تسألُ ماذا أقصدُ.. لا... دعني... لا تسألْ
لا تطرق بوّابةَ هذا الركنِ المُقْفَلْ
اترُكني يحجب أسراري سترٌ مُسْدَلْ
إنَّ وراءَ الستّار وروداً قد تذبل...
إنْ أنَا كاشفتك إنْ عرَّيتُ رؤى حبّي
وزوايا حافلةً باللهفةِ في قلبي
فستغضب منّي سوفَ تثور على ذنبي
وسينبتُ تأنيبك أشواكاً في دربي...
هل يقبلُ ثلجُ عتابك قلبي الملتهبُ!
أتُرى أتقبَّلُ لا أغضبُ لا أضطّربُ
لا! بل سَأثورُ عليك... سيأكلني الغضَبُ!
وإذا أنَا ثُرْتُ عليك وعكَّرتُ الأجواء
فستغضبُ أنتَ وتنهضُ في صمتٍ وجَفاء
وستذهبُ يا آدمُ لا تسأل عن حوَّاء...
يا آدَمُ لا تَسألْ...حوّاؤُك مَطوِيَّة
في زاويةٍ مِنْ قلبِك حيرى منسِيَّة
ذَلِك ما شاءَتْهُ أقدارٌ مَقضيّة:
آدَمُ مثلُ الثلجِ وحوَّاءٌ ناريَّة...!
نازك الملائكة...