهدي وماذا تعني كلمة ادركني ، وهل هو شخص طبيب او عالم نفس اوو ماذا هذه الاسئلة ولدت عندها فضولية القراءة والاطلاع .
استلقت على سريرها وفتحت اول صفحة من الكتاب فوجدت صورة رجل واقف ،وجهه مغطى بهالة من نور ومادا ذراعيه الى الامام وامامه عبارة ( انا قائم آل محمد ) ثم عبارة اخرى ( يا ايها العالم ان جدي الحسين قتلوه عطشانا ) ، رددت في نفسها ما هذه الاالطلاسم وتساءلت في داخلها من هذا الذي جده الحسين ، ثم من هو الحسين الذي قتل عطشانا ومن قتله وووو.
استرسلت في الصفحات الأخر فوجدت كلام تاريخي يتحدث عن معركة اسمها واقعة الطف بتفاصيل دقيقة ، فاخذت في قرائتها وإذا بها شيئا فشيئا وجدت نفسها تبكي وتبكي ، وتصيح بالم يالها من قسوة ياله من ظلم يالها من بشاعة انها بربرية ووحشية بلاحدود ، فاذا كان للكبار ذنب فما ذنب ذاك الرضيع ، عجيب هذا انه نفس ظلمي بل هو اشد واقسى .
كان تحس بشيء وهو اختلاط الامها بالام هذه الواقعة وتحس بالظلم نفسه واخذت تبكي بقوة وهي مرة تبكي على الامها ومرة على الام هذا الرجل المدعو الحسين بن علي .
بعد البكاء قررت ان تعرف حقيقة هذه الواقعة والاستمرار بالقراءة لان هناك ظلم وقع على ذات الانسان سواءا كان الحسين او هي بذاتها .
واسترسلت بالقراءة فوصلة الى عنوان جديد لم تالقه من قبل اصطدمت بشخصية جديدة في الواقعة ....
يتبع لطفا