سهام مصطفى
مقولة خلدها التاريخ للامام الحسين عليه السلام حين خرج مناصرا للحق داحضا للباطل حين قال (إني لاارى الموت إلا سعادة والحياة مع الظالمين إلا برما)..
اذ لابد لنا أن نستحضر قيم تلك الثورة الخالدة في كل لحظة من لحظات هذا الزمن الذي تجبر فيه اناس هم من طواغيت الأرض ازدادوا في غطرستهم وعنجهيتهم وظلمهم لبني البشر. حتى حولو الحياة الى شريعة غاب غابت عنها القيم والمبادئ وقبلها الانسانية التي ميز الله بها البشر عن باقي الكائنات الحية.
لقد أراد الامام الحسين ع أن يرفع بدمه ودم آل بيته وأصحابه راية للهداية والايمان والتوحد ومنارا لكل من ينشد الإصلاح... ويرفض الفساد والظلم عبر العصور لمن أراد أن يدرك الحقيقة الناصعة.
قيل في نصرة الحسين والحق والمعركة في اوجها (إن كان دين محمد لايستقيم إلا بقتلي فيا سيوف خذيني).
هذه الجملة القصيرة التي مازالت ترعب أعداء الإنسانية على مر العصور صارت شعارا للشعوب المقهورة المضطهدة والتي صارت تردد ما قاله عليه السلام (هيهات منا الذلة) الذلة التي فضل ان يقهرها بالشهادة ومحاربة الفاسدين والطغاة وينصر دين الله الذي بعثه لجده المصطفى لينشره عدلا وسلاما ومحبة.
ثورة الحسين (ع ) هي امتداد للرسالة المحمدية السمحاء التي ما جاءت إلا لتزيل نظام الرق والعبودية، وتهد صروح الظلم والظالمين الذين نصبوا أنفسهم ليعبدو من دون الله وسخروا كل شيء لمصالحهم الدنيئه والتي لا تنسجم مع أبسط المفاهيم والقيم الأخلاقية التي جاء بها دين محمد (ص) لقد جاءت ثورة الحسين بسمات فكرية وإيمانية وجهادية لاينضب معينها ولتبقى نورا أبديا ساطعا ينير الطريق للأحرار وللثائرين على الظلم والاستعباد.
ثورة الإمام الحسين ع ماجاءت إلا مجددة للدماء السارية في عروق الشعوب المضطهدة لتحفزها وتمنحها القدرة الإيمانية الخلاقة والنابضة والقادرة على اكتساح العروش الخاوية. فما أحوجنا اليوم إلى مبادئ الحسين ع وتحويلها إلى عمل ملموس وواقعي يغير من هذا الواقع المزري الذي نعيشه وسط اناس لا يستحقون ان نطلق عليهم صفه بشر بل هم ذئاب تغرس انيابها في اجساد خاوية انهكها الحرمان والفقر والقحط والضعف لله درك يا سيد شهداء الجنة يا من انرت لنا طريق الحرية والتحرر ليتنا على خطاك نسير.