العضلات واحدة من أربعة أنواع من الأنسجة الأولية للجسم وهي النسيج الضام، والنسيج العصبي، والنسيج الطلائي، والنسيج العضلي.
تنقسم الأنسجة العضلية إلى أنواع، تختلف من حيث التركيب والموقع والوظيفة، حيث يحتوي الجسم على ثلاثة أنواع من أنسجة العضلات، وهي العضلات الملساء، والعضلات الهيكلية، والعضلة القلبية.
تتكون العضلات من وحدات بسيطة تسمى الألياف العضلية والخلايا وتحاط بأنسجة واقية. ونتعرف هنا على الأنواع الثلاثة للعضلات ووظيفة كل منها.
العضلات الملساء
توجد في أماكن مختلفة من الجسم في جدران الأعضاء المجوفة مثل المعدة، والأمعاء، والمثانة، والرحم، كما توجد في الممرات مثل جدار الأوعية الدموية والشرايين. توجد العضلات الملساء في العيون، حيث تعمل على تغيير حجم القزحية وتغيير شكل العدسة، وفي الجلد حيث تؤدي إلى القشعريرة في الأجواء الباردة وعند الخوف.
تنتج العضلات الملساء أنسجتها الضامة الخاصة بها، وتتميز كونها عضلات لا إرادية؛ لأنها تتحرك من ذاتها دون تدخل.
تتركب العضلة من ألياف مغزلية الشكل مدببة الطرفين وعريضة من المنتصف، وكل ليفة تتكون أيضاً من لييفات ونواة واحدة، كما أنها قصيرة جداً مقارنة بالعضلات المخططة، حيث يتراوح طولها ما بين 30 و200 ميكرون.
عضلات مخططة هيكلية
تتصل بالهيكل العظمي بواسطة الأوتار، وتساعد على تحريك الأجزاء الهيكلية من الجسم كالذراعين، عن طريق الانبساط والانقباض. وهي عضلات إرادية لأنها تنقبض وتنبسط حسب إرادة الكائن عن طريق الجهاز العصبي الطوعي.
العضلات المخططة الهيكلية طويلة، حيث يتراوح طولها بين 50 ميكروناً وبضعة سنتيمترات، كما أن كل ليفة عضلية بها عدة أنوية خلوية.
وكل ليفة تتكون من لييفات، تتكون بدورها من مواد بروتينية مرتّبة بنظام متبادل على هيئة نوعين من الخيوط؛ خيوط الأكتين وخيوط الميوسين.
ترتبط الألياف العضلية بنسيج ضام لتكوّن حزماً عضلية.
عضلات مخططة قلبية
عضلات لا إرادية، توجد في جدار القلب فقط، ولا دخل للإنسان في انقباضها وانبساطها، وتنقبض وتنبسط باستمرار بدرجات تنسيق عالية، فتوقفها يميت الكائن الحي لأنها تضخ الدم في أوعية الجهاز الدوري.
تتكون من ألياف أقصر من ألياف العضلات الهيكلية، ويوجد بكل منها نواة مركزية واحدة تقع في وسط الخلية. تملك ألياف العضلة القلبية العديد من الميتوكوندريا والميوغلوبين لإنتاج أدينوسين ثلاثي الفوسفات وهو نيوكليوتيد يختزن الطاقة.
قد تتفرع تلك الألياف وتتَّحد مع بعضها لتكون مدمجاً خلوياً، ويوجد بين العضلات أقراص بينية تفصل بين كل ليفتين متجاورتين.
ما هي وظيفة العضلات في الجسم؟
هناك عدة وظائف للجهاز العضلي في الجسم، تختلف بناءً على نوع العضلات، وتتمثل في:
الحركة والتنقل
العضلات الهيكلية هي المسؤولة عن الحركات التي تقوم بها، وترتبط العضلات الهيكلية بعظامك بواسطة الأوتار، ويتم التحكم فيها جزئياً بواسطة الجهاز العصبي المركزي.
الدورة الدموية
تساعد عضلة القلب والعضلات الملساء على تدفق الدم عبر جسمك، عن طريق إنتاج نبضات كهربائية. وكما ذكرنا فالعضلات القلبية توجد في جدار القلب وهي عضلات غير إرادية، والعضلات الملساء توجد في العديد من الأماكن بالجسم، من بينها جدران الأوعية الدموية، ويتحكم في كلا النوعين الجهاز العصبي اللاإرادي.
التنفس
الحجاب الحاجز هو العضلة الرئيسية في عملية التنفس الهادئ، وقد يتطلب التنفس الأثقل اثناء التمرين عضلات ملحقة لمساعدة الحجاب الحاجز تشمل البطن والظهر والعنق.
