مازلنا في عصر الجاهلية.. زمن الوثنية لم ينته بعد.. لم ينته زمن عبادة الأصنام والوأد والقتل والزنا والخمر والميسر والعصبية والقبلية ولكن .. بثياب تتناسب مع هذا الزمن.. فالنبيذ انتقل من أواني الفخار الى الكريستال؟.. والميسر انتقل من الخيمة الى روليت بصالات خمس نجوم يحميها ضباط أمن من الرجال.. والسيوف تطورت الى مسدسات كاتمة للصوت تليق بالمتحاورين على طاولات المفاوضات والمنسجمين جداً مع أنفسهم ومع الأوضاع.. ومسؤولون استبدلوا ورق البردى وباعوا للاجنبي على ورق الشاموا بقايا وطن يحتضر دون الحاجة لترجمان محلف.. وسادات قبائل يقيمون الولائم بعد كل صفقة خيانة.. ويوزعون حصص الذبائح بأياديهم وينتشلون رائحة الزنخ بعد الشبع بالمسك والعود متحدثين عن هموم الشعوب وفقرها وهم ينكشون أسنانهم بعد أن أُتخموا.. ورماح استعاضوا عنها بخناجر مسمومة لتشريح جثة وطن يحتضر بمشارط أمريكية واسرائيلية وبريطانية وفرنسية وعربية ومن دول الجوار.. متى نتحرر من الجاهلية؟؟!!
حين نكون أصحاب فكر ووعي وحين نملك أفكارنا ونصنع بأنفسنا القرار ....