حبيبها المقتدر
سمراء ، ريَّا
يبتهل لها القمر
والشمس تتعبد في محرابها
والطير يغني ، ويتمايل لها الشجر
رقيقة ، شفيفة ، بضّاء
ليس يَرى مثلها البصرُ
ثَمِلة وتُثمِلُ
غنُّوجةٌ حدائقها غنَّاء
تُغني عن الأرض وعن جملة البشر
فيها من كل شيئ الأحلى
ولديها الأجمل والأطيب والأوفر
وشموخ وعفة وحلاوة لسانٍ
وفنون عشقٍ وتحرر
كل شيئ فيها يدعو ، ينادي ؛
أن تكون حبيبها المقتدر
أن تنهل من عبير جيدها وتستعر
أن تغذ السير بين خصلات شعرها وتبتكر
أن تبسط لها حنينك بوسع المدى
وتعتمر
أن تتشرب رونقها النظر
تغمِدَ روحك
بين شفتيها وترتحل
تغمر أنفك بين نهديها وتنتحر
تضع قلبك بين يديها وتشتعل
تحملها فوق كتفك وتنتقل
أن تطيرَ بها إلى جنانٍ
تَخصُ ملائكةً وليس بشرُ
كل شيئ فيها يدعو للحرث
والزجد والبستنة وقطف الثمر
كل شيئ فيها ينادي ؛
"لتأتو حرثكم بالحب أيها البشر"
عبدالعزيز دغيش .
رد مع اقتباس