الهضم
يتم التحكم في الهضم بواسطة العضلات الملساء الموجودة في أجزاء الجهاز الهضمي مثل الفم، والمريء، والمعدة، والأمعاء، والمستقيم، والشرج، ويشمل الجهاز الهضمي أيضاً الكبد والبنكرياس والمرارة.
تنقبض العضلات الملساء وتسترخي أثناء مرور الطعام خلال الجسم أثناء عملية الهضم. تساعد هذه العضلات أيضاً في إخراج الطعام من الجسم.
التبول
تجتمع العضلات الملساء والهيكلية في تكوين الجهاز البولي، الذي يشمل الكلى، والمثانة، والحالب، والإحليل، والبروستات.
الولادة
تم العثور على العضلات الملساء في الرحم. أثناء الحمل، تنمو هذه العضلات وتمتد مع نمو الطفل. عندما تدخل المرأة في المخاض، تنقبض عضلات الرحم الملساء وتسترخي للمساعدة في دفع الطفل خلال المهبل.
الرؤية
يلتصق بالكأس العظمية المحيطة بالعين بضع عضلات هيكلية تساعد على تحريك العين، وتتكون العضلات الداخلية للعين من عضلات ملساء، وتعمل العضلات معاً للمساعدة على الرؤية.
الثبات
تساعد العضلات الداخلية على تحقيق الثبات والاستقرار للجسم وعلى حماية العمود الفقري. تشمل مجموعة العضلات الأساسية عضلات البطن والظهر والحوض، المعروفة باسم الجذع، وتساعد عضلات الساقين أيضاً على الثبات.
كيف يمكن زيادة حجم العضلات؟
عندما تذهب إلى صالة الألعاب الرياضية، قد تشعر في الغالب أنك تبذل مجهوداً كبيراً دون رؤية أي نتائج. ومع ذلك، بعد بضعة أشهر، لا يمكن إنكار أنك قد حققت بعض المكاسب التي تظهر في زيادة حجم عضلاتك.
قد يستغرق الذهاب إلى صالة الألعاب الرياضية من 4 إلى 5 ساعات في الأسبوع، لذلك تستخدم تلك العضلات الخاصة من التمارين الرياضية لفترة صغيرة جداً من وقتك. ومع ذلك، يمكنك أن ترى زيادات كبيرة خلال بضعة أشهر فقط.
عند ممارسة التمارين الرياضية، فأنت تضغط بشكل أساسي على عضلات معينة لزيادة حجمها وقوتها. بالطبع، نتحدث هنا عن العضلات الهيكلية التي يتجاوز عددها 600 عضلة.
وكما ذكرنا، فالعضلات الهيكلية مصنوعة من ألياف، وعند زيادة الوزن على العضلة تتضرر بعض أليافها، وبالطبع تحتاج إلى إصلاح.
عندما يتم ربط هذه الألياف العضلية ببعضها البعض، فإنها تزداد في الحجم، وهو ما يُعرف باسم نمو العضلات. ومع ذلك، فإن أحد العوامل المهمة التي يجب مراعاتها أن الكتلة العضلية الإضافية تأتي من المزيد من بروتينات العضلات التي يتم تصنيعها من تلك التي يتم تكسيرها.
إذا كان جسمك أكثر قدرة على تنشيط الخلايا الجذعية للعضلات، وتشجيع الخلايا الليفية العضلية الجديدة على تكوين بروتينات العضلات، فسوف تنمو عضلاتك بعد التعرض للإجهاد.
لا توجد عضلة في جسم الإنسان يمكن أن تنمو إلى ما لا نهاية. والسبب الرئيسي لذلك هو الميوستاتين، وهو مركب مثبط يعمل كمقياس تحكم لنمو العضلات في الجسم. ينظم سلباً العضلات الهيكلية والقلبية على أساس كتلة العضلات في الجسم.
رغم حركتها المستمرة.. لماذا لا تنمو عضلات الوجه؟
قد نستخدم عضلات الوجه لدينا طوال الوقت في الضحك والكلام ومضغ الطعام، لكننا لا نضغط عليها بالضرورة.
عندما تحمل الحديد في الصالة الرياضية، فأنت تضغط على عضلة معينة نتيجة زيادة الوزن، ولكن عندما تحرك عضلات الوجه فإنك لا تسبب تلفاً للألياف، لأنه ليس هناك زيادة في الضغط على العضلة. وإذا لم تكن هناك ألياف تالفة فلا حاجة للإصلاح الذي يزيد من حجم العضلة