قال اللّه تعالى: {رَبُّكُمْ أَعْلَمُ بِمَا فِي نُفُوسِكُمْ إِنْ تَكُونُوا صَالِحِينَ فَإِنَّهُ كَانَ لِلْأوَّابِينَ غَفُورًا} الإسراء:25 .
فقوله تعالى: {رَبُّكُمْ أَعْلَمُ بِمَا فِي نُفُوسِكُمْ}، أي من اعتقاد الرّحمة بهما والحنو عليهما، أو من غير ذلك من العقوق، أو من جعل ظاهر برّهما رياء. قال ابن جبير: يُريد البادرة الّتي تبدر، كالفلتة والزلّة، تكون من الرجل إلى أبويه أو أحدهما، لا يريد بذلك بأسًا. وقوله تعالى: {إِنْ تَكُونُوا صَالِحِينَ}، أي صادقين في نية البر بالوالدين فإن اللّه يغفر البادرة. وقوله: {فَإِنَّهُ كَانَ لِلْأَوَّابِينَ غَفُورًا} وعدٌ بالغفران مع شرط الصّلاح والأوبة بعد الأوبة إلى طاعة اللّه سبحانه وتعالى.