نعم ياحبيبتي أعرفُ الكثير عن أسرار الحزن ، عن الجوع واليتم والحرمان ، أعرفُ كيف أكون نبيّا لأرمي عصاي ، حتى أحول القمر إلى رغيف خبز يكفي لكل جياع الشروگ ، ماحاجتي بقمر يضيء ليلي إذا كان نهاري مظلم ، صدقيني سأكتفي بصورتك في ذاكرتي بدلاً من قمر لايطاوع نبي جائع ، أعرف كيف أكتبُ أسمك بلغة غير مكتشفه وأشمّه حينما يخنقني الوطن ، أعرفُ كيف أخدع معدتي بأن جميع الطعام في هذا العالم ملوث لأنك لم تطبخيه ، فتسكت المسكينة وتصدق الخدعة ، أعرفُ الكثير عن الليل ولماذا ليل الجائع طويل ، أعرف كل شيء ( فأنا الذي رأى كلّ الحروب فغني بطرده يابلادي ) نسيت أن أقول لك أعرفُ طور المحمداوي هذا الطور الغريب والذي قال عنه أحد أصدقائي المجانين أنه طور نزل من السماء على هيئة دمعة ، فتلقفته حنجرة العمارة لتصدح به بشجن ثكلى ، مَنْ يخبرها أني أحبها وليسقط العالم ….