بسم الله الرحمن الرحيم
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
ان المصائب التي المت بالصديقة الطاهره زينب الكبرى ابنة علي (عليه وعليها السلام) في كربلاء مصائب كثيرة، منها:
ما رأته اول ما نزلت في كربلاء من معارضة الحر بن يزيد الرياحي وإجبار أخيها (عليه السلام) على النزول.
وما شاهدته من القلة في أصحاب أخيها وكثرة جيوش الأعداء.
وما شاهدته من تفرق من كان مع أخيها وذهاب الأكثر ممن تبعه حين خطبهم بخطبته المشهورة بعد ما بلغه خبر قتل مسلم بن عقيل وهاني بن عروة (رضي الله عنهما) فتفرق الناس عنه يميناً وشمالاً حتى لم يبق الا الذين قتلوا معه.
وما كانت تشاهده من اضطراب النساء وخوفهن حين نزلوا كربلاء.
وما شاهدته من عطشها وعطش أهل بيتها عندما منعهم القوم الماء.
وما كانت تقوم به من مداراة الأطفال والنساء وهم في صراخ وعويل من العطش.
وما كانت تنظر اليه من الانكسار في وجه أخيها الحسين (عليه السلام).
وحين شاهدت إخوانها وبني إخوانها وبني عمومتها وشيعة أخيها يبارزون ويقتل الواحد منهم تلو الواحد.
وما شاهدته من مقتل ولديها.
وحين شاهدت أخاها الحسين (عليه السلام) وحيداً فريداً لا ناصر له ولامعين وقد أحاط به الأعداء من كل جانب ومكان.
وحين شاهدت رأس أخيها على الرمح دامي الوجه خضيب الشيب.
وحين ازدحم القوم على رحل أخيها ومناديهم ينادي: (احرقوا بيوت الظالمين).
وحين احرق القوم الخيام وفرت النساء والأطفال على وجوههم في البيداء.
ومرورها على مصرع أخيها ورؤيتها جسده الشريف ملقى على الأرض تسفي عليه الرياح.
ولما اركبوها النياق المهزولة هي والعيال والأطفال.
ومداراتها الامام زين العابدين (عليه السلام) وهو من شدة مرضه لا يطيق الركوب وقد قيدوه من تحت بطن الناقة.
وهناك مصائب أخرى من اشدّها انها كانت تنظر الى قتلة أخيها وأصحابه وهم يسرحون ويمرحون والسياط بأيديهم يضربون الأطفال والنساء وهم في غاية الشماتة بها وبأهل بيتها.
اه عليكي يامولاتي وعلى اخوتك وال بيت النبي عليهم السلام
وما عانيتية لعن الله اعدائكي من الأولين والأخرين والسلام عليكي وعلى جدك وامك وابيك
وروى أنها كانت شديد المحبة بالنسبة إلى الحسين (ع) من صغرها بحيث لا تستقر إلا في حجر الحسين (ع) فحكت فاطمة عليها السلام ذلك إلى رسول الله ( ص ) فبكى النبي (ص) وأخبر بمصابهما واشتراكهما في ذلك. وقال بعض العلماء انها كادت إن تقرب من أمها في الفضل والعبادة، وفى الكرامات والصبر على النائبات وبحيث خرقت العادات ولحقت بالمعجزات وكفى في فضلها ما قال الإمام علي بن الحسين (ع) لها لما خطبت بتلك الخطبة التي عجز عن اداراكها الافهام والوصول إلى معارفها الاعلام. عمتي اسكتي، ففي الباقي عن الماضي اعتبار وأنت بحمد الله عالمة غير معلمة وفاهمة غير مفهمة إن البكار والحزن لا يردان من اباده الدهر، وأما عبادتها ما تركت تهجدها لله تعالى طول دهرها حتى ليلة الحادي عشر من المحرم. وروى عن زين العابدين (ع) قال رأيتها تلك الليلة تصلى من جلوس، وكراماتها كثيرة وناهيك لما خطبت بتلك الخطبة فبمجرد ما أومأت للناس أن اسكتوا فارتدت الأنفاس وسكنت الأجراس وأما صبرها على النوائب ناهيك منها لما وقفت على جثة أخيها يوم الحادي عشر من المحرم قالت اللهم تقبل منا هذا القليل القربان،ثم وقوفها بين يدي علي بن الحسين (ع) وجعلت تسلى خاطرة وتذكر له حديث أم أيمن وتسكن قلب الإمام