زدني ابتعاداً ؛ لنْ أفارقَ موضعي
حتى بكاؤكَ لنْ يُبارحَ مدمعي ..!
سأظلّ عُمري في لـُقاكَ مُؤمّلاً
ويَظلّ حُضنكَ حينَ أبكي مَرجعي
لو كنتَ تعرفُ كيفَ بُعدكَ جارحٌ
ما كنتَ زدتَ الملحَ فوقَ مواجعي
لكَ نبضُ قلبي والـْتِفـَاتة ُ مُقلتي
وحَشاشتي والرّوحُ بَعدَ مسامعي
والدمّ يَجري في العُروق ِ مُهَللاً
للهِ ؛ إذ غطـّى بحبّكَ أضلعي
حتى اللسانُ بـ حُرقةٍ لكَ لاهجٌ
من قبل ِ لا يَهتزّ شوقاً مَخدعي
فيكَ انتحرْتُ تـَعلـُّقاً وتـَشفـُّعاً
ولـ أنتَ تعرفُ ما تكونُ دوافعي
حتى المعرّي جاءَ يَسندُ حُرقتي
بـ الشعر مَتبوعاً بـدعم الأصمعي ..!
بـ الأمس ِ مُحتفلٌ بـ يوم ِ لقائنا
بـ الأمس ِ أيضاً كنتُ أكتبهُ النعي
لو كنتُ أعلمُ أنّ بصمة َ أصبعي
تعطيكَ صَكّ المُلكِ أقطعُ أصبعي
في الحبّ لا قاض ٍ هُناكَ يَصونهُ
أنتَ القضاءُ الخصمُ أنتَ المُدّعي
فـ انظرْ إلى جسمي : نحيلٌ رسمُهُ
ولسوفَ تسألُ كيفَ أتركُ مضجعي
بـ الرغم من وَجَعي وقِلـّة حيلتي
أمشي على مهَل ٍ وأفقدهُ الوعي ..!
لا زلـْتُ آمُلُ : في لِقائـكَ مَرّة ً
ولـ أرجونـّك بعدَها تبقى معي
واللهِ لو بـ البُعدِ تنوي مصرعي
زدني ابتعاداً ؛ لن أفارقَ موضعي
محمدالحضرمي