أراني سعيداً بالخطيئة
الخطيئةِ التي لم اقترفها
ولمُ الثم شفتيها بتوهج
لكنّها الخطيئة
تلكَ التي صيّرت الأشجار
إلى منحدرٍ جبلي
خالٍ من زهرةٍ حديدية
أو نبتةٍ تصحو على ظلّ يابس
يابسّ ظلّ المساءات
تلك المساءات الخالية
المساءات الخالية
المساءات الخالية
من الخطيئةِ التي لم اقترفها
لكنّي صحوتُ
على صياحِ احدهم
ورصاصِ المدني
مذ كانت الأزمانُ تُقاس
بالبراءةِ
والوقتُ يقاسُ
بـ( حنّة)السماءِ المنسابة
طلعاً ودموعاً ووطناً
حينها كانت الأرضُ
لا تدورُ إلا بنقراتِ العصافير
ولا تخشى هرولةَ الصيادين
نحو مساءاتٍ خالية
فسلامٌ على نحولِ الشوارع
وهي تومئُ للراحلين
بإشارةٍ جنوبية
لا يفقهُها إلا الراسخون
في الحبّ والناقعونَ في الملحِ والخطيئة
الخطيئة التي لم اقترفها
ولم الثم شفتيها يوما
لكنّي
وريث حزن الجنوب
الجنوب الذي إذا لم تعرفه
فانك جاهلٌ بعلمِ الطيبة
وبحكاياتِ الليالي البربرية
لذلك كنّا وحوشاً في الصباحات
لكننا بوداعةِ البلابل
وفي الليل نكفرُ عن خطايانا
الخطيئةُ التي لم اقترفها
ولم الثمُ شفتيها يوما…
أرواحنُا فضاءات
لاتحدّها النجوم
ولا تغادرُها الشمس
الشمس التي غطّتها سمرتنا
تترنم
(هيله هيله ابن الجنوب
المانگص چيله
ولا راوه للعدوان ميله)
جنوبيون حدّ الثمالةِ والشقاءِ أولاد الملحة
مبتكرو الجوع
ومهندسو الهمومِ والأنكسار
ومصدرو الثورات
إلى باقي الكواكب
لذلك كانت الملائكةُ تترنمُ بخطيئتهم
الخطيئة التي لم اقترفها
ولم الثم شفتيها بتوهج
فطوبى أيها المطر الضاحك
على قبورنا اليابسة
فيا جنوبَ الله
أنتَ خطيئتي التي اقترفتُها
ولثمتُ شفتيها بتوهج