قالَت مَنِ الشاكي؟ تُسائِلُ سِربَها
عَنّي وَمَن هَذا الَّذي يَتَظَلَّمُ؟
فَأَجَبنَها وَعَجِبنَ كَيفَ تَجاهَلَت
هُوَ ذَلِكَ المُتَوَجِّعُ المُتَأَلِّمُ
أَنا مَن عَرَفتِ وَمَن جَهِلتِ وَمَن لَهُ
لَولا عُيونُكِ حُجَّةٌ لا تُفحَمُ
أَسلَمتُ نَفسي لِلهَوى وَ أَظُنُّها
مِمّا يُجَشِّمُها الهَوى لا تَسلَمُ
وَ أَتَيتُ يَحدو بي الرَجاءُ وَمَن أَتى
مُتَحَرِّماً بِفِنائِكُم لا يُحرَمُ
أَشكو لِذاتِ الخالِ ما صَنَعَت بِنا
تِلكَ العُيونُ وَما جَناهُ المِعصَمُ
لا السَهمُ يَرفُقُ بِالجَريحِ وَلا الهَوى
يُبقي عَلَيهِ وَلا الصَبابَةُ تَرحَمُ
حافظ ابراهيم